رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشاعرنادر ناشد: السينما قدمت مراهقة سياسية ومشاعر انفعالية ساذجة

بوابة الوفد الإلكترونية

عندما يأتى شهر أكتوبر من كل عام، نتذكر الملحمة العظيمة، والذكرى العطرة لحرب التحرير، حرب العزة والكرامة، الحرب التي أعادت الروح للشعب المصري بل للأمة العربية بعد سنوات عجاف من الانكسار والذل والمهانة.

نجلس مع أنفسنا نردد السؤال الذي بلغ عمره الآن 45 عامًا.. هل أنصفنا حرب أكتوبر؟ هل قدمنا ما يليق بها؟ هل كان في الإمكان أبدع مما كان؟

الشاعر نادر ناشد يرى أننا عدنا إلى نقطة الصفر وبنفس المعطيات والمفردات، لا نزال نتفوه ونناقش ونلغو بلغة غريبة عن واقعنا وكأننا لا نتعلم من أخطاء الماضى، وكأننا في كل مرة نناقش فيها هروب الفن من حرب أكتوبر - باستثناء فن الأغنية - وأما المسرح فقد تحمست فرق الثقافة الجماهيرية من خلال نصوص أغلبها شعراء، وبرغم الإمكانات المادية الضعيفة، فقد خرجت أعمالًاجيدة، ولكن لم يتم تصويرها إلا قليلًا، ولم يتم تداولها إلا نادرًا، وهكذا غاب مسرحنا عن أقدس حرب عربية عاشتها مصر ولا زالنا نجني ثمارها الطازجة المفرحة.

وأما السينما فإن الغيبوبة قد غطت على ستائرها وكاميراتها وأقلام كتابها .. كنا ننتظر كتابات جادة من الراحل الكبير الأديب أسامة أنور عكاشة وعد بها قبل رحيله بعدة سنوات، ومات المشروع قبل موت عكاشة بسنوات. وماتت أيضًا المسابقات الخاصة والعامة حول كتابة أفضل نص روائي عن حرب أكتوبر، والقضية اليوم أمام الرأى العام .. لأن هناك متاهة كبيرة إن أجيالًا كثيرة لا تعرف شيئًا عن هذة الحرب الرائدة ، أو على الأقل لم يعرفوا جوانبها ولا يفوتنا هنا أن نتحدث عن السلاح الفكري الغربي الكاسح الذي يغزو العقول العربية في نعومة وثعبانية تتجاوز ما نطمح إليه، فقد أصبح من المسلَّم به أن من حق هذه الدول الحصول على حقها في زرع المعلومات، ومن حقها أيضًا أن تشارك في معركة المصير التي يعيشها العالم منذ سنوات، والبطل الأول أو الأوحد هو التكنولوجيا المبهرة، خاصة أن المجتمع العربي يمر اليوم –ومنذ غزو العراق للكويت- بفترة تحول حاسمة وسريعة، ويتحدد هدف هذه المرحلة بتحقيق التوازن بين الشرق والغرب، وتوسيع الهوة بيننا من جانب الصهيونية وبغيرترتيب واضح أو

ملموس، هكذا نرى فيلمًا عالميًّا من إنتاج إسرائيل عن أشرف مروان بعنوان"الملاك"، وأيًّا كانت الحقيقة إلا أن الأمر لا يخلُ من تلويث أوتشويه لشخصية مصرية لم يحسم أحد أمره حتى الآن، فحسموا هم الأمر حسب مقاسهم وأهوائهم وقناعاتهم.. وفي المقابل لا نرى فيلمًا عن أكتوبر.

وأما الموجود في المكتبة المصرية عن أكتوبر فلا يزيد عن إنفعالات مصرية أغلبها ممزوج بقصص حب ساذجة، وربما نستثنى فيلمين من هذة الجوقة هما "أغنية على الممر"  للكاتب على سالم و" أبناء الصمت"  للكاتب مجيد طوبيا، وفيها البعد الإنسانى لشباب مصرى دفع عمره في انتظار نقطة الصفر، بعضهم قضى أكثر من عشر سنوات ينتظر قرار العبور ، وبعضهم من ألقى طموحاته الشخصية وأحلامه المؤجلة دائمًا، واتجه للعبور وتحرير سيناء وعودة الكرامة لمصر بعد أن كادت نكسة 1976 أن تطيح بكل شيء في مصر.

ولكن ضمور هذه الأفلام أمام الحقيقة الكبرى للعبور العظيم لا يزال يدعونا للعمل الجاد الذي ننتظره جميعًا.. فهل نستعين بخبرات أجنبية لتحقيق ذلك؟ أرى أن هذا غير مناسب إطلاقًا، فليس من المعقول أو المقبول أن يؤرخ لنا الأجانب ونحن من يمتلك سينما تمتد إلى أكثر من مائة عام، مارسنا خلالها صناعة قومية وطنية قد تتعثر ولكنها لا تزال"السينما المصرية".

وأتخيل أننا ما زالنا قادرين على مقاومة الصوت والصورة الصهيونية بشتى طرقها، من خلال تلك السينما، ونكتب السطر الأول من شريط المقاومة.