رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيد حجاب : مصر تعيش انقلابًا دستوريًا !

بوابة الوفد الإلكترونية

في حديث عن الشعر والسياسة، التقت «الوفد الأسبوعي» الشاعر الكبير سيد حجاب، الذي بدا متفائلا بمستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير، رغم كل العقبات والمطبات التي تعترض طريقها.

وأكد حجاب أن شباب الثورة يجيدون استخدام أرقي أدوات العصر، لذلك هم قادرون علي هزيمة فلول النظام السابق التي مازالت تخوض الحرب بأساليب قديمة وبدائية، كما تحدث عن قصيدته كارت إرهاب التي أثارت غضب السلفيين، مؤكدا أنه ليس خائفا من التضييق علي حرية الرأي والإبداع بعد سيطرة الأغلبية الإسلامية علي البرلمان.. وإلي نص الحوار:
* قلت له: حدثنا عن قصيدة «كارت إرهاب» التي عبرت فيها عن قلقك مما يحدث الآن؟
- أجاب: «كارت إرهاب» أغنية كتبتها تطرح تساؤلا أساسيا، لمن يتبنون فكرة الدولة الدينية وهو «أي نوع من الدولة الدينية تريدون؟»، دولة تشبه السودان الذي أدي بها التركيز علي الهوية الدينية إلي تقسيم البلاد إلي شمال وجنوب، أم دولة كتلك الدولة المشوهة التي أسسها طالبان في أفغانستان، أم دولة علي الطريقة الوهابية؟
وهذه القصيدة جعلتني استقبل الكثير من السباب والشتائم، فبعدها اتصل بي شاب سلفي من كفر الشيخ يقول لي إنه يحمل رسالة من الجماعة التي استاءت جدا من القصيدة، قلت له إن هذه هي الديمقراطية، أنا أقول رأيي وأنت تقول رأيك، ونتناقش بالعقل والمنطق لنصل إلي حل لهذا التناقض أو الاختلاف في الرأي دون اللجوء إلي العنف، فأي نوع من الدول الدينية تريدون، فأجاب: نحن في مصر نحلم بحلول أخري.
* ما رأيك في المشهد السياسي الذي تمر به مصر الآن؟
- أعتقد أننا نعيش في ظل انقلاب دستوري صنعه المخلوع وهو يغادر السلطة متخليا عنها فيفقد صفته كرئيس، ثم يصدر توصيته بأن يدير البلاد علي غير ما يقول الدستور المجلس الأعلي للقوات المسلحة، إذن نحن منذ تلك اللحظة في إطار انقلاب علي الدستور صنعه المخلوع، وأدار المجلس العسكري هذه الفترة الانتقالية، وأتصور أننا منذ ذلك الحين نعيش حلقة من حلقات الصراع بين قوي الثورة وقوي الثورة المضادة، قوي الثورة المضادة تمتد من أمريكا إلي إسرائيل إلي الأنظمة العربية المستبدة وتنتهي عند بقايا النظام في مصر.
وبقايا النظام في مصر لم تكن فقط الموالين للنظام، بل المعارضة أيضا هي نخبة قديمة قامت هذه الثورة ضدها، ومنذ ذلك الحين هناك محاولات تصفية للثورة، ومحاكمة الثوار وقتلهم، وكان آخر حلقات هذا المسلسل قتل الألتراس في بورسعيد.
وفي نفس الوقت إدارة علي غير القانون وعلي غير الدستور، يقرر قانون الانتخابات أنه لا أحزاب علي أساس ديني فتتأسس أحزاب علي أساس ديني ويغمض القائمون علي الأمور عيونهم عن هذا، وتتأسس دعاية انتخابية علي أساس ديني علي غير القانون ويغمض أيضا القائمون علي إدارة الأمور عيونهم عن هذا، مما أدي بنا إلي المشهد المحزن الذي نعيشه الآن، فمازلنا بعد أكثر من سنة نناقش من جديد الدستور أولاً أم الانتخابات.
وأنا أعتقد أن المعركة الأساسية التي ستنهي هذه المرحلة هي الدستور، لأننا بذلك سندخل فعلا في إطار النظام والدولة الجديدة، والمطروح الآن إما دستور يكرس الحريات وإما دستور يكرس استبداد العسكر ودعاة الإسلام السياسي، وهذه هي المعركة الفاصلة والحاسمة، لكن بيننا وبين هذه المعركة حقول ألغام كثيرة نرجو أن تتجاوزها مصر.
* ألا تخشي من مصادرة حرية الفكر والإبداع مع وجود أغلبية برلمانية من التيار الإسلامي؟
- لم أعد خائفا من اتجاهات الإسلام السياسي، لأنهم استنفدوا مرات الرسوب أمام الشعب المصري، كانوا يبحثون عن السلطة وهم الآن يتخاصمون حول الأنصبة في السلطة، وأداؤهم في البرلمان أفقدهم كثيرا من مصداقيتهم عند الناس، وبدا هذا في انتخابات مجلس الشوري حيث انفض الناس عنها، وأداروا ظهورهم لها فوضحت القوة الحقيقية لكل اتجاهات الإسلام السياسي وقدرتهم علي الحشد، حيث لم يشارك في الانتخابات إلا 7٪ من الناخبين، لذلك أنا لا أخشي لأن لدي ثقة عظيمة في هذا الشعب العبقري القادر علي كشف كل المستور، وهزيمة كل أعدائه وتجاوز الخداع الانتخابي الذي حدث.
وأنا لا أخشي علي حرية الإبداع من أي شىء، فالمبدع حر تحت كل الظروف، بالإضافة إلي كون الإبداع في هذه المرحلة فرض عين علي كل مبدع وعلي كل قارئ، والإبداع في الحياة هو قاطرة التقدم دائما، والمجتمعات التي يختفي الإبداع بداخلها تعيد تكرار نفسها وتظل في عصور البداوة الأولي، أما المجتمعات التي تفتح الباب أمام حريات الإبداع فهي تطور نفسها وتتقدم.
* دعنا نسألك السؤال الأشهر حاليا: مصر رايحة علي فين؟
- بالتأكيد إلي تأسيس الدولة المدنية التي تقدم العدالة الاجتماعية لمواطنيها، ورغم المعارك الكثيرة التي دخلناها مع قوي الثورة المضادة، لكن مصر الجديدة مصممة علي الانتصار، وشبابها والنخب الجديدة التي دخلت إلي الساحة لن تهزم، لأنها تواجه عقولا وأساليب قديمة هي

قادرة علي كشفها وهزيمتها.
* من الذي يخطط لتدمير مصر الآن؟
- اللهو الخفي هو الذي يدمر مصر، فحين قرر القائمون علي إدارة الشأن العام أن يحل الأمن أثناء الانتخابات، استطاعوا إحلال الأمن طوال الجولات الانتخابية، وحين يعجزون عن ذلك فهذا يثير الكثير من الأسئلة والشبهات، فهل هؤلاء البلطجية صناعة الداخلية أم صناعة الحكومة والقائمين علي إدارة البلاد؟، لكن المؤكد أنهم ليسوا من أطفال الشوارع ولا من الثوار، فالثوار في الميدان كانوا يمحون أمية أطفال الشوارع ويتعاملون معهم ككائنات آدمية، وما يحدث هو سلوك منحط لنظام مازال موجودا بيننا.
* ومن المسئول عن ظاهرة الانفلات الأمني.. هل هو اللهو الخفي الذي يحضر العفريت ويصرفه أيضا؟
- الانفلات الأمني مسئولية القائمين علي إدارة شئون البلاد وليس مسئولية الثوار، ولا مسئولية الشعب المصري، فالشعب ضحية لكل الأزمات التي يوقعنا فيها هؤلاء القائمون علي أمورنا ابتداء من الأزمات التموينية إلي أزمات البلطجية، هذه مسئولية من يدير البلاد وليست مسئولية الشعب المصري ولا الثوار، ودائما يقولون في علم الجريمة ابحث عن المستفيد.
الانفلات الأمني ليس في مصلحة الثوار ولا الشعب المصري وليس في مصلحة المستقبل المصري، لكنه في مصلحة قوي النظام التي مازالت موجودة في الإدارات العليا للدولة وفي فكر القائمين علي هذه الإدارة.
* وماذا عن رأيك في المشهد المضطرب لمرشحي الرئاسة؟
- منذ 12 فبراير ونحن نسير في حقول ألغام لا تنتهي، مازالت حقول الألغام موجودة في الطريق بين مصر مبارك ومصر الثورة، نحن في سباق مع الزمن بعد صدور القائمة التي تم قبولها رسميا، وتضم مرشحين كانوا مع الثورة وشاركوا فيها وحلموا بها، وآخرين مع الثورة المضادة.
* هل الأفضل للمثقف أن ينتمي لحزب أو تيار معين أم الأفضل أن يكون مستقلا؟
- أظن كل لما خلق له ميسر، طبيعي أن الدور السياسي دور كل المواطنين، فبعض الشعراء قادرون علي أدائه، وبعضهم يري أنه يؤديه حين يقدم إبداعا، لذلك فالمسألة ليس لها قانون فاصل، كل عليه أن يعرف قدرته الحقيقية ليعمل فيما يري نفسه مؤهلا للعمل فيه.
* وماذا عن حقيقة العلاقة بين حجاب والأبنودي وجاهين؟
- العلاقة الحقيقية هنا هي أن صلاح جاهين قدمني في «صباح الخير»، ثم قدمت له أنا عبدالرحمن الأبنودي بعد ذلك فقدمه في «صباح الخير»، لذا فصلاح جاهين هو الأب الروحي لي أولا ثم لعبد الرحمن الأبنودي، الذي قدمته من خلال رسالة بريدية كان قد أرسلها وهو يعمل كاتبا في محكمة قنا آن ذاك بعد أن أنهي خدمته العسكرية، وأرسل إلي صلاح جاهين قصائده بعد أن نشر لي جاهين، وكنت ذاك الحين أنا الذي أقرأ بريد صلاح جاهين وأنتقي له من بينه من ما يقدمه من الشعراء وكان من بينهم الأبنودي.
* وماذا تقول لأولادك الشباب؟
- أقول لهم أنتم الكتلة الكبري في مصر الآن، أنتم أصحاب المستقبل، قدرتك الرائعة علي استخدام أرقي أدوات العصر المعلوماتية في مواجهة العقول القديمة والنظام القديم ومنهج الحياة القديمة، تؤهلكم للانتصار علي كل العقبات التي تواجه استكمال هذه الثورة، انتم منظورون للنصر، وإن شاء الله أنتم أجناد مصر الحديثة التي يرجو أبناء جيلي أن يحضنوا طرفاً منها.