رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشاعر المغربى عبدالحميد شوقى: الشعر العربي ظل أسير اللغة والبلاغة ولم يرتق إلى التعبير عن نبض الأشياء وخبايا العالم

بوابة الوفد الإلكترونية

نستكمل حلقاتنا فى استعراض المشاكل التى يواجهها الفن الراقي، الذى ارتبط بالعرب، وصار ديوانا لهم، وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها آثرنا أن يكون الحديث لأصحاب القوافى فقط، واليوم معنا الشاعر المغربى عبد الحميد شوقى.

يرى"شوقى" أن هناك وهم كبير يجب التنبيه إليه وهو أن الشعر ليس ديوان العرب، وإلا كيف نفسر أن الشعراء العرب خارج لغتهم قليل من يعرفهم على عكس عمر الخيام والفيروزي وطاغور، هذا إذا اكتفينا بشعراء الثقافة الشرقية.. ومن جهة أخرى لماذا لم يكتب العرب ملاحم تعكس روح وتراجيديا الأمة كما فعل اليونان والرومان والفرس والهند؟ لقد ظل الشعر العربي أسير اللغة والبلاغة ولم يرتق إلى التعبير عن نبض الأشياء وخبايا العالم وصراع الإنسان ضد القدر، كما أن الشكل العمودي منع الشعر العربي من التحرر والإبداع وكل خروج عن التقليد التاريخي نظر إليه بنوع من التعالي, وحتى إذا تم الاعتراف به فهو ليس إلا اعترافا بأن هذا الجديد هو مجرد خيانة باهتة للأصل الأبدي الذي لا يصله أحد، ويمكن الاستشهاد بموقف التقليد من قصيدة الموشح التي تمثل ثورة جمالية تم إقبارها لفائدة العواصف الرملية واللغوية.

هذه مقدمة تعفينا من البحث عن كثير من أسباب انحسار الشعر العربي .. لم يعد الذوق العصري متوافقا مع اختيار شعري فوق التاريخ؛ حيث لا يجد المتلقي غير ظلال لأزمنة ولت وتباعدت ولكنها تصر على عدم الانزياح

اليوم يبحث المتلقي بالدرجة الأولى عن

تعبير يتوافق مع عصره وفكره وانتظاراته, وهذا ما يجده في الرواية التي من حسن حظها أنها لا تقوم على ماض أزلي لا يرحل

كل هذا لا يعني أن الشعر اختفى وترك مكانه للرواية، وإنما يعني أن أي شاعر لا يمكن أن يكن شاعرا حقيقيا وهو يستبطن وهما يعتبره لاشعوريا حقيقة, وهو أنه مجرد نسخة مشوهة من الطبقة الأولى للشعراء العرب.

ولهذا تعتبر التجارب الشعرية المعاصرة كقصيدة النثر تجربة جريئة للتخلص من سطوة النموذج الماضوي, وترسيخ شعرية حقيقية بعيدة عن عواصف البلاغة, والابتعاد عن هيمنة الرواية بل وحتى الاستفادة منها. 

يجب أن نصحح وعينا بالزمان وأن نكون أبناء هذا الحاضر الذي لم تعد تربطه بالماضي البعيد أية علاقة بعد الثورة الصناعية والليبرالية والمعلوماتية المعاصرة.

ومن دون ذلك لن يكون وجداننا الشعري سوى مهارة فقهية لاستعراض القدرات اللغوية والعروضية ووحيش الألفاظ عوض التأمل في العالم والباطن الذاتي للبحث عن أشكال تعبيرية لا تتمسح بأية جهة مقدسة.