الشاعر أشرف البولاقى: الشعراء الحقيقيون قليلون ولابد من طرد المزيفين والمرتزقة
حظى الشعر بمكانة كبيرة قديمًا وحديثًا، واكتسب الشعراء شهرة واسعة من قرضهم لهذا الفن الرائع من فنون الأدب، وتبارى المبدعون فى نظم القصائد التى تعبر عن مشاعرهم واتجاهاتهم، فلربما مدح بعضهم حاكما للحصول على المال أو الحظوة أو القرب، بينما هجاه الآخر لأنه لم يستجب لمطلبه.
فأين ديوان العرب؟ بل أين الشعراء أنفسهم؟ وكيف نعيد أمجاد الفن الرائع؟
الشاعر أشرف البولاقي: الشِّعرُ لم ينتهِ، ولا يمكن أن ينتهى إلا بانتهاء الحياةِ وانتهاءِ الإنسان نفسِه، يمكن أن يتراجع الشعر قليلا، يمكن أن يسكنَ ليلتقط أنفاسَه، يمكن أن يذهب حزينًا إلى قمة جبلٍ من جبال الأولِمب يشكو الشعراءَ، لكنه لن يلبث إلا أن يعود مجددًا كطائرٍ خرافى أو أسطورى ليحلق بجناحيه.
ولعل ما يحدث الآن هو شيء قريب من هذا، فالشعر تراجع قليلا مُفسِحًا مسافاتٍ ومساحات لثقافة السرد وثقافة الصورة بسبب ضعف الشعراء أنفسهم؛ إذْ لم تتقدمْ ثقافةُ السردِ والحكايةِ والروايةِ إلا لإخلاصِ أصحابِها، وقدرتِهم على تثقيفِ أنفسِهم وبحثِهم الدائمِ والمستمرِ عن المعرفةِ والتجديد، ولعلَّ تَقدُّمَ ثقافةِ السردِ واحتلالَها صدارةَ المشهدِ الإبداعى المصرى والعربى الآن فيه ما فيه مِن تعويضٍ عن قرونِ القهرِ والقمعِ التى عاشها النثرُ العربى تحتَ جنحِ الظلامِ فى الوقتِ الذى حظى فيه الشعرُ بالنورِ والأضواءِ واهتمامِ السلطة والمؤسسة.
بينما نحن صدّقنا أننا أُمَّةٌ شاعرة، وفَتَحْنَا البابَ على مصراعيه ليدخلَ إلى حديقةِ الشعرِ اللصوصُ والزناةُ،
وقال «البولاقى»: الشعراء الحقيقيون فى بلادنا قليلون جدا، ولهذا لا يمكن أن يكون لهم تأثير على سوق النشر، وفكرة (إحياء) الشعر فكرة غير مطروحة، لأن الشعر لم يمت كما قد يتصور البعض، الشعر فى حاجة لثقافة مجتمعية جديدة قادرة على احترام الحقيقيين وطرد المزيفين والأدعياء.. فالنماذج الشعرية الحقيقية - رغم قلتها- إلا أنها دالة على قدرته على الحياة والاستمرار