رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علماء وكتّاب بين التفكير والتكفير.. فرج فودة

فرج فودة
فرج فودة

كتبت- هدير إسماعيل:

ليست كل الأفكار ممكنة الاعتقاد من قِبل الآخر، فعلى مدار تاريخنا الإنساني هناك الكثير من المفكرين والعلماء بل والشعراء والفلاسفة الذين اتهموا بسبب أفكارهم بالإلحاد والزندقة، ومنهم من أُعدم ومنهم من نُفي وسُجن ونُكل به. لكنهم حتما أثروا بشكل أو بآخر في إرثنا الثقافي، لذا فنحن هنا من خلال منبرنا هذا نلقي الضوء على تلك الشخصيات في حيدة تامة منا.

 

فرج فودة 

كان فرج فودة يدعو إلى القراءة فاغتالته يد الجهل، وكان يدعو للحوار فاغتالته يد العنف والسلاح. فرج فودة، المولود في  20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر، لطالما أن جماعات الإسلام المتشدد ساهمت في خلق بيئة خصبة للجهل والتخلف والرجعية، وعلى الرغم من مناداتهم الدائمة للحوار والمناقشة، إلا أن حوارهم كان السلاح في وجه كل من عارضهم، وفودة واحد منهم، فقد تصدى لمبادئ العنف التي شنتها جماعات الإخوان المتطرفة، وسارع في فضح أمرهم وكذبهم، فكان صيدا سهلا في يد التطرف. لم يكن فرج فودة لحظة عابرة في تاريخ الجماعات الإسلامية بل دعا كثيرًا إلى مناظرات لشرح وجهة نظر وكان دائمًا الطرف الآخر الذي يناظر فرج فودة حين يبدأ كلمته يبدأ باسم الله والله أكبر وكأن فرج فودة لا يعرف ما يقولون وينكره على الرغم من اعترافه الدائم بحبه للدين والرغبة في تنقيته من الشوائب التي طالته كثيرًا. البيان الذي أخرجته جبهة علماء الأزهر بتكفير فرج فودة كان الضوء الأخضر لاغتياله، وربما يكشف ذلك أن الشاب الذي اغتاله حين سُئل عن سبب قتله قال إنه لم يعرف فرج فودة ولم يقرأ له من قبل ولم يكن يعرف القراءة والكتابة بالأساس بل نفذ ذلك بناءً عن كلام الجماعة

الإسلامية، وعن سؤاله لماذا قتله قرب عيد الأضحى المبارك، قال: لننكل بأهله وحرق قلبهم عليه لإنه مرتد وكافر. حيث طالته يد الإرهاب وقت خروجه من مكتبه بمدينة نصر مع صديق له ومع ابنه وقتل رميًا بالرصاص، وهذا الحل الأمثل للجماعة بعد اقتراحهم حرقه حيًا ليكن عبرة للكفار والمرتدين!!!، ليسقط فودة في دمائه وتتم وفاته بعد ساعات قليلة، معلنًا بذلك انتصار الجهل والعنف الذي طالما حاربه.

ففي كتاب "الإرهاب" لفودة ناقش مفهوم وتاريخ الإرهاب وأشكاله ومسبباته وعلاقة الجماعات الإسلامية به، وعرض تاريخ حمل السلاح وتهديد المفكرين بالقتل نتيجة لاختلاف أفكارهم موضحًا بإن الأمر بدأ منذ عدة قرون عندما تم إعدام جاليليو بسبب أفكاره العلمية وصولاً إلى الإمام الذهبي الذي قتل بسبب آرائه الدينية، ويبرز في الكتاب تبريرات الجماعات الدينية لممارسة الإرهاب و ينفي عن التعذيب في السجن مثلاً أنه سبب في حمل السلاح ضد السلطة، كما أن له أسلوبا أدبيا فريدا، مستعينا بالحجج المنطقية، والأحاديث النبوية التي تدل على سماحة الإسلام، وقوة إيمانه.  قصة الكتاب توضح حجم الضغط النفسي والعصبي الذي مر به فودة نتيجة أفكاره وآرائه المختلفة.