رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دراسات حول «ألف ليلة وليلة» فى مجلدين عن «القومى للترجمة»

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت - نهلة النمر:

هناك حقيقة فيما يبدو لابد من الاعتراف بها، وهى أنه على الرغم من حضور نص الليالى العربية والمعروف شعبيًا بألف ليلة وليلة الطاغى فى الذاكرة الجمعية، والتداول الواسع الذى حظى به، فإنه لم يحتل المكانة اللائقة به، والتى يسوغها تأثيره الملموس فى دائرة التفكير العربى إبداعا وموروثا. فنص الليالى الذى حظى بتقدير واهتمام، ونال من الإطراء ما لم ينله نص من قبل، ظل مهملا ومستهجنا بين أصحابه، يتناقله العامة شفاهة فيما بينهم طيلة قرون، دون أن يرقى إلى مرتبة الأدب وفقا للمعايير التى أقرتها مؤسسة الأدب الرسمية، التى تتألف من علماء اللغة العربية ورجال الدين، والتى كانت حريصة على التمييز بين أدب رفيع جاد نافع يعلمنا اساسيات اللغة، وأدب قصصى عابث ذى طابع شعبى يستخدم اللغة الدارجة بهدف التسلية.

 فلم يكن لأى عمل من  أعمال التخييل من أصول غير غربية، أثر أقوى فى الثقافة الغربية من الليالى العربية، فإلى جانب كونها مصدرًا للسمر القائم على المتعة بالنسبة لأجيال من القراء والمستمعين على مر العصور، فإن هذا العمل كان بمثابة معين لا ينضب للإلهام لكل أنواع الأنشطة الإبداعية. ولقد أسهم العمل فى ذات الوقت وبشكل حاسم فى فهم الغرب لـ«الشرق» بوصفه الآخر الأساسى، ولم يتم النظر إلى الليالى العربية والتعامل معها بوصفها عملا أجنبيا، بل تم إدراجها فى طبقات عديدة من الثقافة الغربية، واستطاعت البقاء والازدهار والانتشار واكتساب زخم إضافى على مر العصور، منذ أن تم تقديمها للوعى الغربى لأول مرة منذ ثلاثمائة عام، وهو ما جعل  الفيلسوف الإيطالى «إمبرتو إيكو» يؤكد أن الروايات الكبرى فى الثقافة الغربية من «دون كيشوت» إلى «الحرب والسلام»، ومن «موبى ديك» إلى«الدكتور فاوست» كتبت بتأثير من ألف ليلة وليلة. ولذلك ستظل «ألف ليلة وليلة» حكايات تشبه نصا مفتوحا ولغزا عميقا وشفافا يتشكل معناه فى كل زمن وفى كل عقل.

على هذا، فقد صدرت مؤخرًا عن المركز القومى للترجمة النسخة العربية لموسوعة «ألف ليلة وليلة» أو «الليالى العربية» «لأورليش مارزوف» و«ريتشارد فان ليفن» فى ترجمة أنيقة للسيد إمام فى مجلدين.

يضم المجلد الأول أربعة عشر مقالا حول النص، يعالج كل منها مجالات لموضوعات محددة أو أسئلة بعينها ذات صلة بدراسة الليالى العربية، وكتب هذه المقالات باحثون معروفون عالميا بأبحاثهم فى الدراسات الإسلامية ومتخصصون فى دراسة الليالى العربية. أما الجزء الثانى فيضم مسحًا أبجديًا لـ270 مدخلًا فى النص.

وفى مقدمة الكتاب يتساءل المترجم؛ ما الذى يريد القارئ أن يعرفه تحديدا عن «ألف ليلة وليلة»؟ وما مصدرها هل هى هندية أم فارسية أم عربية؟ وماذا عن مخطوطاتها وتواريخ ظهورها؟ جامعيها، حكاياتها الأصلية او المنتحلة وما جرى عليها من تعديلات أو تحويرات، والأثر الذى خلفته على جمهور المستمعين  والقراء فى كل مكان وزمان، وعلى المبدعين من شعراء وروائيين ورسامين وموسيقيين وكتّاب مسرح فى الشرق والغرب على حد سواء، كل هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها موسوعة الليالى العربية التى ألفها وجمع مادتها اثنان من أبرز المتخصصين فى الدراسات العربية وتاريخ الحكى العربى، هما «أورليش مارزوف» هو أستاذ الدراسات الإسلامية فى جامعة  جورج أوجست بألمانيا، نشر على نطاق واسع أعمالا وأبحاثا حول ثقافة الحكى فى الإسلام.  و«ريتشارد فان ليفن»، وهو أستاذ مساعد فى قسم الدراسات الدينية بجامعة أمستردام، وتشمل أعماله المنشورة الترجمة الهولندية لـ«الليالى العربية»، بالإضافة إلى عدد من المقالات والأبحاث. أما المترجم السيد إمام فله عدد كبير من الترجمات منها: «الشعرية البنيوية»،» و«قاموس السرديات» و«تعليم ما بعد الحداثة: المتخيل والنظرية».