رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سنة بقميص وبنطلون‮!‬

كان حلما،‮ ‬انتظار‮ ‬يوم الثورة علي‮ ‬الأوضاع والأحوال في‮ ‬مصر ظل‮ ‬يراودنا طويلا ويتسلل إلي‮ ‬قصائدنا ربما دون إرادة منا‮. ‬كان حلما أن أنزل الي‮ ‬مظاهرة‮ ‬يقودها الشباب،‮ ‬أخرج من بيتي‮ ‬عاما كاملا مرتديا قميصا وبنطلونا،‮ ‬ولا أعود إلي‮ ‬بعد أن نحقق أهدافنا‮.‬

ها هي‮ ‬ذي‮ ‬الثورة تتم بقيادة شبانها،‮ ‬يعوقني‮ ‬المرض والسن والبقاء في‮ ‬مكاني‮ ‬البعيد أراقبها بعيون أدمنت الشاشات،‮ ‬غير قادر علي‮ ‬المشاركة بغير القصيدة متدثرا بأغطية وملابس تعوق حركة الثائر‮.‬

هذه القصيدة كُتبت في‮ ‬ديسمبر‮ ‬1977،‮ ‬لم أنشرها في‮ ‬صحيفة من قبل علي‮ ‬الرغم من نزولها بأحد دواويني‮ »‬المشروع والممنوع‮« ‬وأرجو أن تكون صالحة بعض الشيء لقراءة ما‮ ‬يحدث الآن في‮ ‬أجمل ميادين مصر‮.‬

الأبنودي

حلمت إني‮ ‬نِمْت

وحلمت إني‮ ‬حلمت

حلمت إني‮ ‬رأيت‮..‬

ولما رأيت‮..‬

هبيت وسبت البيت

سنة بقميص وبنطلون‮!!‬

أفرش براري‮ ‬وأسكن الخلا

لا اشتكي

ولا انعس في‮ ‬أول ما اتّكي

لو عندي‮ ‬وقت واتكيت

سنة‮..‬

ما اتكلمش إلا رصاص وشعر

رفاق محبة ونور وموت بالدور

حيث كل صوت ليه سعر

حيث‮ ‬ينزل السور

طوبة ورا طوبة

ويوسع ملتقي‮ ‬الخلان

وتنقشع كل الغيوم

عن ضحة الإنسان‮!!‬

حلمت واللهم تجعله خير

حلمت إني‮ ‬بانام

وحلمت شفت منام

فيه كل أصحابي‮ ‬المعذبين

السابقين واللاحقين

قابضين علي‮ ‬الحلم الحزين

ناشرين تياب الفجر علي‮ ‬حبل الضلام

والقول لا محتاج للحروف

ولا للسان‮!!‬

تتعانق الأيدي

تتلفلف السيقان

يستغربوا العواجيز

ويضحكوا الشبان

دافعة المدارس بابنها

فاتحة المصانع سجنها

نافضة الليالي‮ ‬دهنها

والدنيا واضح وزنها

من القري‮ ‬نحاصر الميدان

وإذا صمتنا

الدنيا تسكن صمتها

نِعلا بنشيد‮..‬

كان كاتبه صاحبي‮ ‬زمان

لكن ماكانشي‮ ‬آن له أي‮ ‬أوان

رفقا سلاح

في‮ ‬رحلة استرداد مفاتيح الصباح

والاسم‮ .. ‬والعنوان

أطفال‮.. ‬وشيبة وشباب

م الباب‮.. ‬لحد الباب

من السؤال‮ .. ‬للجواب

كل الخلايق عارفة بعض

كل الوجوه في‮ ‬شكل بعض

وف حِس بعض‮.. ‬وباسم بعض

في‮ ‬الحلم كانت السما‮.. ‬سما

كان الحساب‮.. ‬حساب

والأرض‮.. ‬أرض‮!!‬

حلمت اني‮ ‬نمت

وحلمت اني‮ ‬حلمت

وفرحت بالحلمين

ده الليل طويل‮..‬

والانتظار‮ .. ‬مرار

لا‮ ‬يعبره السايح

ولا‮ ‬يقطعه اللي‮ ‬طار

اذا نمت نهشوا الضَّهر

واذا تهت‮.. ‬دهنوا الدهر

واذا وفقت شفت العار

يا كاتم الأسرار

يا ابن النسيم والنار

سرّك‮.. ‬شرد في‮ ‬الريح

وحيّر المجاريح

وقلب التواريخ

ونطق الأحجار

ومش طويل ليلك وبس

مريب

قمره كقرص الجِلة

والنجوم دبيب

ليل مالي‮ ‬فيه‮ ‬غير السأم والانتظار

الصبر فاض‮..‬

والصدر ضاق

والأمر صار فعلا‮ ‬غريب

محسوب علي‮ ‬نفسي‮ ‬وعلي‮ ‬الدنيا لأ

مخروس مع الخُرّاس

محبوس في‮ ‬أوراقي

أقرا كتاب في‮ ‬التراث

وبرّه‮.. ‬مطاريد الحياة مش ناس

والكدب

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أنا الوحيد

باقلب الإذاعات

وأتأمل البيانات

وأكتب تلات أبيات

وفي‮ ‬وسط ده

حلمت اني‮ ‬نمت

وحلمت اني‮ ‬حلمت

حلمي‮ ‬اني‮ ‬بانام

وحلمت شفت منام

فيه كل صحابي‮ ‬المعذبين

السابقين‮.. ‬واللاحقين

قابضين علي‮ ‬الحلم الحزين

ناشرين تياب الفجر

وعذاب السنين

وحلمت اني‮ ‬رأيت

واما رأيت هبّيت وسْبت البيت

سنة‮ .. ‬بقميص‮ .. ‬

وبنطلون‮!!‬