عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مثقفون: "العسكرى" مسئول عن أحداث بورسعيد

وصفوا الخطابات الرسمية
وصفوا الخطابات الرسمية بأنها إعادة لخطابات مبارك

أكد عدد من المثقفين ومتخصصي تحليل الخطاب أن تصريحات المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة،

عقب أحداث بورسعيد "الكارثية" هي دعوة صريحة للفوضى، وتنصلا من المسئولية التي يتحملها أولا وأخيرا المجلس العسكري ووزارة الداخلية.
ففي البداية، أشار الدكتور عماد عبد اللطيف، مدرس تحليل الخطاب بجامعة القاهرة، إلى أنه ليس لديه شكوك في سعي القوى الأمنية وبعض القوى السياسية في وأد الثورة، بيد أنه رأى أن المجتمع ليس في حاجة إلى من يُشعل الفتن، فالمجتمع يُعاني حالة من التعصب المُفرط، كان يعبر عنها قديما بشكل لفظي ولم يكن يتحول إلى العدوانية نتيجة لممارسة القهر عليه.
وأكد عبد اللطيف أن كرة القدم هي إله العالم الجديد، ويكتسب التقاتل من أجلها بعدا تقديسيا، ولهذا قد يتكرر هذا المشهد ولن يوقفه إلا إثبات عبثية الإله، ويساعد في تأجيج نيران التقاتل "خطاب الكراهية" والتي تبثه القنوات الفضائية الرياضية والدينية على السواء.
وبالنسبة لاتهامات مدحت شلبي وأحمد شوبير لحركة 6 أبريل والناشط علاء عبد الفتاح، فرآها عبداللطيف مسألة عبثية، وجزءا من مخطط تشويه الثورة، وبالغ الغباء، وهو كلام لا محل له من الإعراب، فما علاقة نشطاء سياسيين بهذه الأعداد من الجماهير؟ وإن كانت هناك فئة مدبرة فلن تكون قطعا 6 أبريل أو عبد الفتاح.
وأضاف صاحب كتاب "استراتيجيات الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي" :"لا يمكن فهم هذا الكلام إلا باعتباره نكتة سمجة أطلقها نائب سابق في الحزب الوطني المنحل وضابط داخلية سابق".
وبالنسبة لتصريحات اللواء إسماعيل عتمان، اعتبرها عبد اللطيف امتدادا لسيناريو الطرف الثالث، وإن كان به جزء من الحقيقة وهو ما يمكن الإشارة إليه بمصطلح "وحشية الجماهير" والتي حولت المتفرج العادي إلى وحش في سلوكه والذي كان يتمثل لفظيا ولم يكن يتحول إلى العدوانية.
من جهته رأى الباحث أحمد عبد الحميد النجار، المدرس المساعد في تحليل الخطاب بجامعة عين شمس، أن ماحدث يُثبت أن القوى المضادة للثورة مُصرة على إيقاف الثورة وعدم تحقيق أهدافها؛ وما يؤكد أن الثورة في طريقها الصحيح هو نزيف هذه الدماء وبهذا الشكل، فكلما اقتربنا من تحقيق أهدافنا ظهرت القوى المضادة لتعطيلنا وهو ما يثبت أننا نسير كثوار في الطريق الصحيح.
وأضاف النجار: " الخطابات الرسمية عقب الكارثة كانت إعادة لإنتاج خطابات مبارك بكل مقوماته المعرفية وبجميع مقولاته؛ فالمشير يشير إلى أن من قام بهذه الجريمة جزء من الشعب، وهو نفس كلام مبارك الذي كان يبرئ النظام ويلقي بالمسئولية على الشعب؛ كذلك دعوة المشير غامضة، ومقصود أن تكون غامضة بهذا الشكل، ففي جانب منها يمكن فهمها بدعوة الشعب لمساعدة الشرطة في أداء واجبها، ومن جانب آخر هي محاولة لتحريض المواطنين للقيام بمثل هذه الجرائم والأفعال. ويعضد من ذلك محاولات اتهام قوى الثورة من قبل "الخطابات الإعلامية" وتحريضها لقطاعات كبيرة من الجماهير بالتحرك ضد الثورة والثوار".
وأضاف النجار: "بالنسبة لكلام وتصريحات اللواء عتمان فهو كلام غير مفهوم؛ بل إن ظهور عتمان نفسه، وهو يشغل مساعد رئيس الأركان، غير مفهوم ويمثل علامة استفهام. فبعدما رفض المشير التجديد له، وبعدما أشيع أنه على خلاف مع المشير يظهر علينا بخطاب غير مفهوم؛ كذلك ظهور المشير وحده دون أي قيادة من المجلس العسكري يمثل علامة استفهام أخرى؛ حيث لم يكن يتحرك المشير دون رئيس الأركان سامي عنان، وكان يلقنه في بعض التصريحات".
ورأى النجار أن كل ما يحدث يعتبر محاولات جديدة لإشعال الوضع ووضع العراقيل في محاولة تسليم السلطة، لكن المُحير فعلا هو موقف الإخوان المسلمين، فمازال الإخوان يتصرفون وكأنهم في موضع المعارضة متناسين أنهم الأغلبية بالبرلمان؛ فضلا عن بعض التصريحات الإخوانية كانت استنساخا من تصريحات النظام السابق؛ حيث صرح فريد إسماعيل وكيل لجنة الأمن القومي بالبرلمان أن السبب

في الحادث هو تكرار الاعتصامات والاضرابات وليست الشرطة، ما يعني إلقاء التبعية والتهمة مرة ثانية على الشعب.
وشدد النجار على أن الحادث مُدبر قائلا:" وتواطئت فيه أجهزة الأمن، فاستخدام الخرطوش قبل المباراة ووجود هذه الكمية من الأسلحة البيضاء وسقوط هذا العدد من الشهداء يُثبت وجود نية مسبقة للقتل، لكن السؤال الآن: على أي شيء راهنت الأجهزة الأمنية؟ وأعتقد أن غدًا، الجمعة، سيكون يوما حاسما وسيقول الميدان كلمته".
من جانبه رأى الناشط السياسي عبده إبراهيم، والباحث في العلوم السياسية، أن الشرطة تحتفل بإعادة انتاجها مرة أخرى، فنفس الأحداث التي مرت في ميدان التحرير وفي نفس اليوم، يعاد انتاجها ولكن بدلا من الجمال جاءوا بسلاح أبيض وخرطوش وبدلا من الشرطة العسكرية أتوا بشرطة مدنية لتتيح نفس الفرصة. وما شاهدناه في الفيديوهات يؤكد على الأقل تواطئ الشرطة التي كان حضورها كغيابها، مبررا ذلك بأن الشرطة ترى أن معركتها مع ألتراس أهلاوي.
ورأى إبراهيم أن سيناريو "موقة الجمل" يُعاد؛ فبدلا من مرتضى منصور وحسام حسن، يقوم أحمد شوبير ومدحت شلبي بالدور نفسه، في الوقت الذي يصرح فيه اللواء عتمان بتصريحات متناقضة، ففي حين ينفي عن الداخلية المسئولية يقول إن الشرطة هي المسئولة عن التأمين وكأن الشرطة كيان منعزل خلاف الداخلية. أما تصريحات المشير فهي دعوة للفوضى.
وأكد إبراهيم أن خبرة 2011 تقول إن مصر تسير إلى الأمام، وكارثة بورسعيد علامة كبيرة ضمن سلسلة علامات تمت من قبل، والآن الكرة في ملعب الجماهير والبرلمان ولابد أن يتعاونا ولا يكتفي البرلمان بالتعبير فقط وإنما يتطلب منه التنفيذ أيضا، وعليه أولا سحب الثقة من الحكومة وإجراء تحقيقات مستقلة وعلنية وسريعة يكون الشعب طرفا فيها.
أما الباحث ممدوح مكرم، عضو حركة الديمقراطية الشعبية، فأكد أن ماحدث في بورسعيد كارثة يندى لها الجبين، وقد لاحظنا أنه على مدار الشهور الماضية تتكرر نفس السيناريوهات بطرق ووسائل متبانية، ليس ابتداءً من ماسبيرو وليس انتهاءً ببورسعيد.
وأضاف مكرم أن المتحمل المسئولية أولا وأخيرا عن الدماء التي تنزف بشكل دوري هو المجلس العسكري، والذي يُمثل امتدادا أصيلا وجذريا لنظام مبارك ومعه وزارة الداخلية التي تقاعست بعمد ممنهج عن أداء دورها المنوط بها في تطبيق القانون على كل من يخرج عليه، واكتفت بالانتقام المباشر وغير المباشر من ثوار 25 يناير.
ورأى مكرم الحل في التمسك بقول الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور: موتوا أو انفجروا. رعب أكبر من هذا سوف يجيء، لن ينجيكم منه أن تعتصموا بأعالي جبل الصمت!