عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعمنا مبادرات الإصلاح والتغيير قبل الثورة بسنوات

قالوا إن سراج الدين
قالوا إن سراج الدين الرجل المناسب فى المكان المناسب

مازلنا نواصل الحديث عن أداء مكتبة الإسكندرية كمؤسسة ثقافية وإلى أى مدى نجحت فى تحقيق أهدافها وأداء رسالتها والقيام بالدور المنوط بها كمركز للإشعاع الحضارى المصرى ومنارة للفكر والعلوم والثقافة مثلما نص قانون إنشائها،

وإذا كان الموظفون المطالبون برحيل الإدارة - كما جاء فى الجزء الأول من هذا التحقيق - يرون أن الدور الذى لعبته المكتبة فى الحياة الثقافية لا يتناسب مع الإمكانيات الهائلة التى أتيحت لها، وإن رسالة المكتبة اقتصرت فى كثير من الأحيان على تجميل نظام مبارك الاستبدادى.
فثمة رأى آخر يؤكد إن المكتبة حققت العديد من الإنجازات فى ظل إدارة د.إسماعيل سراج الدين لها ويعتبره خير من يدير هذا الصرح الثقافى الكبير وهو ما سنتابعه فى هذا الجزء .
لا ترتدوا نظارة سوداء
د.سامح فوزى مدير إدارة منتدي الحوار بمكتبة الإسكندرية يرى أن الصورة ليست سوداء كما يحاول البعض تصويرها وأن المكتبة مؤسسة ناجحة حققت العديد من الإنجازات التى لم تحققها أية مؤسسة ثقافية أخرى، فهى مؤسسة أقيمت بأياد مصرية بنسبة 100% دون الاستعانة بأية خبرات أجنبية، ويمثل الشباب النسبة الأكبر من موظفيها ، وتتيح المكتبة لموظفيها فرصة كبيرة للتعلم واكتساب الخبرات من خلال الاتصال بالخارج من أجل بناء القيادات الشابة ، كما أنها تعد من أهم المكتبات الرقمية على مستوى العالم من خلال مشروع الأرشفة الرقمية ، ولا توجد مؤسسة ليست لديها أخطاء أو أوجه قصور .
مؤسسة ثقافية وليست سياسية
وينفى فوزى أن تكون المكتبة اهتمت بتجميل نظام مبارك من خلال استضافة رموز الحزب الوطنى المنحل؛ مؤكدا أن المكتبة ليست مؤسسة سياسية بل هى مؤسسة ثقافية تهتم باستضافة كل من له هم ثقافى ولذلك استضافت د.على الدين هلال وهو أستاذ علوم سياسية وكذلك د.حسام بدراوى الذى كانت له رؤية لإصلاح التعليم ، ولكنها لم تستضف أحمد عز مثلا أو كمال الشاذلى أو صفوت الشريف لأنهم لم يكونوا من أهل الفكر والثقافة , كما أنها استضافت د.أسامة الغزالى حرب وغيره من رموز المعارضة واستضافت الإسلاميين مثل د.محمد عمارة ود.محمد سليم العوا والمستشار طارق البشرى وغيرهم .
دعم مبادرات التغيير والإصلاح
ويشير فوزى إلى أن المكتبة ممثلة فى منتدى الحوار تبنت منذ عام 2004 مبادرة للإصلاح فى العالم العربى حيث أصدرت وثيقة الإصلاح العربى التى وقع عليها رموز من مختلف التيارات السياسية والفكرية، كما فتحت المكتبة أبوابها للشباب ودعمت عددا من المبادرات الشبابية للتغيير وكثير من هؤلاء الشباب كانوا من المشاركين فى الثورة.
فى مجال الخدمة المجتمعية
وعن وصول المكتبة إلى الطبقات الفقيرة ونشر الوعى الثقافى بين أفرادها قال فوزى:" الوصول إلى الجماهير فى القرى والنجوع ليست وظيفة المكتبة وإنما هى وظيفة وزارة الثقافة لاسيما مع محدودية موارد المكتبة ، ورغم ذلك فللمكتبة جهود فى مجال الخدمة المجتمعية منها قيامها بتنظيم دورات تدريبية للمسؤولين عن المكتبات المدرسية فى 60 مدرسة بمحافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ بالإضافة إلى تزويد هذه المدارس بمكتبات جاهزة" .
مشروع لإعادة نشرالتراث العربى والإسلامى
وفيما يتعلق بالثقافة العربية الإسلامية قال : "المكتبة لديها مشروع هام وضخم لإعادة نشر التراث العربى والإسلامى بدأ منذ أربع سنوات يهدف لنشر مائة كتاب من كتب هذا التراث لأعلام الفكر الإسلامى مثل محمد عبده وغيره من الأعلام بمشاركة باحثين من دول مختلفة، وقد نشر من هذه السلسلة حتى الآن 24 كتابا, وبعض هذه الإصدارات يوزع مجانا على الباحثين، هذا بالإضافة إلى برنامج مخصص لتعليم الخط العربى تقوم المكتبة بتنظيمه", مؤكدا أن اللغة الإنجليزية لا تستخدم إلا فى المؤتمرات الدولية .
الرجل المناسب فى المكان المناسب
وأكد أن د. إسماعيل سراج الدين مهما اختلفنا معه لا نستطيع أن ننكر أنه شخص له مكانته الدولية مما يكسبه ويكسب المؤسسة التى هو على رأسها احترام المجتمع الدولى، ويكفى أنه أول عربى يعمل كأستاذ فى college de france  ، وتمتع د . إسماعيل بهذه المكانة يمكّنه من خدمة المكتبة بشكل أفضل خاصة على صعيد المنح والمشروعات .
أما بشأن الاتهامات بالفساد فقال أن القضاء يُحقق فيها الآن، وهو الجهة الوحيدة التى من حقها إدانة شخص أو عدم إدانته .
جمود السلطة
من جانبه أكد الكاتب الصحفى وائل السمرى أن مكتبة الإسكندرية تُعانى من جمود السلطة، فمنذ افتتاحها حتى الآن أى منذ ما يقرب من عشر سنوات يشغل د. إسماعيل سراج الدين منصب المدير ، ومسألة جمود السلطة هذه تنعكس بالسلب على أداء أية مؤسسة حيث تؤدى إلى ترهل الإدارة ونشوء تجمعات حول المدير تستأثر بالمناصب والمزايا، وينصب جل اهتمامها على إثبات الولاء للمدير والحصول على رضاه بدلا من أن يكون ولاؤها للمؤسسة أو للعمل فى حد ذاته، على عكس الحال إذا ما كان هناك تداول للمناصب العليا داخل المؤسسة ، فالموظف فى هذه الحالة يعمل للمؤسسة وليس لرئيسه.
ويضيف السمرى :"مسألة جمود السلطة تعتبر آفة تعانى منها معظم المؤسسات الثقافية فى مصر، فوزارة الثقافة على سبيل المثال ظل فاروق حسنى على رأسها لمدة 23 سنة، كذلك ظل د.جابر عصفور رئيسا للمجلس الأعلى للثقافة لمدة 15 سنة ، وهو الأمر الذى يؤدى إلى إقصاء أجيال من المبدعين وإهدار طاقات ومواهب من شأنها الإسهام فى تطوير هذه المؤسسات، وإذا كانت هذه الآفة موجودة فى معظم المؤسسات الثقافية فإنه من الغريب أن توجد فى مؤسسة مثل مكتبة الإسكندرية تقدم نفسها دوما باعتبارها مؤسسة تختلف عن باقى مؤسسات المجتمع وتتلافى أية عيوب تعانى منها هذه المؤسسات، وتزعم أنها تحاكى المؤسسات الدولية فى أسلوب الإدارة وطريقة العمل ".
ضرورة الرقابة والمحاسبة
ويضيف السمرى : "ارتباط المكتبة بالأسرة الحاكمة وبالتحديد زوجة الرئيس المخلوع سوزان ثابت جعل القائمين على إدارتها يتعاملون مع المجتمع بنظرة فوقية معتبرين أنفسهم فوق المساءلة والمحاسبة "، مشددا على ضرورة وجود رقابة ومحاسبة على المكتبة ماليا وإداريا وفنيا أيضا ، سواء ظلت تابعة لمؤسسة الرئاسة التى من المفترض أن تخلو من الفساد الذى كانت تعانى منه أيام النظام السابق، أو انتقلت تبعيتها لجهة أخرى مثل وزارة الثقافة أو غيرها ، لأن العبرة بوجود الرقابة والمحاسبة بغض النظر عن الجهة التى تتبعها المكتبة .
الإصلاح الثقافى الشامل هو الحل
ورغم أنه يرى أن رحيل الإدارة وعلى رأسها سراج الدين ضرورى لأنه ظل فى منصبه هذا لسنوات طويلة فضلا عن علاقته بالنظام السابق وخاصة سوزان التى لازالت رئيس مجلس أمناء المكتبة والتى كان د. سراج الدين – على حد قول السمرى - يكرس لها المكتبة وهناك علامة استفهام حول سبب بقائه حتى الآن، إلا أنه يؤكد ضرورة عدم شخصنة الموضوع وحصر المسألة فى شخص أو مجموعة أشخاص بل ينبغى التركيز فى نظره على وضع قواعد وأسس للإصلاح الإدارى والمؤسسى بحيث لا يحدث استئثار بالمناصب كما هو الوضع حاليا ، مؤكدا أن الأفضل أن يأتى إصلاح المكتبة فى إطار خطة شاملة للإصلاح الثقافى تشمل كافة المؤسسات الثقافية فى  مصر .