رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقاد: قصيدتا البرغوثى والأبنودى رؤيتان مختلفتان للثورة

تبرأت قصيدة الأبنودى
تبرأت قصيدة الأبنودى من نظام مبارك

أكد عدد من النقاد أن قصيدة العامية لعبت دورا كبيرا في الرد على خطابات السلطة أثناء المرحلة الأولى من ثورة 25 يناير، عبر إقامة علاقة حجاجية بينها وبين خطابات السلطة،

وقام شعراء العامية بتفكيك خطابات السلطة وكشف الزيف داخلها. كما أن القصيدة اكتسبت قدرا من التحريض على الثورة عبر إدانة قبح الواقع وفضح الاستبداد، ومقاومة الظلم والقهر والهوان.
مؤكدين على أن القصيدة نتاج علاقات متداخلة ذات أبعاد ثقافية واجتماعية وتاريخية، وأن الشكل الفني مرهون بشكل حتمي بالصراعات الثقافية والاجتماعية التي تمر بها المجتمعات المختلفة، جاء ذلك في الندوة النقدية التي عقدتها الجمعية المصرية للنقد الأدبي تحت عنوان "الثورة وشعر العامية" وأدارها الباحث والناقد الدكتور هيثم الحاج علي.
وأشار الباحث أحمد عبد الحميد النجار المدرس المساعد بجامعة عين شمس، إلى نوعية "قصيدة العامية" داخل الخطاب الاحتجاجي، والتي يلعب الإيقاع فيها دورا محددا في التأثير في المتلقين؛ ومن ثم تسيطر تقنيات "الشفاهية" على تقنيات الكتابة؛ وأوضح أن هناك نوعين من اللغة هما: اللغة المقاومة واللغة الخاضعة، واللغة التي تقاوم بحق، هي اللغة التي تخرج من علاقات السيطرة والخضوع، وتستطيع أن تحل إشكالية ثنائية السيد والمسود.
وفي قصيدتي "الميدان" لعبد الرحمن الأبنودي و"يا مصر هانت وبانت" لتميم البرغوثي، نلاحظ أن الشاعرين اعتمدا بحر البسيط، وهو بحر له وزنه وثقله في تاريخ الشعرية العربية، وبالتالي الكتابة بالعامية على وزن البسيط هي محاولة لإيجاد لغة تهرب من ثنائية السيطرة والخضوع.
ورأى النجار أن ثمة اختلافات فنية وخطابية بين القصيدتين المشار إليهما؛ حيث جاءت قصيدة "البرغوثي" منحازة للثورة بشكل أساسي عبر التحريض على الخروج على السلطة، وتفكيك خطابات السلطة التي واجهت حججه بحجج مضادة, فيما مثلت قصيدة الأبنودي تعبيرا عن التبرؤ من النظام السابق، وبداية انتماء الشاعر إلى الميدان، عبر علاقة تبلورت من خلال قصائده الأخرى مثل "لسه النظام ما سقطش"، و"ضحكة المساجين".
كما تناول النجار في مداخلته التي عنونت بـ"القصيدة بوصفها خطابا احتجاجيا"، والتي جمعت بين التحليل الجمالي والخطابي، قصيدتين يمثلان أصحابهما جيلين لهما دور في الثورة سواء بالمشاركة والفعالية، أو بالتبرير

والتراخي، وتناول الثنائية اللغوية بين المسيطر والمسيطر عليه، وبانتشار القصيدتين يمكن رسم خريطة للوعي الشعري الذي تشكل قبل وبعد ثورة يناير.
من جانبه، تناول الناقد والباحث سيد ضيف الله المدرس بالجامعة الأمريكية، نصوص جماعة "لمة بيت العامية" متسائلا عن ثورية شعر العامية، وعن الجماليات التي يعتمد عليها قصيد العامية في تقديم ثوريتها؟
وأوضح ضيف الله أن كتاب القصيدة العامية الشباب يتعمدون عمل قطيعة شعرية مع ميراث شعر العامية، وتتخذ القطيعة جانبين الأول جمالي والآخر معرفي، معللا ذلك بالأسس الثقافية والاجتماعية المتحولة طوال الفترة الماضية، والتي استندت هذه التحولات إلى التغيرات دور الطبقة الوسطى المصرية، والتي لم تعد مصدرة لخطابات للطبقات الأخرى، ونتيجة لفقد هذه الطبقة لمشروعها بدت الحداثة الشعرية مشروعا مجهضا.
وقدمت الورقة البحثية لضيف الله والتي عنونت بـ"تحريضٌ على النظام الأدبي..دراسة في كليبات (لمّة بيت العامية المصرية) على الفيس بوك"، رؤية جمالية تهدف إلى التفكير في المقارنة بين مفهوم الجمالية قبل الثمانينيات وبعدها، وذلك من منطلق أن الجمالية ذاتها مفهوم يتبلور نتيجة صراعات ثقافية. وقد لا تكون مبالغة إذا قيل إن قصائد الدراسة التي عثرت عليها على الفيس بوك كانت تحرض على النظام الأدبي، ذلك النظام الذي احتوى شعر العامية وقننه حتى أصبح هو بذاته مؤسسة، ينبغي الخروج عليها. مؤكدة أن التحريض فضيلة نقدية حاولت الدراسة التحلي بها -دون مواربة- استجابة لموضوع دراستها.