رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأغا: الصحافة الفلسطينية خارج الربيع العربى

شهدت مصر بعد ثورة 25 يناير انطلاقة كبيرة فى عدد من المجالات ومنها الصحافة التى ارتفع فيها سقف الحرية واقتربت من الفوضى واختفت جميع الخطوط الحمراء> ولكن ماذا عن أحوال الصحافة الفلسطينية.

المتاعب كلمة صغيرة لا تعبر عن صعوبة مهنة الصحفى الفلسطينى الذى يختلف عن أى صحفى فى العالم، فالمتاعب هناك لها معان أخرى، ساعات طويلة على الحواجز للوصول لمواقع الأحداث ومضايقات من جنود الاحتلال تصل إلى حد الاعتقال أو إطلاق النار دون تمييز وإصابات قد تودى بحياة الصحفى ومشاهد الجثث والأشلاء التى يقشعر لها الأبدان وعيون لا تعرف النوم، قائمة طويلة من المعاناة يعيشها الصحفى كل يوم حتى يستطيع نقل المشهد الفلسطينى بدقة للعالم.
هذه الكلمات أو الاعترافات ـ إن شئت الدقة ـ هى لسان حال كل صحفى فلسطينى لدرجة أن أحدهم قال: «فى الحقيقة أشعر فى كثير من الأحيان بأننى أفتقد إنسانيتى، وأتحول إلى آلة مهمتها رصد الأخبار وإرسالها فيجب ألا أتأثر بما أراه أمامى من مشاهد صعبة لا يمكن أن يتحملها أحد ومطلوب أن أعمل فى كثير من الأحيان لأكثر من 20 ساعة فى اليوم، وعندما أعود للبيت لا يكون لدى أى قدرة على فعل شىء سوى النوم استعداداً ليوم جديد من العمل الشاق، وحتى نقف على التفاصيل من شاهد عيان استمعنا إلى على الأغا، منسق تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت فرع غزة عضو نقابة الصحفيين، وكان هذا الحوار:
> ما عدد الصحف الفلسطينية.. وما نوعياتها؟
- الصحف اليومية أربع، تصدر 3 صحف فى الضفة الغربية وواحدة فى غزة، وصحيفة «القدس» تصدر فى القدس المحتلة، و«الأيام» و«الحياة الجديدة» فى رام الله، وصحيفة «فلسطين» فى غزة، وغالبية الصحف لها علاقات بالسلطات الفلسطينية الموجودة سواء فى الضفة أو غزة، وهذه الصلات تنظيمية ومالية.
> وهل هناك صحف مستقلة؟
- كل الصحف الموجودة محسوبة على الفصائل ولا توجد صحف مستقلة فى فلسطين.
> وبم تفسر هذه الظاهرة؟
- بسبب طبيعة الانقسام الجغرافى والسياسى الذى بدأ منذ عام 2007.
> ما حدود الحرية فى الصحافة.. وما سقفها؟
- بداية تأتى الرقابة الذاتية، ولكن يوجد بعض التضييق على الصحفيين سواء الضفة الغربية أو قطاع غزة، وهذا سببه أيضاً الانقسام وضعف نقابة الصحفيين، وضعف النقابة له دور كبير فى الأزمة، وتوجد متابعة دقيقة لما ينشر فى الصحف.
> هل توجد مشاكل فى دخول الصحف غزة؟
- الصحف التى تصدر فى الضفة ممنوع دخولها غزة، والتى تصدر فى غزة ممنوع توزيعها فى الضفة، وبدأت هذه العملية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008/2009، وهو ما يؤثر على توزيع الصحف خاصة أن فلسطين منجم للأخبار.
> إلى أى مدى يعتمد المواطن الفلسطينى على الصحف فى معرفة الأخبار؟
- هناك من يعتمد على شبكات الإنترنت لتصفح الصحف، ولكن الإنترنت غير متوافر للجميع، لارتفاع تكلفته المالية، وهناك من يفضل الصحف الورقية.
> إلى أى مدى تعتبر الصحف فى فلسطين مصدراً للأخبار؟
- المصدر الرئيسى للأخبار الآن هى الوكالات المحلية الفلسطينية، (وفا ـ صفا ـ فلسطين اليوم ـ وسما)، خاصة أنها لديها خدمة الأخبار العاجلة

والرسائل الجوالة، ولكن الصحف تتميز بالتحليلات والتحقيقات وهى دور مكمل للوكالات حتى إن كثيراً من الوكالات الأجنبية تتخذ الوكالات المحلية مصدراً للأخبار.
> حدثنا عن العائد المادى للصحفى.. والتقدير الأدبى؟
- العائد المادى للعاملين فى الوكالات الأجنبية أفضل بكثير من العاملين فى الصحف المحلية، ورواتبهم جيدة تعينهم على الحياة، والمجتمع ينظر للصحفى الفلسطينى باحترام وتقدير بالغين، خاصة أن منهم من استشهد فى الحرب على غزة، لهذا يتم تكريمهم باستمرار.
> ما أهم الموضوعات التى تتناولها الصحف الفلسطينية؟
- الأخبار الميدانية تأتى فى المقدمة، خاصة التى تتناول تغطية الانتهاكات المستمرة من قبل العدو، وهى لها الصدارة ثم الأخبار السياسية التى ترصد العلاقة مع إسرائيل والعلاقات الفصائلية، ثم باقى الموضوعات.
> هل يتحكم رئيس التحرير فى توجه الجريدة؟
- هو المسئول عن السياسة التحريرية، وتعتمد الجريدة على شخصية رئيس التحرير ووضعه، وهى محكومة بمجلس الإدارة والصلات المتحكمة فى النواحى المالية، وكل جريدة لها خطها السياسى، الذى يجب اتباعه وينفذه رئيس التحرير.
> صف لنا مشاكل الصحفيين؟
- أهمها المشاكل الناجمة عن الانقسام الفلسطينى والمتمثلة فى الاستدعاءات المتكررة من قبل الأجهزة الأمنية سواء فى الضفة الغربية أو قطاع غزة وتوقيف البعض منهم، بالإضافة للاعتداءات الإسرائيلية على الطواقم الصحفية، وتكسير الكاميرات وضرب الصحفيين، واعتقالهم مثل سامر علاوى وهناك 4 صحفيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى حتى الآن.
> وماذا عن نقابة الصحفيين؟
- مشكلة نقابة الصحفيين أنها ضعيفة ويسيطر عليها الانقسام ولا يوجد أى أفق للحل حالياً وقد تجلت هذه الأزمة منذ فترة قليلة عندما سيطرت مجموعة من بعض الكتل الصحفية على مقر نقابة الصحفيين فى غزة، بسبب عدم إجراء الانتخابات فى الضفة أو غزة حتى الآن، وهناك مشاكل ناجمة عن توقف عمل نقابة الصحفيين مثل عدم وجود سلم للرواتب وعدم وجود مميزات للصحفيين أو تأمين صحى، أو أى مميزات تشعر الصحفى بأهميته واحترامه، رغم الدور الريادى الذى يقوم به فى تغطية الأحداث الفلسطينية المتلاحقة، بالإضافة إلى المشاكل المترتبة عن توقف العضوية بسبب الانقسام الفلسطينى وذلك منذ عام 2007.