رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عودة "صوت المثقف".. إلى صناديق الانتخابات

المثقفون في مصر أحجموا عن صناديق الاقتراع علي مدار ربع قرن إما لأنهم أدركوا أن الانتخابات في مصر ما هي إلا مهزلة برعاية النظام ولا قيمة لأصواتهم،

وإما لأن هناك من تم إقصاؤهم قسرا من الحياة الثقافية وأن من يخرج من العامة كان إما دعما لعصبية قبلية تخرج من عباءة النظام أو من أجل حفنة جنيهات يشترون بها وجبة لأسرهم.. فهل تتغير الأمور بعد الثورة؟ وهل يخرج المثقفون الي صناديق الاقتراع؟ وهل تستطيع الثورة عقد الصلح بين النخبة وبين الحياة السياسية؟ أم يظل إحجام المثقفين كما كان خاصة في ظل إحباط أصابهم بسبب شعورهم بأن النظام لم يسقط؟ وأن الثورة لم تحقق النتائج المطلوبة بل هي الآن علي وشك السقوط أمام الثورة المضادة.. تري ماذا يخفي القدر لمصر؟ وهل ستكتمل الانتخابات أم لا؟ وهل سيخرج المثقفون والصفوة للإدلاء بأصواتهم أن يستسلمون ويستمرون في المقاطعة؟ أسئلة عديدة وعلامات استفهام نبحث لها عن إجابات.
الدكتورة مني أبوزيد أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان أكدت أنها لم تفكر يوما قبل ثورة 25 يناير في الذهاب الي صندوق الانتخاب للإدلاء بصوتها وكان هذا قرارا لا رجعة فيه وبعد الثورة وأثناء الاستفتاء علي تغيير الدستور كان ذهابها أمرا شك فيه معلنة أنها صوتت بنعم لأنها كانت تري في شخص الدكتور طارق البشري الذي ترأس لجنة التعديل شخصية فوق كل الشبهات، لذلك ذهبت الي الاستفتاء وقالت «نعم» علي عكس معظم المثقفين الذين قالوا «لا» حيث كانت تري أن «نعم» هي خطوة فطريق البناء وأن «لا» دعوة للتوقف ولكنها فوجئت بعد الاستفتاء بإضافة 60 مادة لم يتم التصويت عليها وأصبحت هذه المواد أعباء عليها باعتبارها وافقت عليها ضمنيا أثناء الاستفتاء، مما أعطاها إحساسا يتعرضها لخدمة وقالت: إننا لم نتوقف في مكاننا فقط إنما تراجعنا خطوات، وأضافت د. أبوزيد: كل هذا يجعل السؤال عن مدي مشاركتي في الانتخابات البرلمانية مسألة ليست بالسهلة والاجابة تحتاج لبعض الوقت، سوف أنتظر حتي تعرض الأسماء النهائية المطروحة في دائرة سكني ثم أقرر ماذا أفعل، وأخشي ما أخشاه الوجوه القديمة التي يعتريني قلق بشأنها فهي تعرف طريقها جيداوتعرف كيف تصطاد في الماء العكر وكف تفوز دائما.
الدكتور عبدالوهاب أبوبكر أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الزقازيق، قال: كنت حتي وقت قريب أفكر هل سأشارك في الانتخابات القادمة أم لا؟ أما الآن أعتقد أنني قد عرفت طريقي وعزمت إرادتي علي عدم المشاركة، كنت في البداية أفكر هل مشاركتي مجدية أم غير مجدية؟ أما الآن فأخشي أن أشارك فيما سيقود مصر الي الدمار، ويضيف: مصر لم تتخلص بعد من النظام إنما هي تخلصت فقط من رأسه، أما باقي أعضائه مازالوا يعملون وبكفاءة عالية وإيجابية شديدة، مازلنا لا نمتلك  وعيا انتخابيا كاملا يقينا شر الوجوه القديمة التي سوف تفرزها الانتخابات مرة أخري، ويشيرد. أبوبكر الي أن هذه الوجوه كانت تنتصر في ظل سطوة الأمن وهيمنته فماذا ننتظر الآن بعد الفراغ الأمني الذي نعيشه؟
أما الدكتور محمود عودة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس فيؤكد مشاركته في الانتخابات بل ومشاركة أسرته جميعا، ويقول: هذا حقي ولن أتنازل عنه لأحد، علينا أن نشارك إذا كنا نريد مجلسا متوازنا يضع دستورا لدولة مدنية يحلم بها كل المصريين وأنا أدعو الإخوة الأقباط للمشاركة وبقوة لأن هذا حقهم، وعليهم ألا يتنازلوا عنه، وعن الخوف من إفراز ذات الوجوه القديمة أو ما يعرف بالفلول في البرلمان الجديد قال: لابد أن نحترم الديمقراطية ونحترم رأي الناس وأضاف: حرصنا يجب أن يكون علي نزاهة الانتخابات أما من سوف تأتي بهم هذه الانتخابات فلا يهم فأنا ضد قانون العزل، وليس علينا أن نمنع أحدا من المشاركة، الحزب الوطني كان جزءا من بيروقراطية الدولة وكان في داخله تيار معارض وكان هناك من يجبر علي عضوية الحزب بحكم منصبه في الدولة.
ويضيف د. عودة إن أعضاء الحزب الوطني الذين يخضعون الآن للمساءلة القانونية هم محرومون من ممارسة حقوقهم السياسية بأمر القانون، أما من تبقي منهم فيجب أن يعزله الناس وصندوق الانتخاب، أما سياسة الإقصاء فهي سياسة مرفوضة.
الدكتورة لطيفة محمد سالم أستاذ التاريخ بجامعة بنها قالت انها سوف تشارك وقالت: سأذهب الي الانتخابات وأصوت لمن أراه مناسبا حتي لو لم ينجح وتضيف: صحيح أن الإعداد غير مبشر ولكن مهما كانت النتيجة لابد لنا جميعا من المشاركة، لا يمكن أن نترك لهم الساحة مرة أخري ونعود الي روح ما قبل 25 يناير فهذا نصر لهم وهزيمة لنا، وتضيف: لا يهم من سيأتي بهم البرلمان الجديد حتي إن ملأه الإخوان أو الفلول وقتها سوف تكون هناك طرق قانونية لحل المجلس إذا شابه العوار، أما الآن فعلينا جميعا أن نعود لروح الميدان وأن نصدق أنفسنا بأننا قادرون وقادرون علي ما لا يتخيله العالم.
وإذا كان في تاريخ الشعوب محطات يتوقف فيها الزمن ليعلن وصول أمة لمنعطف جديد وكانت أولي هذه اللحظات الحضارية هي ثورة 25 يناير التي أحدثت رفع الروح المعنوية للشعب بعد انكسار دام فترة طويلة وأزالت حاجز الخوف الذي أصاب شخصيتنا الوطنية، واللحظة القادمة هي لحظة التصويت علي انتخاب برلمان جديد ونواب جدد فهي اللحظة التي تحدد مستقبل مصر القادم وبناة الأمة القادمين.. تلك الانتخابات التي تجري بحرية التي لم تحدث مطلقا منذ 1952 أجمع المثقفون من الذين التقينا بهم علي أننا لانريد برلمانا ينهض بنا اقتصاديا وسياسيا وحسب ولكننا نريد برلمانا ونوابا ينهضون بالحياة الاجتماعية للشعب هذا الشعب الذي أصابه الخنوع والخوف والضعف منذ فترة طويلة تحكمه سلطة سياسية فاسدة نريد نوابا يسعون لبناء الشخصية الجديدة للوطن، شخصية حرة لأمة حرة تظللها العدالة الإلهية تعطي الحقوق لمن يستحق وتمنح المزايا للمجتهدين وتعاقب المخطئ.. نريد بناء مجتمع صحي سليم، فالمرض الذي أصاب أمتنا ليس مرضا جسديا ولكنه مرض نفسي أصابنا في تاريخنا وحاضرنا جراء حكام مرضي لا يعرفون دواءهم ولكننا نعرف دواءنا ألا وهو انتشار العدالة ونبذ الفرقة والتمييز وإشاعة حقوق الإنسان لنصبح كما كنا في الماضي أمة قوية حضارية.
يقول د. مجدي عبدالحافظ أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان: إن كنت أشارك في الانتخابات القادمة إلا أنني مع ذلك غير راض عن نظامها الانتخابي وذلك لأنها تجمع بين القائمة النسبية والفردية

فالقائمة الفردية تفرز برلمانا مثل برلمانات ما قبل ثورة 25 يناير فالقائمة الفردية مصدر للتوتر تجري الانتخابات بها بالقائمة النسبية.
وأضاف مجدي ممن المفترض إقرار قانون للانتخاب تتفق عليه كل القوي السياسية وليس مفروضا علينا من المجلس العسكري وطالب مجدي بضرورة مساندة الشرطة في تأمين الانتخابات ولكي تتحقق هذه المساندة فعلي وزارة الداخلية تأكيد انتمائها للشعب. كما تمني مشاركة كل مواطني البلد مع نبذ الخلافات وعدم رفع أي شعارات دينية وترك الانتماءات القبلية والعصبية لنتفرغ في إبداء الرأي في تشكيل برلمان يحدد ملامح النظام السياسي في الفترة القادمة.
يقول المفكر د. شوقي جلال مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلي للثقافة: أشارك في الانتخابات القادمة لكي أختار لمن أعتقد بأنه بحق يسعي في تقدم وتطورمصر،ولكي تنهض بلدنا كدولة حديثة بمعني أن تدخل عصر الصناعة ومجتمع المعلوماتية والمعرفة سوف أختار من يحمل برنامجا لتحديث المجتمع يتمثل في نهضة تعليمية وأساس جديد للبناء الاجتماعي يعيد بناء الإنسان المصري وتفريغه مما أصابه علي مدي سنوات طويلة مما جعله في وضع مهين وأداة لسلطات حاكمة تفعل به ما تشاء، وأضاف: فالإنسان المصري قد ظلم علي مدي سنوات طويلة لقد أصابه ثقافتان لا غير عبر هذا التاريخ الظالم ألا وهما ثقافة العبودية أو ثقافة الطغاة بمعني إما «عبدا» أو «طاغية» فالعبد يعيش مذلولا مهانا جبانا خاضعا، أما الطاغية فيعيش ظالما يستبعد الآخرون وينكل بهم ويعمل علي إذلالهم وإفقارهم، نريد من النواب القادمين أن يخلصوا مصر والمصريين من تلك الثقافتين الظالمتين في حق المجتمع المصري.
وأضاف شوقي: نريد برنامجا انتخابيا ينهي حالة النفاق الطويلة التي مارستها نخبة فاعلة لتأييد سلطة ظالمة فاسدة وذلك من أجل بناء أمة متحضرة ونستبدل ثقافة البدائية بثقافة الإنتاج ونريد نائبا عن الأمة يعرف بأن التنمية حرية والصحة حرية والنظام الاجتماعي المبني علي العدالة شرطا لمجتمع سليم، ونريد نوابا ينهون علي الانتهازية التي أصابت مجتمعنا لكي نتخلص من الانتهازيين الذين قادوا مصر في فترات سابقة جعل من المواطنين يلجأون للهروب لحل مشاكلهم بدلا من مواجهتها.
ويشير شوقي الي أن الثورة لم تقم للقضاء علي مبارك أونظامه فحسب ولكنها قامت من أجل صحوة الإنسان وتحرره مما استعبده فترات طويلة.
ويقول د. كمال الدين حسين مدير مركز الدراسات التربوية والنفسية بجامعة القاهرة: بالطبع سوف أشارك في الانتخابات القادمة ليس لكونها أول انتخابات تجري في مصر بعد الثورة ولكنها في المقام الأول انتخابات تحدد مستقبل مصر القادم ولكن هناك ما يثير قلقي وقلق الجميع من أن هذه الانتخابات تجري وسط مشاعر الخوف، الخوف من المستقبل، والخوف من المجهول، والخوف بين الأحزاب، بعضها البعض والخوف من فلول الحزب الوطني السابق، وأضاف: وإذا كان هذا الخوف له مايبرره وسط مشاعر القلق والتوتر التي أصابت مجتمعنا ليس مجتمع ما بعد ثورة 25 يناير ولكن مجتمعنا منذ فترات طويلة، حيث ظل الخوف يتحكم في الشخصية المصرية لفترات طويلة، إضافة الي افتقاد العدالة وانتشار الظلم وطالب كمال بضرورة طمأنة الشعب المصري في أن الانتهازيين لن يكون لهم نصيب في وضع سيناريو مستقبل مصر القادم، فهؤلاء الانتهازيون هم الذين ساعدوه النظام السابق في استمراره كل تلك السنوات طمعا في حالة أو خوفا من ظلمه. كما ناشد كمال المواطنين في تلك اللحظات الحرجة قبل الانتخابات بأنها ينساقون لدعاوي لهدم السلام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية الوطنية.
لا للمشاركة
تقول الأديبة سلوي بكر: بداية بأنني لم ولن أشارك في انتخابات مجلس الشعب القادم وهذا لأنني أعتقد أن الانتخابات القادمة من وجهة نظري مهزلة وليست انتخابات وهذا لأن الانتخابات تجري في ظل غياب المعايير الأساسية الضامنة لنزاهة هذه الانتخابات، فتجري في ظل عدم وجود دستور للبلاد جديد بعد الثورة أو حتي مبادئ دستورية حاكمة، إضافة وهذا ما يزعجني ويقلقني بشدة الي تسيد تيار إخواني - سلفي علي الحياة السياسية ويمتطي هذا التيار السياسة منذ زمن طويل، إضافة الي دخول أحزاب الانتخابات كانت تمارس التملق للطاغية السابق ونظامه، وهذا في ظل أحزاب جديدة ليس لديها برنامج واضح لتحديث مصر ولذلك فسلوي بكر تعبر عن موقفها بأنها غير متفائلة وغير راضية عن المناخ الذي تجري فيه الانتخابات.