رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمضان في زمن الكورونا.. بيع الفوانيس "أونلاين" و الشوارع بلا مظاهر احتفالية

رمضان في زمن كورونا
رمضان في زمن كورونا

 أقلّ من شهر يفصلنا عن بداية شهر رمضان الذي يحلّ هذا العام في ظروف استثنائية منذ عشرات السنين، مع تفشي وباء كورونا، وفرض الحجر الصحي المنزلي في العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة، حيث إن شهر رمضان من أكثر الأشهر التي ينتظرها المسلمون بشوق من أجل إحياء شعائره وإضفاء أجواء روحية يمتاز بها رمضان عن غيره من الأوقات في السنة.

 

موضوعات ذات صلة.. شاهد.. الأوقاف تمنع إقامة الموائد الرمضانية هذا العام بسبب كورونا


 

 رمضان هو مناسبة للتعبد لدى المسلمين يحيون ليله بالقيام وأداء صلاة التراويح في المساجد ويحيون نهاره بالصيام، كما أنه على الصعيد الاجتماعي، فرصة لتلاقي الأسر والعائلات حول مائدة الإفطار في موعد واحد، والتعبير عن تضامن المسلمين فيما بينهم.
رمضان بين الماضي والحاضر.. هل سيؤثر فيروس كورونا على رمضان 2020؟


 مع قرب حلول شهر رمضان تزامنًا مع تفشي وباء كورونا، على غير العادة، غابت مظاهر الاحتفال والفرحة بقدوم شهر رمضان بسبب تدابير الحجر المنزلي، التي كانت تظهر بالأخص في الشوارع والبيوت المصرية، حيث كانت تزدحم الشوارع في مثل هذه الأيام بتجمعات الناس والأسر من خلال ترددهم على الأسواق الشعبية والمحلات لشراء لوازم وياميش رمضان.

 

 من أكثر المظاهر حزنًا هو اختفاء الفوانيس من المتاجر والمحلات التي كانت تملأ الشوارع في مثل هذه الأيام بمختلف أشكالها، إلى جانب اختفاء زينة رمضان من الشوارع والبلكونات المصرية التي كانت تنشر بهجة حول شهر رمضان، والسب في ذلك هو تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية كافة التي تنص على ضرورة التباعد الاجتماعي، ومنع التجمعات والحشود الكبيرة في الأماكن العامة والمغلقة، مما لم يُمكن الناس من تعليق الزينة في الشوارع بمساعدة بعضهم البعض، أو كل جار بمساعدة جاره.

اقرأ أيضًا.. وزير الأوقاف: لن نفتح المساجد في رمضان حال استمرار كورونا


 ونظرًا للظروف التي تمر بيها البلاد التي تسببت في فرض العزل المنزلي لأكبر عدد ساعات ممكن، لم يتمكن الجيران والأهل والأقارب من معايدة بعضهم البعض أو إظهار أي مظاهر للاحتفال، فالوقت المتبقي من اليوم ينشغل كل منهم بعمله وليس لديه وقت لفعل أشياء أخرى، حيث يتوجب عليهم الالتزام ببيوتهم قبل الساعة 7 و هو ما لا يمكنهم من القيام بالعادات التقليدية البسيطة المتعارف عليها قبل حلول شهر رمضان.
كيف يحتفل الناس بشهر رمضان هذا العام؟


 بسؤال مجموعة مختلفة من فئات المجتمع حول كيفية احتفالهم بشهر رمضان في ظل الأجواء المحيطة وتفشي فيروس كورونا وهل سيتمكنون من التأقلم على الوضع الحالي الذي بالتأكيد يختلف عن كل عام، وكيف يتعاملون مع اختفاء الفوانيس من المحلات، واختفاء التجمعات العائلية جاءت إجاباتهم كالآتي:
قالت "إيمان محمد"، وهي أم لـ3 أطفال، في حوارها مع بوابة الوفد: "ظهرت العديد من الصفحات على الـ "فيسبوك" التي تبيع الفوانيس أونلاين بمختلف أشكالها وألوانها وتعدد أنواعها، يوجد الفانوس الخشب والفانوس الملون وفانوس العروسة وغيرها، وبالفعل تواصلت مع أحد المواقع لطلب 4 فوانيس، ولكن لاحظت غلو أسعارها عن المعتاد عليه، أو عما نراه في المحلات والمتاجر، فمثلًا تبيع الصفحة فوانيس بسعر 300 و500 جنيه".


واستطردت: "ولكن في نفس الوقت اضطريت لشرائها لأنني لا استطيع إقناع اطفالي الإستغناء عن الفانوس هذا العام، لأنه في ظل الظروف المحيطة يعتبر هو مظهر الفرحة الوحيد في شهر رمضان بالنسبة لهم ولي".


 وحول غياب التجمعات الأسرية والعائلية على الإفطار والسحور، أجابت قائلة: سوف ألتزم بالبيت مع أولادي وزوجي وسنقضي شهر رمضان بأكمله في المنزل حفاظًا على تدابير العزل المنزلي للوقاية من كورونا.
 وعن الإحساس ببهجة رمضان مع تفشي كورونا، قال "عم شوقي" عامل بسيط من عمال النظافة: "فين أيام رمضان زمان كان الواحد يستناه عشان يشوف أهله وحبايبه لكن خلاص بقى بعد الكورونا اللي بيقولوا عليها لا بقى في دخول ولا خروج وراحت فرحة رمضان".

 وعن فانوس رمضان واختفائه هذا العام أجاب... قائلًا: "اتعودت إن حبايبي يجيبولي فانوسين لعيالي كل سنة، بس دا ميمنعش إني كنت بعمل حسابي على قرشين أجيب بيهم ياميش وفوانيس لعيالي ومراتي أفرحهم بيهم، بس السنة دي مش لاقي لا ده

ولا ده وحتى قالوا هيصرفوا ع الناس اللي مش عارفة تشتغل بعد الكورونا و مشفناش لا أبيض ولا أسود".


 حال الأسواق والتجار في شهر رمضان في ظل تفشي "كورونا":
  من الناحية الاقتصادية، يعد شهر رمضان هو أكثر الأشهر التي تزداد فيها فرصة التجار والباعة وأصحاب الأعمال الحرة لمصدر دخل مغري خلال 30 يومًا، وبالتحديد أصحاب محلات الحلويات الشرقية مثل الكنافة والقطايف وحلويات رمضان الشهيرة، إضافة إلى أصحاب محلات الفول والزبادي الأكلتين الرئيسيتين علىي مائدة السحور المصرية.
 ولكن في ظل الظروف المحيطة، سوف تتأثر الطقوس والعادات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان مع التزام الكثير بتدابير الحجر الصحي المنزلي و تطبيق التباعد الاجتماعي، مما يعني أن الأسواق ومحلات الكنافة والقطايف لن تزدحم كعادتها، وسيكتفي البعض بعمل الحلويات في المنزل بالقدر المستطاع و بالإمكانيات المتاحة، وذلك خوفًا من شبح "كورونا" الذي يطارد الجميع حاليًا.


وبناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية التي أقرت "بالحفاظ على مسافة 6 أقدام، أي حوالي مترين، بين الآخرين لتفادي خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بالبقاء خارج الأماكن المزدحمة، وتجنب التجمعات الكبيرة" في "11 مارس 2020"، لذا فمن المفترض أن تقتصر موائد الطعام في رمضان هذا العام على أفراد الأسرة الصغيرة من دون الاختلاط بالأقارب والزوار، في حال استمرت الإجراءات الوقائية الاحترازية على حدتها خلال الأسابيع المقبلة.

 كما أن موائد الرحمن الرمضانية التي تقام طيلة شهر رمضان لإطعام المساكين والمحتاجين قد تعاني هي الاخرىي وتواجه المصير نفسه مما يهدد فرحة الفقراء وغير القادرين بشهر رمضان والصيام.


 وعلي غير المعتاد، ستختفي جلسات السمر والسحور في المقاهي والمحلات التي أغلقت أبوابها، ولا سهر بعد الإفطار ولا سحور في المطاعم مع الأقارب والأصحاب، مما سيضفي حالة من الحزن مع اختفاء الأجواء الرمضانية التي ينتظرها الجميع.


انعكاس أزمة كورونا على الشاشة الصغيرة في الوطن العربي:
 على الصعيد الثقافي لطالما كان رمضان الموعد الأهم لعرض أضخم الأعمال التلفزيونية والانتاجات الفنية من برامج والمسلسلات على شاشات العربية التي يتم العمل عليها طيلة سنة كاملة، لكن يبدو أن فيروس كورونا الذي سيطول أمده لديه كلمة أخرى، ومن الممكن أن يغير عادات بل حتى طقوسًا وتقاليد ألفناها على مدى عقود.
 والضربة الأقوى ستتلقاها أيضًا الشاشة العربية بما تَعد به مشاهديها سنويًا بأضخم الإنتاجات والمسلسلات والبرامج والأعمال الفنية، فمع بداية تسلل الفيروس إلى البلدان العربية وفرض الحجر الصحي في أغلبها، أعلنت العديد من دور الإنتاج توقيف تصوير مشاهدها، ولن تسلم إلا الأعمال التي كانت في مراحلها الأخير من التصوير قبيل فرض الحجر الصحي.
  ومن ناحية أخرى، فإن فترة الحجر الصحي ستكون فرصة كبرى أيضًا يمكن أن تستغلها القنوات لرفع نسب المشاهدة على برامجها.