عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثوار السترات الصفراء من مصر: الأسعار أرخص .. والبلد أمان

الشباب في معبد الكرنك
الشباب في معبد الكرنك


بشعورهم الشقراء المشعثة ولحاهم النابتة وبحة فرنسية صحيحة تسابق حديثهم، يتنقل "بيير آرييف" و"فانسوا ديور" و"فينت" 3 شباب فرنسيين بين ربوع مصر، في أجازة قصيرة للسفر والترحال بدأت في الرابع من شهر ديسمبر الجاري من المتحف المصري ثم أهرامات الجيزة مرورًا بمعبدي الكرنك والأقصر ووادي الملوك في الأقصر وحتى الأسكندرية بعيدًا عن التظاهرات الحامية التي تموج بها العاصمة الفرنسية باريس وعدد من المدن الفرنسية الأخرى ضمن احتجاجات السترات الصفراء التي حولت مدينة النور والملائكة لعاصمة النار والخراب.
 

وعلى متن إحدى حافلات النقل البري خاض الثلاثة رحلتهم الثانية بين مدن مصر صوب عروس البحر الإسكندرية لاستكشاف معالمها الأثرية وضواحيها الخلابة، حيث التقتهم "الوفد" خلال زيارة هي الأولى، لـ "بيير" و"فانسوا" لمصر والثانية لأحمد فينت صاحب الأصول المصرية، الذي هاجر والده لفرنسا قبل عقود، يسردون تفاصيل النزهة التي استمرت يومًا واحدًا على ساحل المتوسط زاروا خلالها مكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباي واستمتعوا بيوم دافئ على شاطئ البحر بالشاطبي ولم تكلفهم الكثير، متحررين من وطأة الاشتباكات العارمة التي تشهدها باريس إثر قرار الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" برفع أسعار المحروقات إلى 20% منتصف نوفمبر الماضي، وأججتها تصريحات حكومته التي وصفها الشباب الثلاثة بـ "حكومة الأغنياء".

"لن نتوقف حتى نطيح بماكرون"، جملة حازمة قالها "فانسوا" بفرنسيته، وترجمها أحمد إلى مزيج من العربية الركيكة والإنجليزية المضغمة بالفرنسية، فيما بدا الامتعاض جليًا على ملامح الشاب الثلاثيني وهو يستطرد أن سياسات "ماكرون" ستودي بفرنسا إلي طريق مسدود وتعنته في رفض إعادة ضريبة الثروة أكد بما لايدع مجالًا للشك انحيازه إلى طبقة الأثرياء،والتي كان ماكرون قد رفع عنها الضرائب عام 2017 عقب تنصيبه رئيسًا ثامنًا للجمهورية الفرنسية خليفة لـ "فرانسوا أولاند".

 

وكان ماكرون أشعل غضب الفرنسيين بزيادة أسعار المحروقات، هو القرار الذي مني البلاد باحتجاجات واسعة تحولت لحرب شوارع بعد تحطيم المتظاهرين لواجهات المحلات في عدة شوارع أبرزها الشانزليزيه بجانب حرق السيارات وغلق الشوارع بسلاسل بشرية من المحتجين الذين رفعوا شعار " Quitter Macron" أو "ارحل ياماكرون" لتعم الفوضى المدن الفرنسية على مدار 4 أسابيع متواصلة، والتي يرى "بيير" أنها تبشر بإعادة هيكلة للمجتمع الفرنسي على غرار الثورة الفرنسية التي أطاحت بالملك لويس السادس عشر قبل أكثر من قرنين وطوت صفحة الملكية وحولت البلاد إلى النظام الجمهوري.

وتعد تلك الزيارة هي الأولى لـ "بيير" و"فاسو" لزيارة مصر والثانية لـ "أحمد فنيت"، والتي لم يمنعهم عن زيارتها قبلًا سوى شائعات الانفلات الأمني لكن حملات الترويج السياحية الأخيرة والتي قادها عدد من نجوم الغناء في العالم الذين زاروا مصر وعدد من أصدقائهم، وبدلت

فكرتهم عن مستوى الأمن داخل مصر، وبين الرمال الذهبية لشاطئ الإسكندرية أخذ الثلاثة إجازة قصيرة من حالة الاضطرابات التي تعم "فرنسا"، مستمتعين بالدفء الذي أحاطهم به المصريين وجدعنة "ولاد البلد" التي عكستها تصرفات المصريين، ممن لم يتهاونوا عن عرض يد المساعدة  لضيوفهم الفرنسيين.

 


وعلى طاولة فول وفلافل بمطعم عم زغلول المنزوي بأحد شوارع حي بحري بالأسكندرية، وصل الشباب الثلاثة لتناول طعام الإفطار مسترشدين بترشيحات مواقع التواصل الاجتماعي لأفضل المطاعم بالأسكندرية، وهناك تبادل الثلاثة الآراء حول ماتتضمنه خطاب ماكرون أمس الأول، الاثنين، والذي تتضمن قرارات برفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء شريحة من الضرائب على فئات من محدودي الدخل، مصممين على اللحاق بزملائهم غدًا الخميس للإستعداد لموجة جديدة من "تظاهرات أيام السبت" للمطالبة برحيل "ماكرون"، والتي يرى "أحمد" فرنسي الجنسية أنه الحل الأمثل، وبينما يحمل أحد عمال "عربة عم زغلول" "صينية" الفول بعد انتهاء الشباب من تناول فطورهم المكون من "الطعمية" و"البطاطس" و"البيض"، يستكمل "فرانسوا" حديث ساخرًا من تطلعات ماكرون للترشح لفترة رئاسية جديدة خاصة مع زيادة الأسعار بفرنسا والتي تماثل أضعافها بمصر على حد قول الشاب، الذي بدت عليه علامات الدهشة فيما يحمل "باقي فلوس صينية الأكل" في يده، معلقًا "الأسعار في مصر أرخص كتير" بإنجليزية ركيكة.
 

 وتحت وطأة الضغوط المادية التي تكيلها حكومة "ماكرون" للشباب وسائقو الشاحنات والتجاريين والعمال، لم يجد "بيير" وزملائه وآلاف آخرين من النزول للشوارع رافعين الأعلام والشارات التي حمل معظمها عبارات مقتضبة تطالب برحيل "ماكرون" على حد قوله، ملوحين بـ "كارت" الفوضى في مقابل عزله قبل حلول عيد الميلاد، لايكتفي "بيير" وزملائه بتراجع الحكومة عن رفع أسعار الضرائب أو حل الحكومة وتعيين أخرى تسير على نهج الرئيس الفرنسي المثير للجدل.