رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهرجان دبي السينمائي بين مقصلة التميز الفني وسندان الاختفاء التام

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كتب – محمد فهمي:

أعلنت اللجنة التنظيمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي عن تبني استراتيجية جديدة للمهرجان وإدخال بعض التعديلات على آليات عمله في إطار مساعيها لدعم عملية النمو المتواصلة وللحفاظ على ريادتها في الابتكار، دون إخلال بالأهداف التي انطلق من أجل تحقيقها مواصلا مسيرته التي امتدت بنجاح منذ انطلاقه في العام 2004.

وأوضحت اللجنة التنظيمية للمهرجان أن الاستراتيجية الجديدة تأتي استجابة للمتغيرات الجارية في مجال صناعة الأفلام والمحتوى على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حيث رُوعي في التصور الجديد لآليات عمل المهرجان أن تكون مواكبة بصورة واقعية لتلك المتغيرات، حيث تقرر أن يتم تنظيم المهرجان بصفة دورية كل عامين، مع الاستعداد لتنظيم الدورة القادمة كعلامة فارقة في تاريخ المهرجان - كونها الخامسة عشرة له - في العام 2019.

 

تطوير صناعة السينما

وعن هذه الخطوة، قال جمال الشريف، رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسنيمائي: "يواصل مهرجان دبي السينمائي الدولي رسالته في ترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية في صناعة السينما وإنتاج المحتوى الفني.

وأكد الشريف أن مهرجان دبي منصّة أثبتت تميزها في تعزيز التقارب الثقافي بين المنطقة والعالم وساهمت كذلك بصورة واضحة في تطوير صناعة السينما المحلية والإقليمية بإتاحة الفرصة أمام العديد من المواهب السينمائية الطموحة.

وأوضح جمال الشريف أن المهرجان على مدار 14 عاماً استقطب أهم وأكبر صناع ونجوم السينما العربية والعالمية، ووضع دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي بقوة على خارطة واحدة من أهم الصناعات التي عرفها الإنسان في تاريخه الحديث وهي صناعة السينما، وكان للمهرجان أثره الواضح في لفت أنظار العالم إلى دولتنا كمدينة مشجعة وداعمة للإبداع والمبدعين.

 

دعم الاقتصاد والسياحة

وأكد الشريف أن الاستراتيجية الجديدة وما سيتبعها من تطوير في آليات العمل ستعظم من قدرة المهرجان على رفع مستوى مساهمته دفع معدلات الامتياز في هذه الصناعة المهمة محلياً وإقليمياً، وستمكنه من توسيع دائرة اختياراته للأعمال المشاركة وتمنحه الوقت الكافي لعقد الشراكات بأسلوب مدروس تأكيدا على الدور المحوري الذي استهله المهرجان في هذا الجزء من العالم قبل عقد ونصف العقد من الزمان، لمواصلته بأسس ومعطيات جديدة يحتفظ من خلالها بمكانته بين أهم مهرجانات السينما العالمية في ضوء الرصيد الممتاز من الاحترام والتقدير الذي كونه لدى مجتمع صناعة السينما في مختلف أنحاء العالم، بمهنية عالية واحترافية كاملة.

وعلى مدار 14 عاماً، احتفى مهرجان دبي السينمائي الدولي بأبرز الأعمال السينمائية العربية والعالمية، حيث عرض أكثر من 2000 فيلم، منها 500 عمل سينمائي عربي، وكان له دور كبير في إنجاز أكثر من 300 فيلم من المنطقة، وساهم في تمويل وبناء الشراكات لأكثر من 140 فيلم. وبلغ عدد جوائزه الممنوحة أكثر من 200 جائزة ضمن مسابقة المهر المرموقة لصانعي الأفلام العرب الموهوبين.

ولا يقتصر أثر المهرجان على صناعة السينما التي انطلق من أجل خدمتها، ولكن آثاره الإيجابية امتدت إلى دعم أحد أهم القطاعات الاقتصادية وهو قطاع السياحة، حيث بات الحدث يستقطب آلاف الزوار من مختلف أنحاء المنطقة والعالم لمشاهدة الأفلام المنتقاة بعناية على مدار فترة انعقاد المهرجان.

 

خسارة لصناعة السينما العربية

وقال محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي تعليقاً علي تحول مهرجان دبي من مهرجان سنوي إلي موسمي: "التوقف خسارة لصناعة السينما العربية وصانعي الأفلام الذين كانوا منتظرين دبي، أنا عارف إن ناس كثير هتقولي افرح كدة مهرجان القاهرة هيستفيد، بس ردّي على ده أن الخاسر الحقيقي هي صناعة السينما العربية".

وأضاف حفظي: "أتمنى أن يعود مهرجان دبي بنفس فريقه الذي شارك في بناء المهرجان منذ بدايته، وأتمني المنافسة الشريفة بين المهرجانات العربية التي تدفعنا جميعًا للعمل الجاد، لتقديم أفضل ما يمكن للسينما العربية والمحلية".

 

15 مليون دولار ميزانية سنوية

ورغم أن مهرجان دبي هو الخامس في قائمة أكثر المهرجانات الكبيرة تنظيمًا علي مستوي العالم بعد برلين ولوكارنو وفينيسيا وكان لجودة مسابقته وفعالياته إلا أن ذلك لم يشفع للمهرجان للاستمرار بالشكل الذي بدأ به وأكد الكثيرون أن إقامة المهرجان كل عامين بوابة لغلقه تماماً خلال فترة قريبة.

وتبلغ الميزانية الفعلية لمهرجان دبي السينمائي الدولي 15 مليون دولار في عام 2012 ولم يتم زيادتها حتي العام الماضي وهو ما جعل إدارة المهرجان تعاني بعض الشيء بسبب ارتفاع أسعار الدولار وارتفاع

الأسعار العالمية في كل ما يخص صناعة السينما في ظل حرصهم علي توجيه الدعوة لنجوم الصف الأول في العالم لحضور فعاليات المهرجان، وهو الأمر الذي تسبب في عدم تحقيق المهرجان أي أرباح تذكر أو علي الأقل تمكنه من تغطية تكلفة إقامته، وهو ما دفع منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام في التفكير في أمر المهرجان وتأجيل دورة العام الجاري.

 

فوكس الإماراتية

وفي الوقت الذي تم فيه الإعلان عن توقف مهرجان دبي السينمائي عن الانتظام سنوياً أعلنت فوكس سينما المملوكة لمجموعة ماجد الفطيم أنها نالت رخصة تشغيل قاعات عرض سينمائي في السعودية وإنها ستفتح دار عرض مزودة بأربع شاشات في الرياض خلال الأيام المقبلة.

ومن المقرر أن يتم استثمار ملياري ريال أي ما يقرب من 533 مليون دولار لافتتاح 600 شاشة عرض بالسعودية خلال الأعوام الخمس المقبلة بعد أن رفعت المملكة الحظر الذي ظل مفروضا على دور السينما التجارية لمدة 40 عاماً.

 

مهرجان الدوحة ومهرجان أبوظبي

ورغم أن مهرجان دبي السينمائي حصل علي أفضلية غير مسبوقة عام 2015 في منطقة الخليج بعد اختفاء مهرجان الدوحة ومهرجان أبوظبي من الساحة، فرغم تمتع الدوحة بميزانية ضخمة إلا أن الهوية غابت عن المهرجان وفعالياته وهو ما عجل باختفائه من خريطة المهرجانات العالمية وانقسامه، واختلف الأمر قليلاً مع مهرجان أبوظبي حيث اعتبر كثير من صناع السينما أن ما حدث معه وقرار إيقافه غير المبرر بمثابة اغتيال في ظل تميز دوراته الأخيرة.

وتوقف المهرجانين منح مهرجان دبي اليد العليا بمنطقة الخليج بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام لعدم وجود منافسين له ولحرص إدارته علي خروجه بأفضل من المتوقع منه نظرا لحرص جميع صناع السينما العرب علي التسابق لنيل فرصة المشاركة في إحدي مسابقات المهرجان نظراً لما يوفره من جوائز كبيرة ماديًا ومعنويًا.

 

أمس أبو ظبي والدوحة ودمشق ومراكش واليوم دبي

وقبيل الإعلان الرسمي عن إقامة مهرجان دبي السينمائي كل عامين قام عدد من العاملين بالمهرجان بالإعلان عن الاستغناء عنهم دون أن يعلق أي منهم علي ما قاموا بنشره علي صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي وقام البعض منهم بحذف تدوينته بعد دقائق من نشرها.

وشارك بفعاليات مهرجان دبي ما يزيد عن ٢٠٠٠ فيلم، كما قدم المهرجان دعم لما يقرب من ٥٠٠ فيلم بالمنطقة العربية ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد الإعلان الرسمي عن اختفاء مهرجان دبي كما سبق وحدث مع مهرجان دمشق السينمائي الذي غاب عن الساحة نتيجة الظروف السياسية التي مازالت تعيش بها سوريا إلي الآن وكذلك مهرجاني الدوحة وأبو ظبي صاحبا الميزانية الأكبر في المنطقة وكذلك مهرجان مراكش المغربي الذي توقف نتيجة تدخل الحكومة الإخوانية في أموره واليوم مهرجان دبي يتحول إلي مهرجان درجة ثانية بقرار إقامته كل عامين وغداً لا نعلم من سيلحق بهم.