عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : أجواء ديمقراطية

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

فى أجواء ديمقراطية رائعة بدأت أمس انتخابات مجلس الشيوخ، وأقبل المواطنون على ممارستهم الاستحقاق الدستورى بشكل لافت للأنظار.. ورغم المخاطر الشديدة التى تتعرض لها البلاد من كل حدب وصوب، إلا أن الإرادة المصرية القوية التى تعمل على كافة الاتجاهات المختلفة، أظهرت أجواء ديمقراطية هذه الانتخابات وكشفت عن مدى الوعى العظيم الذى يتمتع به المصريون، لقد مارس المواطنون الديمقراطية الحقيقية من خلال هذه الانتخابات، وأدلى الناخبون بأصواتهم فى كل سهولة ويسر سواء كان فى الخارج على مدار يومين من خلال البريد الإلكترونى، أو فى الداخل كما حدث أمس فى أول أيام الانتخابات.

وبنظرة سريعة وفاحصة على هذه الأجواء الديمقراطية، يتبين بما لا يدع أدنى مجال للشك أن هذا الشعب العظيم الذى قام بأعظم ثورة فى التاريخ المصرى بعد ثورة 1919، يتمتع بوعى شديد وكياسة وفطنة سياسية، وتمت عملية التصويت فى الانتخابات بشكل طبيعى جدًا وديناميكية واضحة. والحقيقة أن الهيئة الوطنية للانتخابات أدت دورًا رائعًا فى هذه الانتخابات وقام قضاة مصر الأجلاء بإشراف رائع على عملية التصويت والتى مرت بهدوء شديد دون وقوع أية مخالفات قانونية أو دستورية، والمعروف أن الهيئة الوطنية للانتخابات سهلت فى بداية الأمر على القضاة المشرفين كل سبل الراحة وكيفية الوصول إلى اللجان بسهولة، مما كان له أكبر الأثر العظيم فى أن تتم عملية التصويت بهذا الشكل الرائع.

وقد شهد المراقبون ورجال الإعلام سواء المحلى أو الخارجى، بنزاهة هذه الانتخابات والشفافية المطلقة التى تمت خلال عملية التصويت. ألم نقل من قبل إن عصر التزوير والتزييف قد ولّى إلى غير رجعة، وإن مصر الجديدة بدأت عهدًا جديدًا لا يعرف سوى الممارسة الديمقراطية السليمة والصحيحة، فالدولة المصرية الجديدة التى تتبنى مشروعًا وطنيًا تقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية، وكذلك القيادة السياسية الحكيمة والرشيدة، لا يعنيها سوى تنفيذ القانون والدستور، ولا تقف إلى جوار حزب على حساب الآخر، فالجميع مصريون يمارسون حقهم الدستورى فى اطار ممارسة سياسية ديمقراطية سليمة وصحيحة.

المراقب أيضًا للانتخابات، يتبين له أن الذين أدلوا بأصواتهم من الناخبين لا ينحصر فى فئة دون الأخرى، وإنما وجدنا الشيوخ والنساء والشباب يشاركون بفاعلية فى هذه الانتخابات، ووجدنا أيضًا أصحاب الهمم وذوى الاحتياجات الخاصة، لا تمنعهم ظروفهم من التوجه إلى لجان التصويت للمشاركة فى هذه الأجواء الديمقراطية، ما يعنى أن الشعب المصرى العظيم لديه القناعة الكاملة فى أهمية إدلائه بصوته على عكس ما كان متبعًا قبل ثورة 30 يونيو، فهو يعلم أن صوته لن يتم اللعب فيه أو تزويره أو تزييفه. وهذا هو سر عظمة مصر الجديدة والمشروع الوطنى الجديد للبلاد الذى يهدف فى المقام الأول إلى تأسيس الدولة العصرية الحديثة التى أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهل كان أحد يتوقع فى ظل كل هذه الظروف والأجواء الخطيرة

فى المنطقة والإقليم، والمخاطر التى تحيط بالدولة المصرية أن يتم تفعيل المادة الخامسة من الدستور، لكن إرادة المصريين الحديدية وعزيمتهم القوية، لا يمنعها مانع من تنفيذ هذا الاستحقاق الدستورى، إلى جانب الأدوار الأخرى التى تقوم بها الدولة. والحقيقة لا يقدر على ذلك إلا الشعب المصرى الذى يلتف حول قيادته السياسية بكل حب وإيمان بوطنيته الخالصة، والشعب يدرك أن الدولة المصرية تتحرك بمنطق وفكر وطنى خالص.

أجواء إجراء انتخابات الشيوخ كشفت أيضًا أن ما حدث خلال أيام التصويت فى الخارج والداخل، يعد أكبر رد على أهل الشر الذين يشككون فى كل شىء، ولكن ما يحدث على الأرض كفيل بالرد على هؤلاء الذين لا يريدون أن تقوم قائمة لمصر، وكذلك يعد هذا ردًا قويًا على إعلام أهل الشر الذى يسعى بكل السبل لتشويه كل هذه الإنجازات والإعجازات التى تتحقق على الأرض، هذا الإعلام المضلل الذى لا يعمل إلا على الاصطياد فى الماء العكر.. لكن المصريين العظماء وجهوا كعادتهم لكل هؤلاء الخونة والمتربصين أكبر اللطمات من خلال تنفيذ هذا الاستحقاق الدستورى فى انتخابات الشيوخ، وسيتم ذلك أيضًا إن شاء الله فى الانتخابات الخاصة بمجلس النواب. والملاحظة الأخيرة والمهمة أيضًا فى هذا الشأن أن التأمين الرائع الذى قامت به وزارة الداخلية يستحق الثناء والإشادة، فقد كان اللواء محمود توفيق وزير الداخلية حريصًا جدًا على تنفيذ شعار الداخلية «الشرطة فى خدمة الشعب». وهذا ليس غريبا فى مجتمع مصر الجديدة الذى يتم فيه التنسيق الكامل بين جميع الوزارات المختلفة فى كافة الأمور، فلم تعد كل وزارة تعمل بمعزل عن الأخرى، لأن كل هذه السلبيات غارت إلى غير رجعة..

شكرًا لكل الذين أخرجوا انتخابات الشيوخ بهذه الصورة الرائعة وتلك الشفافية العظيمة.. وتحية للشعب المصرى الذى يثبت للعالم أجمع أنه قادر على صنع المعجزات ولديه إصرار على بناء الدولة الديمقراطية الحديثة.

[email protected]