عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : استراتيجية «أبوشقة» لبناء الوفد القوى

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

الفترة القادمة ستشهد تطورات سياسية أكثر من رائعة، تفعيلاً للمادة الخامسة من الدستور التى تقضى بأن النظام السياسى قائم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات. ومن هذا المنطلق يحرص المستشار بهاءالدين أبوشقة رئيس حزب الوفد منذ انتخابه رئيسًا للحزب فى 30 مارس الماضى، على أن يعيد بناء الحزب من جديد ليقوم بالمهمة السياسية الجليلة. واتخذ «أبوشقة» مؤخرًا عدة قرارات من أجل بناء حزب قوى يكون مؤهلاً خلال المرحلة القادمة ومؤديًا دورًا وطنيًا ولاعبًا مهمًا على الساحة السياسية وهذا ما جعل «أبوشقة» فى بداية توليه المسئولية لقيادة حزب الوفد العريق أن يصف المعارضة الوطنية بأنها التزام ومسئولية وليست مديحًا ولا تجريحًا، بل تؤدى الدور المنوط بها فى إطار القانون والدستور وتشارك بفعالية كاملة فى التنمية التى تخوضها البلاد حاليًا.

هنا يرسخ «أبوشقة» مفهومًا مهمًا للمعارضة بمفهومها السياسى عندما قال: «لابد أن تقوم المعارضة على جناحين، الأول: أن تكون موضوعية بمعنى أن تبتعد وتنأى عن ممارسة الشتائم والتجريح ولابد أن تكون معارضة بناءة تقدم الحلول وهذا هو الجناح الثانى وبالتالى ليست مديحًا على طول الخط ولا تجريحًا على ذات الخط.

«أبوشقة» وضع خريطة طريق لبناء الوفد القوى بدأها منذ تولى سدة الحزب العريق باتباع سياسة «لم الشمل الوفدى» وإجراء مصالحة شاملة، وهذه السياسة لاقت ارتياحًا واسعًا فى الشارع المصرى، ليس للمنتمين أو المنتسبين للحزب فقط، وإنما وسط جماهير المصريين عامة، التى تأمل فى أن يكون حزب الوفد قويًا وفاعلاً فى الشارع المصرى. ولذلك فإن قرارات عودة المستقيلين أو المفصولين إلى الحزب، لاقت ارتياحًا واسعًا، يهدف لـ«لم الشمل الوفدى»، وحتى يكون الحزب مؤهلاً للمهمة السياسية الكبيرة التى تنتظره.

وهناك التفاف أكثر من رائع حول المستشار أبوشقة، ما يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل الباهر الذى ينتظره الحزب خلال المرحلة المقبلة. ففى مدة وجيزة دبت حركة دؤوبة داخل مقر الحزب الرئيسى فى الدقى، وفى لجانه المختلفة على مستوى الجمهورية، وخير دليل على ذلك، توافد آلاف الأعضاء الجدد للانضمام إلى الحزب خلال فترة قليلة، ما يؤكد فعليًا حالة الارتياح الواسع لدى المصريين، ورغبتهم المؤكدة فى بناء حزب قوى، لأن الآمال معقودة على قيام الوفد بمشهد سياسى جديد، وجموع المصريين تأمل فيه أن يكون قاطرة للأحزاب السياسية.

«لم الشمل الوفدى» يعنى أن لدى «أبوشقة» إرادة حقيقية ورغبة أكيدة فى أن يكون حزب الوفد قويًا وفاعلاً فى الحياة السياسية ويقود الأحزاب إلى مرحلة جديدة غابت عن مصر طوال عقود زمنية منذ ثورة 1952.

ولذلك فإن «أبوشقة» يرى ضرورة أن يكون حزب الوفد لاعبًا سياسيًا مهمًا فى الحياة السياسية، وهذا ما يجعله يؤكد ضرورة وجود حزبين أو ثلاثة أو أربعة قوية، وله فى ذلك مقولة مهمة جدًا، وهى أنه

عندما تكون الأحزاب السياسية قوية، تكون هناك حياة سياسية سليمة. ولنا فى حزب الوفد قبل 1952 المثل والقدوة، فعندما كان الوفد فى الحكم اهتم اهتمامًا كبيرًا بقضايا الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والنضال من أجل تخليص البلاد من المستعمر، وعندما كان فى المعارضة بعيدًا عن الحكم اتبع سياسة مهمة وهى الوقوف إلى جوار الدولة المصرية والحفاظ عليها. ويرى «أبوشقة» أن الأحزاب القوية تشبه تمامًا الفرق الرياضية القوية التى تجذب إليها الناس، أما إذا كانت فرقًا ضعيفة فلا أحد يبالى بها أو يهتم. وهذا ما يجعل «أبوشقة» حريصًا كل الحرص على بناء الوفد القوى، وتأييد وجود أحزاب لا تزيد على أربعة قوية أيضًا.

وتحقيق الديمقراطية لا يوجد بدون حزب الوفد القوى، ما جعل «أبوشقة» حريصا على أن تكون مقرات الوفد مفتوحة لجميع المصريين بلا استثناء، فعقيدة الوفد وثوابته لا تفرق بين أحد من المصريين، وكانت النتيجة الاقبال الشديد على الانتساب لحزب الوفد، لدرجة أن أكثر من 10 آلاف عضوية جديدة بالوفد خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة شهور.

رؤية «أبوشقة» السياسية تستهدف بالدرجة الأولى بناء حزب الوفد، وجعله رقمًا مهمًا فى المعادلة السياسية، وليكون ظهيرًا سياسيًا للدولة الوطنية المصرية القائمة على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. فالمهم فعلاً هو ملء الفراغ السياسى، خاصة أن هذا الفراغ استمر لعدة عقود زمنية، وتسبب فى ظهور أصحاب المال السياسى الذين ينفقون أموالاً باهظة لتحقيق أجندات غير وطنية.

وأعتقد أن قرارات «أبوشقة» خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة أحدثت ترحيبًا واسعًا وارتياحًا كبيرًا فى الشارع المصرى، ما جعل المصريين يأملون فعليًا أن تتحقق خطة «أبوشقة» فى بناء حزب الوفد القوى.

حزب الوفد سيكون كامل البناء وقويًا بالتزامن مع احتفالية الوفد بمرور مائة عام، وهى ما أصدر بشأنها «أبوشقة» قرارًا بتشكيل لجنة وفدية تنظم احتفالاً عالميًا بهذه المناسبة العظيمة.