رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خلطة رمضانية فاسدة لتدمير أخلاق المصريين بمليار جنيه

مشهد من مسلسل العهد
مشهد من مسلسل "العهد"

«عنف وجنس ومخدرات» هي المفردات التي تلعب عليها الدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة، وعلي المتضرر ان يضرب رأسه في الحائط أو أن يمتنع عن مشاهدة الدراما تماما.

يبدو أن الواقع المصري عند كتاب السيناريو والمخرجين والنجوم الكبار هو تلك المشاهد الخليعة والألفاظ المتدنية والشتائم، وكأن المجتمع المصري تحول الي مجتمع قبيح يضم مجموعة من البشر الحمقي والبلطجية والسيدات الخائنات لأزواجهن.

مليار جنيه إلا قليل أنفقها صناع الدراما في إنتاج هذه النوعية من المسلسلات وكانهم ارادوا بهذه الأموال ان يشوهوا المجتمع المصري ويعلنوا أنه أصبح مجتمعا مبنيا علي الرذيلة وتدني الأخلاق، وكأن الشباب المصري أصبح يحمل «المطوة والسنجة والسرنجة» ويشرب المخدرات وفي نهاية اليوم يبحث عن شهواته مع امرأة.

38 مسلسلاً هى عدد المسلسلات التى تعرض في رمضان هذا العام 90% منها بني فكرته علي العنف والجنس والمخدرات، ويخرج من هذه القائمة أعمال مثل «حارة اليهود» الذي يطرح قضية مهمة جدا وحقبة تاريخية مرت بها مصر في نهاية الأربعينيات وحتي السنوات الأولي من الخمسينيات، وهو يبرز الشخصية المصرية  التي كانت تفرق بين اليهودي المصري  والصهيوني الذي ينتمي إلي إسرائيل الدولة المحتلة للأراضي العربية وحتى وان كانت هناك مشاهد فهى موظفة على اعتبار ان الفترة التاريخية التى تدور فيها الأحداث كانت الدعارة مقننة. وكذلك مسلسل عادل أمام  «أستاذ ورئيس قسم» ورغم انه يستخدم بعض المشاهد مثل شرب الخمر ووجود فتاة ليل «انتصار» لكن هناك توظيف درامي لها، والمسلسل الثالث «تحت السيطرة» لنيللي كريم  الذي يتناول قضية الأدمان بشكل به قدر من العقلانية في التناول.. وأعمال أخري مثل «بعد البداية» لطارق لطفي.

فيما عدا ذلك نجد مسلسل «حواري بوخاريست» شخصية أمير كرارة الذي يجسد شخصية عنيفة جدا، والعنف مرفوض حتي لو كان يميل الي الحق، فهذه اللغة لا نشاهدها إلا في الأفلام الأمريكية التي صدّرت لنا العنف في الشارع المصري، لأن كل مراهق أو فتي مصري يتهيأ له انه من الممكن أن يصبح سيلفستر ستالوني أو أرنولد شوارزنجر وبالتالي وجدنا مشاهد في الشارع لم نتعود عليها، ولا يمكن ان تكون الدراما المصرية عاملا مشجعا لعودة هذه المشاهد مرة أخري، المسلسل لايتناول العنف فقط لكن هناك بعض الألفاظ الخارجة في لغة الحوار لا تليق بالدراما التي تدخل المنازل.

مسلسل «مولانا العاشق» أيضا شهدت حلقاته الأولي مشاهد للبلطجة والعنف أبرزها مشهد حرق الميكروباص المملوك لمولانا بالمولوتوف وكأن الشعب المصري غاوي عنف وحرق... مثل هذه النوعية من المشاهد عندما يراها الطفل أو المراهق قد تدفعه لصنعها.

اسم العمل نفسه «مولانا العاشق» لا يعكس القيمة الحقيقة لصفة مولانا التي تطلق علي المشايخ وعلماء الدين.. فمولانا في المسلسل يقوم بعمل الخير بما في ذلك التدخل إخراج صديقه المضبوط في قضية آداب من قسم الشرطة... ففي الدراما علي ما يبدو ان هذا خير أيضا وان كان المقصود به في العمل ان

مولانا له كرامات ..

وفي مسلسل «ولي العهد» أول مشهد لياسر جلال  يظهر فى شقة ومعه سيدة وأثناء استعدادها لمغادرة الشقة تقول له «بعد اذنك أنا هاروح علشان الحق أعمل الغدا لزوجي».. وهو هنا يظهر السيدة المصرية وكأنها خائنة، رغم ان المؤلف لو أراد ان يبرهن لنا أن شخصية ياسر في العمل شخصية مستهترة ومنحلة كان يمكنه أن يفعل ذلك دون جملة الحوار التى تظهر المجتمع المصرى وكأنه مجتمع منحل.

ومسلسل «العهد» (الكلام المباح) يصر المؤلف على لسان أبطال العمل على ترديد لفظ «ابن الزانية» أكثر من مرة لأغلب الشخصيات الذين اتوا نتيجة علاقه غير شرعية، وفي مسلسل «ظرف أسود» يقول أحد الشخصيات الذي يجسد شخصية ضابط لعمرو يوسف متحدثا عن زوجته: «أنا نمت معاها» ورايح لها بعد الشغل.

مسلسل «بين السريات» أيضا رفض مؤلفه أن يهتم بالقضية الأساسية التى تدور حول هذا الحى الشهير فإذ بنا نشاهد الرقص والخمر وطمع «المعلم سالم» سيد رجب  وهو أحد أهالى الحى فى سيمون التى تقوم بدور السمسارة التى تعمل فى أحد أماكن انتظار السيارات.

وبعيداً عن مشاهد القصة والمناظر والألفاظ الخارجة كل المسلسلات إلا قليل منها لغة الحوار تعانى من تدنٍ ملحوظ وركاكة فى الحوار وكأن اللهجة المصرية أصبحت تعتمد على السوقية, كأن القاموس اللغوى لم تعد به لغه تعتمد على الرقى لذلك شتان الفارق بين الأعمال السورية أو التركية المدبلجة باللهجة الشامية وبين لغة الحوار عندنا. يأتى هذا فى الوقت الذى أصبح الفن مطالبا فيه بتقديم لغه أكثر تحضراً ومخاطبة للاحاسيس الجميلة التى كنا نشاهدها فى أعمالنا القديمة التى كنا نشاهد الفتى يخاطب والده أو أمه بلغة أقرب إلى لغة الشعر من الحوار الدارج هذا كله لان الفن كانت له رسالة يعيها القائمون عليه أما الآن فنحن فى زمن أهل الفن فيه لا يهمهم سوى صنع الأفلام والمسلسلات التى تدر عليهم الأرباح بالملايين.