رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

برامج المقالب وصلت إلى مرحلة قلة الأدب

بوابة الوفد الإلكترونية

لغة الفلوس والإتجار بالنجومية أصبحت تسيطر على مجموعة كبيرة من أبناء الوسط الفنى منذ زيادة عدد الفضائيات، وزادت معها البرامج، وأصبحت كل قناة همها الأول والأخير هو جذب المشاهد، فوجدت في الفنانين الوسيلة الأسرع لتحقيق هذا الأمر.. وبدأ منذ تلك اللحظة كيفية استخدام الفنان الاستخدام الأمثل لتحقيق الهدف.. وبدأت الحكاية ببرامج النميمة، واستضافة الفنانين للحديث عن أدق تفاصيل حياتهم الشخصية ووصل الأمر إلى غرف النوم، والتلاسن بين الفنانين نتيجة الاستعانة بالخلافات الشخصية بينهم.

انتقل الأمر إلى برامج المقالب، التي وصلت إلى مرحلة كبيرة من الإسفاف حتى وصلت إلي قلة الأدب في بعض الأحيان، وإذا كان بعض الفنانين قد استسهلوا الأمر من أجل تحقيق مكسب مادى سريع، وبضعة أيام يقضونها بين بيروت ودبي أو أبو ظبى، فهذا المقابل المادى كان لابد أن يقابله بثمن، وكان الثمن باهظاً جداً، وهو سخط الجماهير والتندر علي أيام الزمن الجميل الذي كان الفنان قدوة للمجتمع والناس.. الآن من أجل حفنة دولارات تحول مجموعة كبيرة من الفنانين إلى بلياتشو، وربما نظلم البلياتشو عندما نطلق اسمه على هؤلاء الفنانين، لأن المهرج في الأساس هدفه صنع البهجة بشكل محترم قائم علي عدم إهانة النفس البشرية.

شاهدنا في رمضان على مدار السنوات الأخيرة أسماء كبيرة ونجوماً في بداية الطريق حققوا شعبية لا بأس بها. وهم في مشاهد تهريج ولعب عيال، لإضحاك الجماهير تارة تحت الأرض، وتارة في البحر، والآن في الجو، فهناك أكثر من برنامج يصور فى الجو، كل هذه المواقف ساهمت في خروج ألفاظ يعاقب عليها القانون.. فإذا كنا نستمتع للصفارة للتغطية علي بعض الألفاظ الخارجة، فهناك جمل أخرى تُركت لأنهم اعتبروها شتائم متداولة «عادى يعنى». كما شاهدنا ركلاً ورفصاً بالأقدام و«عض» بالأسنان وجرى، أحداث أقل ما يقال عنها إنها مؤسفة.. في الماضى عندما كانت الكاميرا الخفية وهي الأصل في كل هذه البرامج.. تستخدم بساطة الإنسان المصرى في الشارع، كان الأمر يمر مرور الكرام والكل أخذ الأمر ببساطة لأن المواطن كان يمكنه رفض عرض الحلقة.

المواطن العادى كان يري أن الأمر موقف كوميدى وهو الإنسان البسيط.. فما هو الحال بالنسبة للفنان الذي يكون قد أبرم اتفاقاً مع فريق البرنامج علي فكرة الحلقة، وعلى كل التفاصيل، لكنه يفاجأ بأن الموقف

أكثر سخونة مما توقع فإذا بغطاء «البلاعة» يفتح وتخرج منه كل الألفاظ القذرة ورغم أن كل الفنانين الذين ظهروا أمامنا كان يمكنهم حفظ كبريائهم وكرامتهم بوسيلة وحيدة ألا وهى رد الفلوس ومنع عرض الحلقة، لكنهم ضحوا بكل هذا مقابل مبالغ تتراوح بين خمسين ألف ومائة ألف دولار.. وأتصور أن صدور بيان من نقابة المهن التمثيلية يدين فيه مثل هذه النوعية من البرامج بمثابة اعتراف بذلك. و«شهد شاهد من أهلها»، لكن هل من الممكن أن تقوم النقابة بإيقاف مثل هذه النوعية من البرامج، لأن الفنان عضو هذه النقابة ذهب بإرادته، وتحت تأثير رغبته في الحصول على المقابل المادى، وهذا من الناحية القانونية يعفى القناة من أي مسئولية.. اللهم إلا إذا كان لدي النقابة دوافع آخرها تستطيع من خلالها التصدى لهذه المهزلة.. وربما أقرب تلك الأسباب هو إهانة الفن المصرى الذي يمثله هؤلاء الفنانون.. خاصة أننا لم نشاهد فناناً عربياً له قيمته يشارك في هذه البرامج، فأغلب نجوم الصف الأول المشاركين من المصريين.

وأهم ما في هذا البيان أنه وضع يده على مكمن الحكاية، وهى أن هذه البرامج أظهرت بعض الفنانين على أنهم مرتزقة ويقبلون أى شيء حتي الإهانة من أجل المال، بالإضافة إلى نشر سلوكيات سلبية تضر بالصالح العام.

أزمة الوسط الفنى الآن أنه أباح لنفسه كل شيء، وعندما يتعرض للنقد يتحدث عن حرية الفكر والإبداع، رغم أن كل ما نراه ليس له علاقة بالحرية لكنه إباحية.. وشتان الفارق بين المعنيين.