رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«منة ووائل» هلس غنائى بطعم «البورنو كليب»

بوابة الوفد الإلكترونية

زوبعة كبيرة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى بعد عرض أغنية مصورة بعنوان «سيب إيدى» غناء منة ووائل. رواج الأغنية والزوبعة التى أثيرت حولها

بسبب الخلاعة التى بدت عليها الراقصة أو المغنية حيث ارتدت ملابس تشبه قميص النوم، وهو أمر أعطى نوعاً من السطحية لهذه القضية التى أثارها عرض هذه الأغنية.. لأن الأمر أكبر من عرض أغنية خليعة، لأننا على مدار العشرين سنة الأخيرة شاهدنا مئات الأغانى المصورة الخليعة منها نجلا والحصان وروبى والعجلة وماريا والبانيو ودوللى والشيكولاتة وسما «الشبب ضاع»، وبين كل هذه الأعمال كنا نشاهد أغانى لمطربين كبار استخدموا الموديل للفت الانتباه لأعمالهم، والأزمة طوال هذه السنوات لم تكن فى ظهور هذه الأعمال للنور، لكن القضية كانت فى استقبال أجهزة الدولة لها بشكل منح عرض هذه الأغانى شرعية لا تستحقها، لأن أغلب الأغانى كانت عبارة عن أفلام بورنو قصيرة، وكانت لغة الجسد فيها أكثر من لغة الغناء، فما هو المنتظر من راقصة تتجه للغناء أو مطرب أو مطربة عجزت عن فرض نفسها بصوتها فاتجهت إلى هذا الشكل أملاً فى تحقيق الشهرة التى تتمناها.

إلى جانب أن أغلب الراقصات وجدوا فيها حيلة للانتشار ودخول البيوت من أبوابها، تجاهل الدولة، وكل القطاعات المهمة بالغناء زاد من شعبية هذه الأعمال، بل إن هناك قنوات فضائية تم إنشاؤها لهذا الغرض مثل التت وشعبيات وحزمنى يا وغيرها.

عجز الدولة كان متمثلاً فى أن القنوات التليفزيونية التابعة لماسبيرو لم تقدم البديل، بل إننا فى أحيان كثيرة كنا نجد أغانى البعض من المطربات تتسرب إلى شاشته، وأحياناً كنا نرى الكثيرات منهن فى حفلات ليالى التليفزيون.

الجهة الأخرى المسئولة عن تلك المهازل هى نقابة الموسيقيين التى أعطت بعض هذه الأسماء شرعية عندما قررت منحها عضوية النقابة.. مثل روبى التى أنشئت من أجلها شعبة فنانة استعراضية، ودخلت روبى رغم أنف كل الموسيقيين.. ووقتها يبدو أن الأمر كان أكبر من النقيب الراحل حسن أبوالسعود الذى رفض حضور الجلسة وسافر إلى الإسكندرية.. ورحل أبوالسعود، وجاء بعده من جاء ولم يسع أحد منهم لتصحيح الوضع، ثم دخلت النقابة فى صراع طويل على منصب النقيب دخل فى أكثر من خمس سنوات لدرجة أننا الآن لا نعرف من هو النقيب، نعم هناك حكم صادر لإيمان البحر درويش لكنه لم ينفذ على حسب المعلومات المتداولة.. لكن هذه ليست قضيتنا.. لكن ما نود طرحه أن انشغال النقابة فى صراعات جانبية أدى إلى أنها لم تعد لها أى سيطرة على الوسط الغنائى.. وبالتالى أصبح أى شخص من حقه أن يغنى ويصور الكليب ويذاع دون أن يجد من يقول له «ممنوع»، لأن النقابة أصبحت كالجسد الذى تم تحنيطه.

أما الرقابة على المصنفات فهى ليس لها سيطرة على الفضائيات وبالتالى كل فضائية تصنع ما تشاء.. لو أى شخص منا سأل نفسه ما هو الكيان المصرى الذى يمكنه الدفاع عن الأغنية المصرية ومنع تسرب هذه الأغاني؟ لم نجد إجابة، بمعنى آخر وصريح البلد أبوابها مفتوحة على البحرى فى

هذه المنطقة.. لا نستطيع أن نلقى بالمسئولية على وزير الثقافة لأنه من الآخر كل من جاءوا بعد ثورة 25 يناير لا يعون ما هو دورهم بالضبط، لكن عدم إلقاء المسئولية عليهم لا يعفيهم من الاتهام بأن هناك قصوراً حدث فى هذه الوزارة بعد 25 يناير، لأننا من المفروض على أعتاب دولة جديدة تدعم الفنون الرفيعة وتحقق الاستقرار للمبدع الحقيقى، لكن كل وزراء هذه المرحلة انشغلوا بتحقيق المطالب الفئوية، لذلك لم نجد وزير ثقافة منهم يخاطب القناة أو الفضائية التى تعرض مثل هذه الأغانى لمنعها.. كما لم نجد منه اهتماماً بالاتصال بالمسئولين فى النايل سات لحجب قنوات البورنو كليب.. وبالنسبة لوزارة الإعلام سابقاً اتحاد الإذاعة والتليفزيون حالياً.. فهذا الكيان منذ سنوات طويلة، وهو يعمل ضد الأغنية المصرية لأنه على الأقل لم يمنح المبدعين الحقيقيين الفرصة الكاملة للظهور، لكنه كان يشارك فى المؤامرة عليهم، لأن المسئولين بهذا الكيان كانوا يفتنون بحسناوات الفيديو كليب، ويقعون فى غرامهم من أول رقصة، وبالتالى فتحوا لهم أبواب ماسبيرو.. والآن لم يعد فى يد رئيس الاتحاد صيغة قانونية تجعله يخاطب أى جهة لمنع تسريب هذه الأغانى، لأنه بحكم القانون مسئول عن الكيان الذى يديره فقط أما الذوق العام فهو مسئوليات شائعة ملخصة الحكاية أن وجود منة ووائل أو سها وهيثم أو نرمين وعادل أو زيزى ومحسن أمر طبيعى لأن الوسط الغنائى أصبح كالقتيل الذى تفرق دمه بين القبائل، كلما يظهر عمل غنائى من هذه النوعية نجد تصريحات نارية من كبار الملحنين والمطربين، ولا وجود لتحركات إيجابية لأن كلاً منهم يعمل بشكل فردى.. ولا يتحدث إلا عندما يتصل به برنامج أو صحفى لاستطلاع رأيه..

وفى النهاية، تجد الشعب كله من فضائيات وصحف وبشر عاديين يتحدثون عن التحرش والاغتصاب، ورغم أن هذه الجرائم لم تعرف طريقها إلينا إلا بعد انتشار هذه الأعمال الغنائية. القضاء على البورنو كليب هو أول الطريق للقضاء على ما تتعرض له الفتيات فى الشارع المصرى.