رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«سلسال الدم».. دراما صعيدية تعيد التصدي لقضية الثأر

بوابة الوفد الإلكترونية

التصدي لكتابة الدراما الصعيدية ليس بالأمر السهل أو يمكن تقبله من المشاهد خاصة إذا كان ينتمي للصعيد، لأن هذا العالم الذي يمثل شريان مصر وقاعدته له

من العادات والتقاليد التي تختلف من بلد لبلد ومن لا يعرفه لا يستطيع أن يقنع المشاهد بما يرصده ويقدمه في صورة درامية، وعلي مدار تاريخ صناعة الدراما توقفت فقط عند مجموعة قليلة من المسلسلات بدأها السيناريست الرائع محمد جلال عبدالقوي بمسلسل «العزة» ثم أعاد اكتشافها الراحل العظيم محمد صفاء عامر بالروائع «ذئاب الجبل، الفرار من الحب، الضوء الشارد» واقترب منها عبدالرحيم كمال بعمل رائع هو «الرحايا» ثم «شيخ العرب همام» و«الخواجة عبدالقادر» وانضم مؤخرا السيناريست المتميز مجدي صابر بمسلسل «سلسال الدم» بجزءيه الأول والثاني والآن يجهز للجزء الثالث، ومجدي صابر من أبناء سوهاج مثل عبدالرحيم كمال «ساقتلة» يعرف بحكم البيئة الكثير عن الصعيد وعاداته وتقاليده لكنه أخذ منطقة أخري معروفة في الصعيد لكن غير معروفة في الواقع خاصة عندما ينحصر الثأر وهي القضية الأكثر بشاعة وقسوة في الصعيد بين رجل وامرأة ورغم ما بين الشخصين «هارون صفوان»، رياض الخولي و«نصرة»، عبلة كامل من رمز وإيحاء لواقع عاشته مصر في فترة الثمانينيات التي بدأها «صابر» أحداث مسلسله، وألقي بظلال توجهه ورؤيته الفكرية حول هذه الفترة وربطها بعالم شبه خفي عن الجميع هو الصعيد واتخذ من قيمة الثأر نقطة انطلاق لقضايا أخري في الصعيد مثل قضية غياب البعد الديني والتقاضي وقضية تعليم المرأة وغياب أبناء الصعيد عن المساهمة في حل مشاكله وقضاياه خاصة عندما يتقلدون منصبا مهما وغيرها من القضايا المعروفة في الصعيد،استطاع مجدي صابر أن يقدم صورة مجسمة لمشاكل الصعيد في «سلسال الدم» وإن كانت القضية الأساسية صدمت المشاهد في الجزء الأول وهي انحسار الصراع بين رجل «جبروت هارون» وهو رمز للسلطة المتجبرة التي لا تسمع إلا نفسها وبين امرأة مقهورة ويقصد بها رمز لمصر في وقت من الأوقات حسب فهمنا للأحداث ولكن تحرر مجدي صابر في الجزء الثاني من غلق الصراع بين الطرفين وأطلق ليخاله التأمل في زوايا وقضايا أخري تتعلق بالصعيد كما نجح في إضافة عنصر الإثارة والتشويق في الأحداث تجعلك لا تتوقع بسهولة ما الذي يحدث في الحلقة القادمة وحتي لو هناك بعض القسوة والعنف مثل مقتل «فتح الله»، محمد الصاوي، ودفنه حيا ومحاولة «يوسف»، هادي الجيار، لشنق «هارون»، رياض الخولي»، لكن كل هذه الأحداث يحدث كثير منها قسوة وفظاعة في الصعيد وهناك حوادث أكثر دموية حدثت في الواقع، والبعض يندهش في الجزء الثاني من هدوء أعصاب «نصرة» عبلة كامل، التي قتل ابنها فور تخرجه في كلية الطب لكن هناك مفاجآت ستظهر في الحلقات القادمة، وكذلك ارتداء النقاب في الحلقات القادمة، وهو ما برر مجدي صابر بأنه حيلة درامية حدثت في الواقع ولم يقصد منه شيء أبعد من

ذلك حتي عندما حاول «يوسف» شنق «هارون» واجهه رجلا لرجل.

وكان هناك بعض التساؤلات للسيناريست مجدي صابر حول هذا العمل أهمها هل قضية العمل تتحمل جزءا ثانيا وثالثا، قال «صابر» الصعيد عالم مليء بالأحداث والقضايا والمشاكل وأهمها قضية الثأر التي تحتاج لمئات المسلسلات وليس لمسلسل ثلاثة أجزاء وركزت في هذا العمل علي قسوة الثأر وكيف يقتل شاب فور تخرجه وهو «حسن» ابن «نصرة» وكيف تأخذ بثأره ليستمر الصراع مع طرف أكثر قوة وقسوة منها ويبدأ الصراع بينهما بدفن زوجها حيا ويتم إنقاذه وكيف تخطط «نصرة» بهدوء وصل لحد استفزاز المشاهد لتنتقم انتقام المرأة الذكية لثأرها وابنها ورغم قتل ابن «هارون».

وأضاف: الأحداث ثرية وغنية وتتناول قضايا كثيرة في الصعيد تدور حول الثأر وأسبابه وتبعاته، العمل أثري وجدان المشاهد خاصة أبناء عمومتي في الصعيد ولم يأتني أي نقد إلا من كم الإعلانات الفظيع الذي يفسد متعة المشاهدة كما أن الجزء الثاني أري أنني أكثر تمكنا في الحبكة والأحداث عن الجزء الأول لأنني كنت ضيفا علي هذه النوعية وأضاف: بالتأكيد العمل جيد وقماشته الدرامية تتحمل جزءا ثانيا وثالثا أيضا لأن هناك كثيرا من الأحداث والقضايا ستظهر لاحقا ومغلفة بجو من الإثارة والتشويق التي تنجح في جذب وربط المشاهد بالأحداث.

وأضاف: الجزء الثاني يتميز بالإنتاج السخي، والبذخ واضح في الديكور والملابس والإكسسوار والإضاءة ممزوجا بالإخراج الرائع للمخرج مصطفي الشال، والأهم في هذا العمل أنه تحول لمدرسة لتخرج عشرات من المواهب الشابة في التمثل وهو ما أركز عليه في كل أعمالي ولي سوابق كثيرة مثلما تخرج في أعمالي مي عز الدين ومنة شلبي وأحمد زاهر وهنا شيحة ودنيا سمير غانم وريهام عبدالغفور، وأشار لو هناك بعض التجاوز غير المقصود في الشكل والديكور، فهو يعود للإنتاج السخي لكن كان الأهم عندي علي الورق هو إظهار قسوة وتوابع الثأر مع الحفاظ علي عادات وتقاليد الصعيد الطيبة.