عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة من المخرج علي عبدالخالق للرئيس السيسي

بوابة الوفد الإلكترونية

استطاع المخرج الكبير «علي عبدالخالق» عبر مشواره الفني الطويل أن يقدم أعمالاً فنية شديدة الرقي.. ولعل اختفاءه وابتعاده عن الساحة دليل قوي علي انه لا يوجد فن جيد يحترم عقل ووجدان المشاهد في الوقت الحالي.. اختار المخرج الكبير علي عبدالخالق جريدة «الوفد» كي يرسل رسالة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية قال فيها:

«سيادة الرئيس».. ربما تعرفني وربما لا تعرفي.. أنا المخرج «علي عبدالخالق» في أرشيفي 37 فيلماً سينمائياً و6 مسلسلات ومجموعة كبيرة من الأفلام التسجيلية .. من بين أعمالي خمسة أفلام تناولت الصراع العربي الإسرائيلي منها «أغنية علي الممر - يوم الكرامة - بئر الخيانة - الكافير - إعدام ميت» وقدمت أيضا مسلسل «البوابة الثانية» الذي تناول مأساة أهالي غزة وجرائم خطف وقتل الأطفال .. وقدمت أيضاً أفلاماً من إنتاج الجيش مثل «رجال وسلاح» والذي شارك في مهرجان الأفلام العسكرية في باريس عام 1980 وفاز بالمركز الثاني ويضم أرشيفي عدداً كبيراً من الأفلام الاجتماعية مثل «البيضة والحجر - جري الوحوش - العار - الكيف».
سيادة الرئيس.. أتمني النظر للفن علي أنه عمود الخيمة لثورة 30 يونية واعتبار الثقافة عنصراً أساسياً في البناء والتنمية.. كنت أتمني من زملائي الذين سمحت لهم الفرصة لقاء سيادتك أن يتكملوا عن دعم الفن واعتباره عمود الخيمة في بناء دولة جديدة فإذا أهمل الفن لن يستمر نجاح ثورة 30 يونية، وأكبر دليل علي ذلك ما حدث بعد ثورة 52 فقد وضعت أسس استراتيجية لبناء فن حقيقي.. وأنشئ معهد السينما ومعهد الباليه، الكونسرفتوار، أوركسترا القاهرة السيمفوني، وعشرات الفرق المسرحية أشرف عليها الفنان الكبير سيد بدير وأنشئ أيضا هيئة المسرح، بعد هزيمة 67 اضطر عدد كبير من المبدعين للسفر إلي بيروت للعمل هناك وعندما أدرك عبدالناصر خطورة الموقف أمر الكاتب الكبير عبدالحميد جودة السحار رئيس مؤسسة السينما بالسفر إلي بيروت للتعاقد مع الفنانين المصريين الموجودين في بيروت لعمل أفلام خشية أن تنتقل الصناعة إلي بيروت.. كان شعار هذه المرحلة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» ففي فترة الستينيات تم وضع السينما في مكانة موازية لمكانة التسليح.. لأن بناء مواطن متذوق للفن شيء مهم.. الإنسان الذي يشعر بقيمة الفن ويؤمن به لا يلجأ للتفجير أو القتل أو التدبير.. ومن المستحيل أن يتحول إلي إرهابي يقتل الأبرياء في الشوارع.
كانت مرحلة ثورة 52 مرحلة شديدة التوهج ويكفي أن القطاع العام خلال عشر سنوات أنتج 50 فيلما تم وضعها في قائمة تضم أهم مائة فيلم في تاريخ السينما منها «الحرام - زوجتي والكلب، الزوجة الثانية - أغنية علي الممر - شىء من الخوف» وكان هناك وزير ثقافة علي قدر كبير من الوعي والمسئولة هو ثروت عكاشة.. فعندما حضر المخرج الإيطالي «روسيوليني» لعمل فيلم عن الحضارة المصرية من إنتاج التليفزيون الإيطالي.. أقنعه ثروت عكاشة بأن وزارة الثقافة سوف تنشئ وحدة للأفلام التجريبية كي يشرف عليها.. وبالفعل وافق الرجل وعرض عليه مجموعة كبيرة من السيناريوهات اختار من بينها سيناريو فيلم «المومياء» للراحل شادي عبدالسلام.
وإذا انتقلنا إلي قصور الثقافة والتي كانت تعرف قبل الثورة باسم بيوت الثقافة وكانت تهتم بالتطريز. أدركت وقتها أهميتها ولذا وضعت خطة للاستفادة بها وتم تسميتها قصور الثقافة وتولي إدارتها

خبرات فنية كبيرة مثل الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، هبة عنايت، الروائي يعقوب الشاروني، وبعض أساتذة الجامعات كما تم الاستفادة بالكتاب الكبار مثل يحيي حقي، وتوفيق صالح، وأسامة أنور عكاشة ومن خلال قوافل قصور الثقافة ذهبت السينما إلي كل القري وكان الهدف هو أن يتذوق المواطن المصري الفن في الريف وفي كل مكان وفي المسرح ظهر كتاب مثل سعد الدين وهبة ويوسف إدريس وعلي سالم ومخائيل رومان، محمود دياب، وأسماء كثيرة في عالم الإخراج مثل كرم مطاوع وجلال الشرقاوي وفي عالم النقد ظهرت أسماء مهمة مثل لويس عوض والدكتور علي الراعي وعبدالقادر القط وغيرهم وفي التمثيل ظهرت عبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس وعزت العلايلي وغيرهم.. كما انتعش المسرح الاستعراضي وظهرت فرقة رضا للفنون الشعبية وغيرها من الفرق الصغيرة التي احتضنتها الدولة وظهر السيرك ونجحت الدولة في استقدام خبراء من الخارج لتعليم فنون السيرك.
وفي الغناء والموسيقي نجحت الدولة من خلال الإذاعة في عمل حفلات شهرية تحت اسم أضواء المدينة والتي قدمت عبدالحليم حافظ ونجاة وفايزة أحمد ومحمد رشدي وغيرهم.. أيضا أفرزت جيلاً موهوباً من الملحنين مثل بليغ حمدي والموجي وكمال الطويل وجيلاً موهوباً من الشعراء مثل سيد حجاب، الأبنودي، وصلاح جاهين.. كانت الدولة مؤمنة بأهمية الفن.
سيادة الرئيس.. كنت انتظر من ثورة 30 يونية نفس الاهتمام الذي ناله وحظي به الفن والثقافة من ثورة 23 يوليو 52.. وهناك سؤال يلح عليَّ .. فقد أخبرني المخرج أحمد صقر في أكثر من اجتماع بان رئيس الجمهورية طلب إنتاج مسلسل «رنين الصمت» الذي يحكي بطولات أهل سيناء.. والذي رشحت لإخراجه لكي يعرض المسلسل في رمضان القادم.. وقال صقر إن رئيس الوزراء أكد لك أن المسلسل سيعرض في أربع قنوات فضائية وأن هناك اهتماماً كبيراً من جانب الدولة بهذا المسلسل.. ولكني حتي هذه اللحظة لم يأت التمويل وهناك علامة استفهام كبيرة حول الموضوع.. لماذا لم ينفذ الوزراء المسئولون تعليمات السيد رئيس الجمهورية وتعليمات رئيس الوزراء.. وهل من الممكن أن يقول أحمد صقر كلاماً غير حقيقي علي لسان السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، أنا في انتظار الإجابة عن هذا السؤال.