رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المؤتمر الاقتصادى اكتفى بـ "منير" وتجاهل "أجلاسيس"

بوابة الوفد الإلكترونية

دائماً ما تتحرك كاميرات الفضائيات وعدسات المصورين نحو كبار نجوم العالم أينما ذهبوا، وأينما كانوا، لذلك هناك دول كثيرة تحاول الاستفادة من هذا الأمر كنوع من الدعاية لأي حدث يقام لديهم، وأبرز من استفادوا من هذه الفكرة دول الخليج العربي، خاصة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تترك مغني عالمياً إلا ودعته، سواء في مهرجانات أو حفلات عامة،

بداية من بلاسيدو دومينجو، مروراً بخوليو أجلاسيس، وبوتشيلي، وأنريكو ماسياس، وشارل أزنافور، وشاكيرا، ومادونا، ومايكل جاكسون قبل رحيله، وآخرين ممن يحملون مواصفات النجم العالمي، وقدوم هذه الأسماء إلي دبي وأبوظبي والشارقة، كان يعني أن ملايين من عشاق هذه الأسماء يتوجهون بأنظارهم نحو الإمارات سواء بالحضور أو علي الأقل بالمتابعة عبر الشاشات.. وبالتالي ساهم وجود هذا النجم بشكل أو بآخر في عمل دعاية ضخمة للبلد، خاصة أن الأوروبيين ومواطني الأمريكتين اهتمامهم بالفن ونجومه أكثر من الجانب السياسي، وهذا واقع ملموس يشعر به من سافر إلي هذه الدول، هم لا يهتمون بالسياسة إلا إذا كان هناك أمر يهمهم، وبالتالي مع انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي انتهت فعالياته مؤخراً توقع البعض منا أن ينظم حفل عالمي يحضره أحد كبار النجوم العالميين، علي هامشه ليكون أحد المروجين للحدث علي مستوي العالم، وهو أمر متبع كما قلنا في كثير من الأحداث، وبما أن الدولة تمر بأزمة اقتصادية فكان من الممكن أن تقوم شركة أو عدة شركات برعاية الحفل، وإحضار النجم علي نفقتهم الخاصة كنوع من المساهمة في إنجاح المؤتمر، ولكن اكتفي المهتمون بالمؤتمر الاقتصادي بدعوة بعض الفنانين المصريين مثل محمد منير أو فرق الأوبرا المصرية، «منير» جاء علي نفقة قناة «صدي البلد» والأوبرا بطلب من محافظ جنوب سيناء، ونحن لسنا ضد وجود «منير» بالعكس لو أن هناك مطرباً عالمياً كبيراً بجانبه في نفس الحفل لحقق صدي أكبر ليس علي المستوي المحلي فقط بل علي المستوي العالمي.
والغريب أن إحدي القري السياحية تقيم حفلاً ضخماً للمغني الإسباني خوليو أجلاسيس مساء غد الأربعاء في بورتو السخنة، وكان من الممكن أن يأتي خوليو ليكون هو نجم حفلات المؤتمر الاقتصادي، وبما لهذا الفنان الكبير من شعبية في العالم كنا نستطيع الترويج للحدث، ولمدينة شرم الشيخ، لكن منظمي المهرجان اكتفوا بالجانب السياسي والاقتصادي في الأمر، ولم ينظروا للفن كداعم أو وسيلة ترويجية أخري، وبالمناسبة هناك إعلانات ضخمة ظهرت في بعض الصحف العالمية، جزء من هذه الحملة كان من الممكن أن يسهم في استضافة نجم عالمي.
والغريب في الأمر أن مصر خلال العام الماضي استضافت مجموعة من النجوم العالميين، أبرزهم أنريكي أجلاسيس للدعاية لمشروع سياحي ضخم في الساحل الشمالي، والكل يعلم أن وجود أنريكي ساهم في الترويج ليس لهذا المشروع فقط، ولكن لمصر كلها، كسياحة وكبلد قادر علي مواجهة الإرهاب،

وفي نفس الوقت لديها قدرة علي استضافة نجوم العالم في أي وقت.
مصر خلال الفترة القادمة في حاجة لمن يروج لها بشكل غير مباشر، بمعني ليس بالإعلانات الصحفية أو عبر القنوات، لكن شعور الغرب بالأمان في مصر لن يأتي إلا من خلال إقامة حفلات لكبار نجوم العالم بشكل دوري، لأن وجود النجم يتبعه اهتمام إعلامي في كل العالم، أما الإعلان فهو مقصور علي القناة أو الصحفية، لكن النجم خبر وجوده تجده في كل الصحف، وبالتالي أصبحت مصر في كل وسائل الإعلام العالمية.
وفي إحصائية أجريت بعد حفل بلاسيدو دومينجو الذي أقيم في 2003 في دبي أكدت أن 250 مليون مواطن أوروبي شاهدوا الحفل علي الهواء مباشرة لمدة ما يقرب من ثلاث ساعات، وبالمناسبة هذا الحفل شارك فيه المطرب المصري الكبير علي الحجار، لو حولنا الثلاث ساعات التي قضاها دومينجو علي الهواء من دبي إلي لغة الأرقام كم تساوي، أتصور يفوق بعض الاستثمارات التي سوف تنفذها بعض الدول في مصر، سياحة الحفلات والمهرجانات هي أفضل تعبير عن الواقع الذي تعيشه أي دولة في العالم، بدليل أن كل مشروع الآن سواء داخل أو خارج مصر يستقطب نجماً عالمياً للترويج له بشكل غير مباشر، الآن قلب القاهرة أعلي الكباري وأعمدة الإنارة في الشوارع مزينة بصور حفل خوليو أجلاسيس الذي هو في الأساس للترويج لأحد المشروعات الاستثمارية الجديدة، وعلي مستوي العالم كم مجلة وجريدة وقناة نشرت وعرضت خبر وصول خوليو لمصر.
الأزمة في مصر أن هناك بعض الناس في مؤسسات الدولة نصبوا أنفسهم كخبراء في كل شيء، وللأسف الدولة تستمع لهم أو تستمع لأصحاب الصوت العالي الذين نصبوا أنفسهم للحديث نيابة عن الشباب المصري.. هناك أفكار كثيرة كان من الممكن أن نستفيد منها في المستقبل القريب، لأن مصر تستحق أن نفكر ونجتهد من أجلها.