رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"كمون" يعيد الأغنية لمرحلة "الحصان" و"العجلة"

بوابة الوفد الإلكترونية

أزمة الغناء المصرى منذ ثمانينيات القرن الماضى أنه يمر كل فترة من الفترات بحالة من التراجع، وغالباً ما تبدأ بأغنية أو كليب ثم تبدأ الهوجة والموجة التى قد تستمر لفترة سنوات أو مواسم.

فى الثمانينيات والتسعينيات بدأنا هوجة الأغانى الإيقاعية التى تعتمد على الصخب والكلمة البعيدة عن العمق، لكن رغم كل هذا لم نشاهد من هذا الجيل فى الحقيقة أى خلاعة أو عرى لكنه كان بداية لسطحية الغناء، مع بداية القرن الحالى وانتشار الفضائيات بدأت موجة جديدة بطلها أو بطلتها العرى، وأطلق على هذه الموجة هوجة العرى كليب، وكانت البداية عندما بدأت بعض القنوات الجديدة تعرض أعمالاً غنائية لنجوم الغناء العالمى مثل شاكيرا، وبالتالى لم يكن أمام نجوم الغناء العربى سوى إجراء عمليات تقليد أعمى لما يشاهدونه على الفضائيات، فوجدنا كل نجمات الغناء فى عالمنا العربى يتشبهن بشاكيرا سواء كان لديهن المقومات الجسدية أم لا.
والأكثر من هذا أن نجوم الغناء من الرجال أيضاً كان همهم الأكبر البحث عن موديل بمواصفات شاكيرا، وشيئاً فشيئاً تحول العرى كليب إلى بورنو كليب، وشاهدنا كليبات من نوعية نجلا والحصان وروبى والعجلة، وأصبحت القنوات تعرض ليل نهار مثل هذه النوعية من الأغانى، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن كل الفضائيات الغنائية التى نراها الآن تم إنشاؤها لمجاراة ما يحدث على الساحة، والرغبة فى الحصول على جزء من تورتة الأغانى المصورة.
منذ أيام خرج كليب جديد لراقصة تدعى شاكيرا، واسمه «كمون» وهو عبارة عن مجموعة من المشاهد التى لا يليق أن تنتجها الساحة المصرية، التعبيرات والإيحاءات والإيماءات والإشارات والحركات وحركة الفم وكل شىء يقول إننا أمام بورنو كليب وليس أغنية مصورة، الأزمة ليست فى أغنية شاكيرا، لكن فيما هو قادم، لأن الموجة دائماً كما ذكرنا تبدأ بأغنية من هذه النوعية تم تتوالى الأغانى، وإذا بنكسة جديدة تحل على الأغنية المصرية، والساحة ليست فى حاجة لانهيارات جديدة، لأنها متصدعة منذ فترة، ويجرى ترميمه، لكن على ما يبدو أنه قدر الغناء المصرى، كلما يحاول الخروج من أزمته تحل عليه لعنة جديدة تسىء لتاريخه الطويل، ففى خلال الـ30 سنة الأخيرة من عمر الغناء المصرى ظهرت أعمال جيدة لكبار المطربين مثل هانى شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير وأنغام وشيرين وإيمان البحر درويش ومحمد ثروت وغادة رجب وآمال ماهر وريهام عبدالحكيم وغيرهم، لكن فى المقابل ظهرت أعمال سيئة السمعة كانت أكثر انتشاراً من أعمال الكبار، بل إن الكثير من الأسماء الكبيرة اضطرت أن تجلس فى منازلها حتى لا تتواجد على ساحة تقدم أعمالاً خليعة حتى لا يوصم

بالمشاركة فى هذه المهزلة، ولو بالتواجد وخلال تلك الفترة شاهدنا اعتزالات مثل هانى شاكر ومحمد الحلو، وابتعادات للحجار ومنير، وشاهدنا مقاومة وتصدياً من كبار الملحنين مثل محمد سلطان وحلمى بكر ومحمد على سليمان وفاروق صلاح الشرنوبى وآخرين، لكن رغم شراسة الدفاع عن القيمة الفنية لتاريخنا بالمقارنة بما كان يقدم لم يحدث تغيير، والأزمة أن الإعلام ممثل فى الفضائيات الغنائية استغل الهجوم على الأغانى كنوع من أنواع الترويج، وكان يعرضها بشراسة حتى يحقق أعلى نسبة مشاهدة، إلى جانب أن الشركات استغلتها كـ«رنات» تليفون، ورسائل وغيرها من الوسائل المشروعة، وغير المشروعة، ولم ينظر أحد لتاريخنا الغنائى. الحكاية كانت ربحاً وخسارة وهو منطق التجار، وبالتالى تفشى الانهيار الغنائى، وأصبح مثل السرطان لا يمكن السيطرة عليه، ونخرج من موجة إلى هوجة، ومن هوجة إلى موجة، وآخرها أغانى المهرجانات وهى الامتداد الطبيعى لأغانى الميكروباصات التى واكبت أغانى جيل التسعينيات والثمانينيات، وكان أبرزها أغانى سامى على والراقصة سحر حمدى وأغانى حمدى بتشان وآخرين.
الأكثر من هذا أن السينما المصرية أصبحت تستغل هذه الأسماء فى أفلامها، وبالتالى وجدنا هجرة جماعية لأبطال الغناء الفاسد نحو السينما، بل إن هناك أفلاماً قامت على رقصة وأغنية، وبعض المنتجين والمخرجين والكتاب قدموا هذه الأعمال على أنها تجسيد للواقع، وهم فى حقيقة الأمر يشاركون فى جرائم بشعة ضد الغناء والسينما فى الوقت نفسه، وهناك حوادث تحرش كثيرة شهدها الشارع المصرى عند طرح بعض هذه الأفلام نتيجة ما شاهده الشباب منها أفلام «شارع الهرم» و«على الطرب بالتلاتة» وبطلتهما دينا تعرضت لتحرش أثناء الرقص أمام السينما، وغيرهما من الأعمال.
فالأزمة هى أن الحكاية تبدأ بعمل يتبعه سلسلة طويلة من الأعمال سواء فى السينما أو الأغنية، والضحية الساحة الفنية المصرية.