رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جمال الغيطانى: الجيش مؤسسة حضارية

الكاتب جمال الغيطاني
الكاتب جمال الغيطاني

عرض الكاتب جمال الغيطاني رؤية شاملة لإبداعاته وأدبه وآرائه فى الندوة التى عقدت بقاعة ضيف الشرف احتفالاً بذكري ميلاده السبعين، وخمسين عاماً علي إبداعه، تحت عنوان: «نصف قرن من الإبداع» وشاركت فيها الناشرة داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر وأدارتها الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي.

في البداية أكدت الناشرة داليا إبراهيم، أن هذه الاحتفالية ليست احتفالاً بكاتب مبدع فقط، وإنما بأديب عاشق للتراث ومؤمن بقيمة الكلمة.. مضيفة أن الغيطاني لم يمنح قراءه مجرد رواية أو كتاب ولكنه علمه كيفية الامتداد في الحضور والانتماء للهوية دون إقصاء أو تعال على الآخر صاحب الثقافة الأجنبية.
وأضافت: أن الهدف الأول للغيطاني هو الكتابة، موضحة أنها شرفت بنشر أعماله كروائى وباحث في التاريخ ومن الأعمال التي نشرته نهضة مصر «الزينى بركات»، بالإضافة إلى مجموعته القصصية الأخيرة التي صدرت منذ عدة أشهر تحت عنوان «يمام» وسوف تصدر له خلال الأيام القليلة القادمة رواية بعنوان «حكايات هائمة».
واستهلت نشوى الحوفي كلمتها بتقديم الشكر لجمال الغيطاني على ما قدمه للثقافة العربية كما وصفته بالأديب العالمي.
وقالت: إن الغيطاني هو المثقف والقارئ العربي الذي منحنا إبداعات بدأت من سنين طويلة ولم تقف إبداعاته على لون واحد بل تعددت ألوانها.. مضيفة أنه ليس مجرد عاشق أو باحث في تاريخ الحضارة المصرية لكنه حدوتة مصرية أصيلة.. وبدأت الكاتبة الصحفية حوارها معه بسؤاله عن أسباب تأثره بفن تصميم السجاد وانعكاس ذلك على أعماله الأدبية.
ورد الكاتب الكبير: لم أختر تعليم فن السجاد، الأمر وما فيه أنني قررت اختصار الطريق وإكمال تعليمى، فمجموعي وجهني لقسم السجاد الشرقي وتخصصت فى فن صناعة السجاد الذي علمنى الصبر، خاصة أننى عملت مصمم سجاد لمدة أربع سنوات ودرست في كلية الفنون التطبيقية ودرست فن الصباغة وأصبحت خبيراً فى فن الألوان.. وأضاف الغيطانى: «السجاد ركن أساسي في تكويني ويحمل لي الخصوصية ولو عادت بي الأيام لاخترت نفس الطريق».
وعن مسيرته، قال: بدأت الكتابة عام 1957 ونشرت أول قصة قصيرة فى يولية 1963 في مجلة «الأديب» اللبنانية، بالإضافة إلى مقال بمجلة «الأدب» التى كانت تصدر عن جمعية الأمناء برئاسة الشيخ الأستاذ أمين الخولي.. وأول صورة تتبادر لذهني هي «القاهرة» حيث كنا نعيش في القاهرة القديمة وكان والدي له قصة شاقة في الحياة ولم يكمل تعليمه لكنه كان مصراً على تعليم أولاده.
وعن عمله كمراسل حربي قال: «كنت أتلقي الرسائل خلال عملى بهذه الوظيفة وشنت غارة وحيدة على القاهرة وكنا نسمعها، بعد ثورة يولية سجنت في عهد الرئيس عبدالناصر وأخذت قراراً بعدها أن أنمي نفسي بنفسي وأن أتفرغ للكتابة وأدرس ما أحتاج إليه، فالتحقت بمعهد الموسيقى ودرست العزف على آلة «القانون» حباً وتأثراً بنجيب محفوظ الذي كان آنذاك تلميذاً لـ «العقاد» وحبي لهذه الآلة بدأ وعمري 14 عاماً».
وأوضح أنه خلال مشواره الأدبي، تأثر بعدد من الكتاب والمفكرين، أمثال يحيى حقي، الذي قال عنه إنه أعظم كتاب القرن العشرين، إضافة إلى نجيب محفوظ، وعبدالرحمن الخميسي، كما حكى عن أول مرة كتب فيها فى مجلة «المجلة»، واصفاً شعوره آنذاك، بأنه كان يشعر بسعادة كأنه حصل على نوبل.
وعن العمل بالحياة الثقافية قال: أستاذي «موسي صبري» كان لديه أخلاق مهنية وكان يقول لى أنت شيوعي ليس لك علاقة بالأدب رغم أني محرر عسكري وعندما جاء سعيد سنبل سنه 1985 وقرر أن أشرف على صفحة الأدب، وكان «سنبل» يعد قائمة لكتاب ممنوع الكتابة عنهم لأنهم ينتمون لليسار منهم إبراهيم أصلان وإدوارد الخراط وصنع الله إبراهيم ولكن طلب منى

أن أصنع توازناً بين جميع الكتاب واتجاهاتهم.
أما عن الانتماء السياسي فقال «الغيطاني»: إن أشهر قطعة أثرية وصلت إلينا تخص الكتاب منذ العصر القديم في مصر هي الكاتب السياسي الذي يحمل منزلة خاصة وينتظر منه الناس موقفاً في الشأن العام، مضيفاً أنه قد تألم من القضايا العامة للوطن أكثر من تجاربه الشخصية.. وقال: إنه تعرف على الاشتراكية بشكل مبكر وأعرب عن احترامه للفكر الاشتراكي، مشيراً إلى أنه انضم للاتحاد الاشتراكي الذي ضم رموزاً مصرية وطنية وكوادر يسارية وزعماء حقيقيين.
وقال الغيطاني «خلال ندوته»: إن أخطاء ثورة يولية إلغاء مزاولة العمل بالحياة السياسة، مشيراً إلى ضرورة إتاحة حرية تكوين الأحزاب فى الوقت الراهن، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الحذر من التمويل الخارجي وتشكيل الأحزاب التى تدعو إلى الإرهاب وما عدا ذلك فلن تقوم حياة سياسية بمصر.. مشيراً إلى أن مصر الآن لديها رئيس قوى وجسد مفعم وفاعل بالحيوية ولديه إرادة قوية، وأكد أن الجيش المصري، هو العمود الفقري للحضارة المصرية، قائلًا: «أنا أرى الجيش المصري مؤسسة حضارية وليست عسكرية فهو تراث وطني طويل جداً».
وأشار إلى أنه اقترح على الدكتور أحمد مجاهد، إعادة طبع الكتب التي اختفت من الهيئة العامة للكتاب، مثل كتب عبدالرحمن زكي، حيث قدم عدداً من النسخ التي يمتلكها لكى تعاد مرة أخرى، ليقرأها الشباب ويستفيد منها، ويعرف تاريخ جيشه العظيم.
وعن ثورة يناير قال «الغيطاني»: إنه يرى يناير ثورة عظيمة ولكن اختطفت واستكملها الجيش، وحيث إنه ملم بتاريخ الجيش فقد أعلن الغيطانى عن عمل سلسلة مع هيئة الكتاب لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ جيشه.
وعن رحلة بحثه في التراث قال: إن فكرة الزمن قادته إلي التاريخ وجمع التراث ومعرفة الشخصيات من خلال بحث حر وأداة عصرية.. وأشار إلى إننا ما لم نتخلص من قيمة العصر المملوكي، مشيراً إلى أن رواية «الزيني بركات» لم تأت من فراغ بل قراءة التاريخ ساعدته حيث كانت المكتبات هي نماذج لمصر الثقافية في فترة شبابه.
وأخيراً، قال الكاتب «جمال الغيطاني»: التجربة الصوفية هي من أعظم التجارب التي أنتجتها الحضارة الإسلامية، مضيفاً أنها تجربة إنسانية لذلك تتماس كثيراً مع الآداب العالمية مثل أشعار رامبو، التي ترى فيها طابعاً صوفياً، مؤكداً أن التجربة الصوفية هي الاتجاه الإسلامي الوحيد الذي يستطيع أن يحارب الفكر المتشدد الذي يشهده المجتمع العربي والمتسبب في الإرهاب.