عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلسلة كتاب الهلال تُصدر "عتبات الشوق"

عتبات الشوق
عتبات الشوق

صدر في سلسلة «كتاب الهلال» فبراير 2015 كتاب للباحث المغربي الدكتور شعيب حيلفي، عنوانه «عتبات الشوق: من مشاهدات الرحالة المغاربة في الإسكندرية والقاهرة» ويمكن اعتباره سجلا لرؤى وانطباعات الرحالة المغاربة عن مصر خلال القرون العشرة الأخيرة.

ويسجل المؤلف في المقدمة أنه قبل مجيء الإسلام، ارتحل المغاربة الأمازيغ فرادى وجماعات في علاقات ما زالت آثارها مع المصريين؛ وقويت بآصرة العلم والدين مع وصول الإسلام الذي حقق ما كان مُفتقدا، فكان الفقهاء والعلماء يشدّون الرِّحال إلى مصر، قلب الشرق العربي، طلبا للعلم والاختلاط بالعلماء لسنوات قبل العودة إلى مراكش وفاس، أو البقاء الأبدي هناك، وهي سُنة جرت على مرِّ القرون، خصوصا مع تنظيم الحج المغربي إلى الحجاز ومروره على محطة استراتيجية هي مصر.
    كما كانت لمبادرة فقيه مغربي في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي من مدينة آسفي، اسمه محمد أبو صالح، أهمية بداية تنظيم الرحلة عبر مصر في ركب نبوي معلوم، ومن خلال نقط وزوايا معمورة لضمان أمن وسلام الحجيج المغربي من المغرب إلى مصر، أو أولئك الذين اختاروا الرحلة من الاندلس. وكلها رحلات هدفها الظاهر أداء الحج، غير أن الرحالة غالبا ما يجد في السفر فرصة للإبداع والاكتشاف فيتحول إلى أداء شعيرة أخرى في عبوره الذي لا يخلو من حكايات وعِبَر، خصوصا في مصر، بالإسكندرية والقاهرة، باعتبارها محطة متعددة المنافع تختزن من المفاجآت ما

يُليِّنُ النفس.
وقد سجل المؤرخون والرحالة والشعراء استكمال الاحتفالات بعد التقاء الركب المغربي والمحمل المصري واستعدادهما للخروج في رحلة مقدسة نحو الحجاز؛ فأبدع  شعراء الملحون نوعا مخصوصا لهذا الحدث أسموه «المرحول»، كما أبدع شعراء الفصحى بقصائد تسرد ارتحال النفس وأشواقها.
وبمضي الزمن تكونت عائلات مصرية من أصول فاسية ومراكشية وطنجية، وأحياء ومساجد وأوقاف مغربية مخصصة للزوايا كما سيذكر أبو سالم العياشي وهو بالإسكندرية، معتبرا زاوية محمد أبو صالح، واحدة من المزارات التي يقيم بها المغاربة أثناء عبورهم. وخلال عشرة قرون، منذ وصول ابن العربي المعافري في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي (1092) أو الغرناطي، بعده بقليل، ثم  ابن جبير الذي وصل الإسكندرية يوم 26 مارس 1183 وتدوينه لمشاهداته. لم يخلُ قرن من كتابات مغربية عن مصر بإسكندريتها وقاهرتها، بأشكال مختلفة تُعبّر في محصلتها عن الشغف بمصر، وهو ما سيؤكده العياشي في شهادة بليغة على لسان ابن خلدون.