رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"الحسن والحسين" بين النيات الطيبة وفتاوي التحريم

كان نجاح مسلسل «يوسف الصديق» بمثابة فاتح شهية لصناع الدراما العربية، الذين قرروا التمرد علي الثوابت وكسر قواعد كثيرة، لعل أهم هذه الثوابت هو تحريم تجسيد الأنبياء والصحابة وآل البيت، وهو الأمر الذي جاء صارخاً وصادماً في مسلسل «الحسن والحسين» الذي يعرض الآن علي 13 فضائية عربية.

رفض صناع المسلسل الالتزام بفتاوي تحريم تجسيد الأنبياء وآلا لبيت، وقدموا مسلسل «الحسن والحسين» بشكل مباشر وخال من التحايل فيظهر في العمل الفني شخصيات الحسن والحسين والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وآخرين.

وحرصت الشركة المنتجة علي الاستعانة بعدد من الفتاوي التي تجيز عرض المسلسل الذي يتناول أحداث الفتنة الكبري من خلال العرض التصويري للفترة التاريخية الممتدة بين استشهاد الخليفة عثمان بن عفان وحتي استشهاد «الحسين» في كربلاء.. وتتضمن أحداث المسلسل أيضاً تولي الإمام علي بن أبي طالب الخلافة ثم استشهاده وتولي الحسن ثم تولي معاوية ومن بعده «يزيد».

وقد رفض الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية عرض المسلسل لأن فيه إهانة لآل البيت، وهذا ما دفع محمد العنزي الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة للإعلان عن غضبه الشديد من الهجوم علي العمل، وأكد أن المسلسل حصل علي أكثر موافقة 23 مرجعية شرعية وتاريخية وأنه لا صحة لما يتردد عن أن  أحداث العمل تحمل إساءة لـ«آل البيت»، ومن أهم الآراء التي طالبت ونادت بعرض المسلسل الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية سليمان العودة والشيخ عبدالله الطريفي، قاضي المحكمة العامة في مكة، والشيخ نصر فريد واصل.

حكم القضاء

والمعروف أن مسلسل الحسن والحسين يعرض في عدد من القنوات الخاصة المصرية، وقد رفض التليفزيون المصري عرضه، وحذر أسامة هيكل، وزير الإعلام، القنوات الخاصة التي تصر علي عرض المسلسل الذي اعترضت عليه مؤسسة الأزهر ومجمع البحوث، ويشهد المسلسل منذ الإعلان عن عرضه في القنوات الخاصة معارضة كبيرة، حيث أصدر الأزهر الشريف بياناً يحذر فيه القنوات المصرية من عرضه لأن الأزهر يرفض تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية ومنع التليفزيون المصري قبل يوم واحد من حلول شهر رمضان عرض العمل.

ومؤخراً قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة تأجيل البت في قضية منع عرض مسلسل الحسن والحسين إلي يوم 10 سبتمبر المقبل، وذلك في الدعوي المقامة من قبل عدد من المحامين للمطالبة بوقف عرض المسلسل استناداً لمخالفته قرار الأزهر بحظر تجسيد الأنبياء والصحابة علي الشاشة، وجاء قرار المحكمة بالتأجيل لتقديم الأوراق والمستندات اللازمة والتي تثبت صحة موقف مقيمي الدعوي والمدعي عليهم في القنوات لاتي تقوم بعرض المسلسل.

وبالقرار الصادر من المحكمة بالتأجيل يستمر عرض المسلسل علي غرار ما حدث في مسلسل الجماعة للكاتب الكبير وحيد حامد وبطولة إياد نصار ويسرا اللوزي، حيث استمرت دعوي وقف عرض مسلسل الجماعة من قبل أسرة «البنا» بعد شهر رمضان وانتهت بتنازل الأسرة عن الدعوي واكتفت الأسرة بتجهيز مسلسل جديد يتناول سيرة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.

أمر غريب

اللافت للنظر في الدعوي المقامة ضد مسلسل الحسن والحسين أنه يتبناها عدد من المحامين ولا يوجد بينهم أي جهة رسمية وذلك رغم تصريح وزيرالإعلام أسامة هيكل أكثر من مرة بأنه خاطب الفضائيات لمنع عرض المسلسل قبل رمضان وهو ما لم يتم الاستجابة له، فضلاً عن تجاهل الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ أي إجراء قانوني ضد عرض المسلسل.

حملات التأييد

من أبرز الحملات التي تم تدشينها لتأييد وتدعيم فكرة المقاطعة، واستندت الحملات التي تؤيد عرض المسلسل أنه ليس هناك نص قرآني

يشير لتحريم تجسيد الأنبياء، وأكد أعضاء هذه الحملات أنه إذا كان الأزهر معيناً بهذا الأمر ويري أنه من المحرمات، فالجدير تفعيل ما قاله وليس إبداء الرأي فقط.. وقد هاجم أعضاء الحملتين الأزهر مؤكدين أن المسلسل مهم ويرصد فترة تاريخية مهمة.

من جهة أخري، أعلنت نقابة الأشراف رفضها إذاعة مسلسل الحسن والحسين علي أي قناة فضائية مصرية أو عربية، حيث أعلنت النقابة أن رفضها المسلسل ليس انتقاماً من محتواه الفني وإنما التزاماً بقرار الأزهر الشريف كمرجعية دينية، وبرر الشيخ علي عبدالباقي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، سبب رفض المجمع للمسلسل بأن هناك قراراً من مجمع البحوث الإسلامية بتحريم تصوير وتجسيد الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة وبناء عليه أقيمت حملة تحمل عنوان «معاً لإيقاف عرض المسلسل» وحملة «مقاطعة مسلسل الحسن والحسين» و«مع الأزهر لمقاطعة المسلسل» ولا لعرض مسلسل الحسن والحسين و«حملة المليون توقيع لمنع عرض المسلسل»، و«لو بتحب نبيك قاطع المسلسل»، كل هذه الحملات تم التريج لها علي الفيس بوك شبكة التواصل الاجتماعي، واتفق عدد كبير من أعضاء هذه الحملات علي شبكة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» أن مسلسل الحسن والحسين سيخلق نوعاً من الفتنة لما سيتناوله من أحداث هزت الأمة الإسلامية لسنوات بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم ودور اليهود في إشعالها، إلي جانب تجسيد شخصيتي الحسن والحسين وتسليط الضوء علي دورهما.

من ناحية أخري، هناك حملتين فقط تدافعان عن مسلسل الحسن والحسين وهما حملة « مع مسلسل الحسن والحسين «وحملة» تحية لكل من ساهم في إنتاج مسلسل الحسن والحسين» وكل مجموعة لا يزيد أعضاؤها علي 40 عضواً.

لا يمكن أن يوافق الأزهر علي مسلسل يجسد الحسن والحسين وهما من آل البيت، فلا يوجد من بين البشر من هو في طهرهما ولا يعقل أن يجسد ممثل الآن شخصية الإمام الحسين وغداً نراه في دور لرجل فاسق يشرب الخمر ويغازل النساء.

وبين دفاع الشركة المنتجة وفتاوي التحريم تمضي الأحداث وربما ينتهي شهر رمضان ولا يصدر حكم قضائي يدين عرض مسلسل الحسن والحسين والمعروف أن المسلسل إنتاج مشترك بين سوريا والمغرب والأردن ولبنان والإمارات العربية وتصل تكلفة إنتاجه 8 ملايين دولار ومن بطولة علاء القاسم ورامي وهبة وتاج حيدر وخالد مغويري.