رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وغابت شمس الشموس "صباح"

بوابة الوفد الإلكترونية

«يبدو ان عام 2014 رفض المضي بدون تحقيق أمنية صباح الأخيرة في الرحيل فبعد أن احتفلت بعيد ميلادها من خمسة عشر يوماً فضلت أن تكون هي شموعها الأخيرة التي تطفئها... وبدون ضجيج أغمضت عينيها وكأنها تريد مغادرة الحياة كما جاءتها بدون أن يشعر بها أحد».

«فيك تقول كل شيء فيَّ معطل إلا دماغي» هذا ما قالته الفنانة الكبيرة صباح عن نفسها عندما كانت تسأل عن صحتها في السنوات الأخيرة والتي كانت تنتظر الموت أن يدق بابها ليل نهار ولكنها علي الرغم من ذلك لم ترضخ الصبوحة للأحزان بل ظلت امرأة رائعة حتي آخر لحظة من حياتها كانت تفصل لكل مناسبة فستاناً خاصاً لأنها تريد أن تظهر دائماً بكامل أناقتها وعطرها الخاص وكافة الاكسسوارات الملائمة لما ترتديه... الغريب انه تردد أن الأميرة «موزة» كانت تصرف عليها وهو الأمر الذي نفته الصبوحة قائلة: (كل ما حصل انها قامت مشكورة بزيارتي للاطمئنان علي صحتي).. وكانت تردد دائماً: «أحب رولا سعد جداً فهي وفية ومخلصة... وأحب أيضاً ماجدة الرومي التي أهدتني لوحة للقديسة (تيريز) التي أتعبد لها».
رحلت في نفس الشهر الذي ولدت فيه
الفنانة «صباح» ولدت 10 (نوفمبر) 1925 اسمها الحقيقي جانيت جرجي فغالي وكانت بدايتها الفنية بلبنان واستطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة فأوعزت إلي وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق مع معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضي 150 جنيهاً مصرياً عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً، ذهبت إلي مصر برفقة والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفاً علي آسيا داغر في منزلها بالقاهرة وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنياً ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم وفي تلك الفترة اختفي اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم «القلب له واحد»، ويقال ان «السنباطي» لاقي صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان مازال معتاداً علي الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا.
9 زيجات في حياتها أهمها رشدي أباظة ويوسف شعبان وأنور منسي
اشتهرت الراحلة «صباح» بكثرة زيجاتها إذ وصل عدد أزواجها إلي 9 وهم: نجيب شماس (والد ابنها الدكتور صباح شماس) وقضت معه 5 سنوات، خالد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود قضت معه عدة أشهر وحصل الطلاق بسبب ضغط من عائلة زوجها لتطليقه منها، أنور منسي (عازف كمان مصري ووالد ابنتها هويدا) وقضت معه 4 سنوات، أحمد فراج (مذيع مصري) وقضت معه 3 سنوات، الفنان رشدي أباظة وقضت معه خمسة شهور، الفنان يوسف شعبان واستمر الزواج شهر واحد، النائب الأسبق يوسف محمود وقضت معه سنتين، الفنان وسيم طبارة وقضت معه أربع سنوات، الفنان فادي لبنان وقضت معه سبعة عشر سنة.
وقد انتشرت شائعة بعد طلاقها من فادي لبنان انها تريد الزواج بملك جمال لبنان عمر محيو وكان عمره 25 سنة، وتبين انها كانت تساعده علي الدخول إلي المعترك الفني واختلقت قصة الحب والزواج وحاولت مساعدته فنياً وقد أنكرت هذه الإشاعة وتقول لو كنت أصغر بقليل لتزوجته ولم تتزوج من جوزيف غريب حلاقها الخاص وهو أحد الأصدقاء المقربين للشحرورة «صباح»، وأعرب عن استيائه الشديد من خبر زواج الفنانة «صباح» وقال: انها علي فراش الموت والصحافة لا ترحمها بمثل هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة... أما عن علاقة الشاب الذي أعلن عن انه عريس الفنانة «صباح» فهو شاب يدعي «بشير» وقام بالترويج لهذه الإشاعة بنفسه حتي يكسب صيتاً صحفياً من وراء تلك الإشاعة ويستفيد به في عمله الصحفي.
وهي تري ان أغلبية أزواجها كانوا يستغلون شهرتها وثروتها لمصالحهم وهي تقول انهم يسمونها «مدام بنك» لأنها تنفق المال من غير تفكير علي من تحب ومعروف عنها حبها للجمال وللأزياء وتقول أتمني أنني إذا خسرت ثروتي لا أخسر جمالي وأناقتي.
«هويدا» نقطة الضعف الوحيدة
كانت «هويدا» ابنتها من أنور منسي هي نقطة الضعف ففي حياتها عندما أصيبت ابنتها «هويدا» بأزمة صحية في 2006 مما أجبر والدتها «صباح» علي بيع بيتها والإقامة في الفندق وإدخال ابنتها مصحة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، في مطلع سنة 2009 بدأت صحة «هويدا» تتحسن وبالتالي قررت «صباح» إعادة «هويدا» للعيش معها في لبنان، وكان الرئيس الليبي معمر القذافي قد عرض عليها الإقامة في قصر فخم في ليبيا ولكنها رفضت مغادرة بلدها لبنان، شاركت في السينما المصرية ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدي نجماتها ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني.
لها 85 فيلماً بين مصري ولبناني و27 مسرحية لبنانية وما يزيد علي 3000 أغنية بين مصري ولبناني، وتعتبر أول فنانة عربية غنت علي مسرح الأوليمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت علي مسارح عالمية في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك علي مسارح لاس فيجاس وغيرها، كما شاركت في الكثير من المهرجانات أمثال: بعلبك، جبيل، بيت الدين، ومن المسرحيات التي قدمتها: موسم العز، دواليب الهوا، القلعة، الشلال، فينيقيا، شهر العسل، ست الكل، كنز الأسطورة، وهي آخر مسرحياتها وكان إلي جانبها بالمسرحية زوجها السابق فادي لبنان والفكاهي كريم أبو شقرا ورد الخال والأمير الصغير، وكان آخر أعمالها هي أغنية يانا يانا والتي سبق لها تقديمها بالسابق إلا انها عادت وقدمتها بتوزيع موسيقي

جديد وشاركت معها الغناء رولا سعد... الطريف أن الإذاعة المصرية أصدرت قراراً بوقف إذاعة «ياه» والتي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب وبررت ذلك بأن الاعتراض ليس علي كلمات الأغنية أو اللحن ولكن اعتراضاً علي الأداء المثير لـ«صباح»، حيث لجأت إلي الدلع بطريقة مثيرة خلال نطق لفظ «ياه» وهو ما رأوه مثيراً بالنسبة للرجال من جهة وللفتيات المراهقات من جهة ثانية حيث سيعبر عن فهم عاطفي متدفق «عبدالوهاب» لم يرض بمنع الأغنية لفترة طويلة، علي الرغم من أن ذلك كان دعاية جيدة للأغنية وللحن، فعرض علي مدير الإذاعة تسجيل الأغنية  بلا دلال مثير، وبالفعل وافقت الإدارة، وقامت الشحرورة اللبنانية بتسجيلها مجدداً وأفرج عن الأغنية السجينة علي الفور.
مشوار طويل مع السينما
شاركت الفنانة الكبيرة «صباح» عبر مشوارها السينمائي الكبير بطولة العديد من الأفلام أمام نجوم الفن السابع، وكان لها حضور كبير وسط هذه الكوكبة من الأسماء، وبالتالي استطاعت هذه الفنانة الراحلة أن تجسد عشرات الشخصيات التي لازالت محفورة في وجدان المشاهد العربي ولم يقتصر متابعوها علي جيل معين من الأجيال بل ان أفلامها لازالت تحظي باهتمام شديد حتي من الأجيال الشابة، أهم تلك الأفلام «القلب له واحد» كانت مع أنور وجدي وسليمان نجيب وميمي شكيب ومني، وهو أول ظهور لـ«صباح» علي شاشة السينما، التقت في «فندق الأحلام» مع الفنان الكبير دريد لحام... وفي «هذا جناة أبي» مع سراج منير وفردوس محمد وزكي رستم.. ومع محمد فوزي في الآنسة ماما ومع حليم في «شارع الحب»، وفي «الرجل الثاني» مع رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار وسامية جمال ومع أحمد مظهر وإسماعيل ياسين في «العتبة الخضراء» وعماد حمدي في «الرباط المقدس» وفي «الليالي الدافئة» ومع فريد شوقي في «مجرم في إجازة» ومع حسين فهمي في «ليلة بكي القمر» و«لحن حبي» مع فريد الأطرش.
للفنانة «صباح» علاقة خاصة بالمغرب وملك المغرب والمغاربة وقد صرحت أكثر من مرة انها تحب الملك الحسن الثاني حباً خاصاً وأنها كانت دائماً تتمني أن يستدعيها إلي المغرب لإحياء سهرات خاصة، كما قالت ان أحسن لحظاتها الفنية شعرت بها عندما كانت تغني في حضرة الملك الحسن الثاني وامتلكتها غبطة لم يسبق أن شعرت بها من قبل عندما اقترح عليها الملك أن تغني بصوتها أغنية عبدالوهاب الدكالي «ما أنا إلا بشر»... بدأت «صباح» في حفظ الأغنية علي التو وتلتها علي مسامع الملك بدون موسيقي قبل أدائها لأول مرة رفقة الجوق أمام جلالته، وتقول «صباح» بدأ إعجابها بالملك بتقوي ويتسع عندما عاينت أكثر من مرة أنه كان يندمج وسط المجموعات الغنائية والفرق الموسيقية في السهرات الخاصة ويساهم في الغناء معها أو مصاحبتها بالعزف.
< جانيت="" فغالي="" ابنة="" شقيقة="" الشحرورة="" كتبت="" رسالة="" لـ«صباح»،="" كشفت="" بعض="" أسرار="" حياتها="" العائلية="" وقامت="" بنشرها="" علي="" موضع="" التواصل="" الاجتماعي="" «فيس="" بوك»،="" قالت="" إلي="" «صباح»:="" «كان="" لك="" الفضل="" الكبير="" بعد="" وفاة="" جدتي،="" توليت="" مسئولية="" إخوتك="" وبعد="" طلاق="" أمي="" وموت="" زوج="" خالتي="" «سعاد»="" تولت="" رعايتنا="" أنا="" وابنة="" خالتي="" «ليلي»="" سجلتنا="" في="" أفضل="" مدرسة="" وهي="" مدرسة="" الحكمة="" برازيليا،="" وتابعت:="" «أتذكر="" ليالي="" عيد="" الميلاد="" حيث="" كانت="" الصبوحة="" تجمع="" كل="" عائلتها="" في="" منزل،="" حيث="" كان="" الأطفال="" ينامون="" بانتظار="" هدايا="" بابا="" نويل="" التي="" يتلقونها="" صباح="" العيد،="" وكانت="" الصبوحة="" تحرص="" علي="" شراء="" أجمل="" الهدايا="" لتزرع="" الفرحة="" علي="" وجه="">
وأضافت عبر رسالتها: «بالرغم من التزامات الشحرورة الكثيرة، إلا انها كانت تحرص علي الاحتفال مع أطفال العائلة بأعياد ميلادهم وتغني لهم فيشعرون بالفخر في حضرة زملائهم وأصدقائهم، فالشحرورة هي أهم الثانية وكل الأطفال يحسدونهم علي أنهم يعيشون في كنف النجمة المتألقة حباً ونجومية».