رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رباب كساب: حزني كبير بعد رحيل "ناجي"

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ مدة طويلة وأنا أخشى هذا اليوم، يوم أصبح فيه فأجدهم يقولون إنك رحلت، دعنى أقول لك ما لم أقله فى حضرتك أعلم أن الكلام سيصلك، روحك الشفافة سيصل لها كلام محبينك.

شاركتنى ذكرياتى ولم تكن تعرف، عرفت حرفك فدرت أبحث عمن تكون على أهتدى إليك فخرجت من رواية لأخرى وأنا أتمنى فقط أن أعرفك شخصياً، قرأت العايقة بنت الزين ثم لحن الصباح فإذا بصديقة لى تضع بين يدى الأفندى فقرأت وقرأت وصرخت مع بطلتك يا وعدى، بتنا نترنم أنا وصديقاتى بالكلمة طويلاً، وكلما حدثنى أحد عن كتابة الروايات وكتابها فكنت أقول على الفور هل قرأت لمحمد ناجى؟ كأن لا سواك، كأن لابد أن يمر بكتاباتك كل من شغله الحرف، بحثت عنك عن الشاعر الذى صال وجال فى السرد وجرنى خلف عباراته وجمله وحكاياته، ثم جاءت خافية قمر فلم أتمالك رغبتى التى كنت أسر بها لأصدقائى من منكم يعرف محمد ناجى ليعرفنى به، كنا صغاراً بلا أحد نتلمس خطانا فى طريق الأدب ومعارفنا لا تتعدى بعضنا البعض.

بدأت الأخبار تتردد عن مرضك فكنت أدعو لك كما كنت أدعو لأبى، لقد مسست منطقة بداخلى تخصنى وحدى، لم أكن أرى رباب بين سطورك لكنى كنت أصل لمنطقة إحساسك فشعرت أن لى مكانا خاصا فى حكاياتك.

سافرت إلى فرنسا ولم نلتق، سافرت وتركت لنا (ليلة سفر) لم تكن بجمال ما سبقها وحزنت لكنى سرعان ما نسيت، فلتعد ولتكتب ما تشاء وسأقرأ مهما يكن، بت أتسمع أخبارك وأسمع ممن يعرفونك وصرت أعرفهم عنك وعن خلقك الجميل وأدبك ورقيك، كنت

راقياً فى الواقع وعلى الورق، أخبرنى الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد بأنه سيزورك فى زيارتك الأخيرة لمصر خجلت أن أطلب الذهاب إليك، كنت أعرف نفسى وضعفها، فى حضرة من أحب سأصمت، قد أقول عبارة غبية، قد يتوه منى الكلام فتكرهنى، لم أستطع رؤيتك مريضاً، أعرفنى وضعفى، أرسلت سلامى الذى وصلك مع صديقك وعمى كما أحب أن أناديه، قال بصوته الضاحك: أنا عند حد لازم تكلميه، هتفت قائلة: ناجى.

جاءنى صوتك الهادئ الطيب عبر الهاتف فتلعثمت وسيطر على الخجل كطفلة صغيرة لا تعرف كيف تتحدث إلى الكبار فـــ (طبطبت) علىَّ بكل ما تحمل الكلمة من معنى وشكرتنى، فقلت على ماذا أستاذى؟ قلت أتابعك وأعرف كتاباتك ومواقفك، طارت بى الدنيا وأمسكت دمعة كادت تفر منى ولم تكن لتراها، وتساءلت هل حقا حدث هذا؟ هل سمعت بأذنى تلك الكلمات؟!

هل هناك بشر مثلك؟!

حزن كبير أستاذى، حزن بلا دموع، ورثاء لى عزائى أنك تخلصت من أوجاعك وارتحت من عالم البشر، روحى ترجو لك الرحمة.. سأدعو لك حتى نلتقى هناك.