رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دكاش: الأسوار العالية صرخة في وجه المجتمع

زينة دكاش
زينة دكاش

عندما تتحول حياتك إلى سجن، وتدفن حريتك داخل أسوار مظلمة، فعليك أن تبحث عن مخرج لهمومك، واذا كانت المرأة الكائن المسكين فى عالمنا العربى.

بطلة فيلم «الأسوار العالية»، فعلينا أن نتوقف امام الظروف التى دفعتها لهذا، وحاولت المخرجة اللبنانية «زينة دكاش» تقديم قصص المرأة السجينة فى فيلم سينمائى.
لتضع أمام المشاهد حكايات مأساوية بطلتها شهرزاد، ولكن شهريار كان دافعاً للجريمة فى اكثر الحكايات، حصل الفيلم على إعجاب الجمهور والنقاد فى مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ36، ومنح جائزة صلاح أبوسيف لأحسن فيلم عربي، وقدرها 50 ألف جنيه، وغابت دكاش عن استلام جائزتها بسبب سفرها قبل ختام المهرجان، ولكنها حلمت أن يحظى فيلمها بجائزة من مهرجان القاهرة لأهميته العالمية، ولأنه يحمل اسم مصر التى تعشقها، وترى أنها وثيقة التعارف بين المبدع والجمهور، وتصنع نجوميته، فكثير من الممثلين اللبنانيين حققوا شهرة كبيرة من مشاركتهم فى الدراما والأفلام المصرية، فالجمهور المصرى ذواق للفن.
وتروى «دكاش» مأساة السجينات فى لبنان والمهانة التي يتعرضن لها، وتبرهن في فيلمها على أن المرأة تحتاج الى قانون يحميها، ويساندها فى محنتها ونظرة المجتمع لها بعد خروجها من السجن، وقالت أنها قدمت تجارب عديدة عن السجون من خلال المسرح وحكايات شهرزاد عرضت كمسرحية على مسارح لبنان فى 2008، وحولت الى السينما، ووظفت الغناء والموسيقى والرقص كعلاج للمرأة السجينة، لتغسل همومها وتعطى لها ثقة بالنفس، واعتقد ان الفنون خير علاج للمرأة، فالقانون لا يحمى.
وقالت زينة: حاولت أن أعيش التجربة بنفسى فحملت كاميرا، وسجلت مع السجينات وتعرفت على قصصهن، وجمعتها واحتفظت بها إلي ان جاءت لى فكرة عمل مسرحية ثم الفيلم فاستعنت فيه ببعض السجينات لتكون المشاهد حية وحقيقية، وقالت اعتبر الرجل محور مصائب المرأة، فهو يضطهدها إما بالزواج عليها

أو بالخيانة فتدافع عن نفسها بقتله، أو يعاملها معاملة سيئة من ضرب وشتيمة وإهانة.
فالفيلم صرخة إنسانية فى وجه المجتمع والقانون، وشهرزاد بداية لمشروع العلاج بالدراما داخل أسوار سجن بعبدا للنساء، والذى بدأ ينفذ على السجناء جميعاً.
وسعدت دكاش بنجاح تجربتها التى تتمنى ان تعمم فى الوطن العربى، وقالت إن مصر بها جمعيات أهلية والمجالس القومية التي تدافع عن حق السجينات والاهتمام بهن وبأولادهن، وتقوم بزيارتهن بصفة دائمة، وساهمت فى معارض للرسم الذي تقوم فيه السجينات بمزاولة الأنشطة المحببة لهنّ وعرض لوحاتهنّ للجمهور، علاوة على المشروعات المنتجة، مثل حياكة الملابس البيضاء والخاصة بالسجن للسيدات والرجال كنوع من الاكتفاء الذاتي، والأشغال اليدوية والتطرير.
وانتقدت دكاش القوانين اللبنانية التى لا تهتم بالمرأة اللبنانية ، والقانون الذى صدر فى لبنان مؤخراً قانون لحماية الأسرة كلها، فللأسف الكل يعتقد أن المرأة اللبنانية متحررة، ولا تعانى أى مشكلات، فالكل ينظر للبنانية فى العاصمة فقط لكن عندما ندخل للقرى والمناطق الفقيرة، سنجد أن المرأة بلا حقوق، ويتم تزويجها وهى فى سن صغيرة، وتضرب من زوجها، ولو تزوجت المرأة اللبنانية من زوج أجنبى وأنجبت لا تستطيع أن تعطى ابنها الجنسية اللبنانية.