رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماسبيرو فى غيبوبة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحدثنا كثيراً عن كذب وادعاءات قناة الجزيرة، وقدرتها علي لي ذراع الحقيقة، وتحدثنا كثيراً عن قيام هذه القناة التي تعمل ليل نهار ضد مصر وشعبها، وكم الفبركة التي تقوم بها لإقناع العالم من حولنا أن ما حدث في مصر بعد 30 يونية هو انقلاب.

والحمد لله أن الشارع المصري استطاع أن يقتنع أن هذه القناة تعمل ضده، وضد الوطن العربي، وهي أحد أسباب المشاكل التي نعانيها في عالمنا العربي، وقلنا: إن سقوط الجزيرة كمصدر إخباري، يجب أن يتبعه خطوات من الإعلام المصري تقول إننا بخير، ونمتلك قنوات جديرة بأن تجذب المشاهد المصري والعربي، تجعلنا نبحث عنها من بين مئات القنوات لكي نحصل منها علي الخبر الجاد والحقيقي ومن عندها نستقي الحقيقة، لكن يوماً بعد يوم يثبت الإعلام المصري أنه لا يريد أن يعود رائداً كما كان، يرفض أن يعود المدرسة التي تخرج فيها كل الإعلاميين العرب، يرفض أن يعود لمكانته.
عصر الجمعة الماضي توقفت قلوب المصريين، واتجهت أبصارها نحو شمال سيناء بسبب قيام الإرهاب الأسود بجريمة جديدة ضد كمين «كرم القواديس» وراح ضحيتها حتي كتابه هذه السطور 30 شهيداً و26 مصاباً من أبناء مصر والقوات المسلحة، والطبيعي في هذه الحالة أن الناس تمسك بالريموت كنترول لكي تنتقل بين القنوات والفضائيات لتحصل علي آخر أخبار هذا الحادث المؤلم، وبالفعل أول من نقلت الخبر كانت «سكاي نيوز العربية» التي تبث برامجها من الإمارات العربية، ثم وجدنا الـ «سي بي سي إكسترا» تقدم تغطية مباشرة عن طريق بعض الزملاء المراسلين الصحفيين في سيناء، وعندما ذهبنا بالريموت كنترول نحو الفضائية المصرية وجدناها تعرض فيلم «هجرة الرسول» بمناسبة رأس السنة الهجرية، وظل هذا الوضع لحين انتهاء الفيلم في الخامسة تقريباً وتبعه موجز لأهم الأنباء الذي تناول الخبر، تأخر الفضائية المصرية في نقل الخبر وعملية تغطية دقيقة بدقيقة، من هناك أتصور أنه يمثل سقطة جديدة في حق الإعلام المصري، خاصة أن جموع المصريين حول العالم وداخل مصر أيضاً علي اعتبار أن القنوات الأرضية رحلت إلي غير رجعة ولم يعد هناك شيء اسمه قنوات أرضي بحكم التطور الذي حدث، كل المصريين كانوا يتمنون أن يعلموا بالحدث ويتابعون تغطيته من قناتهم، وهذا أقل ما يقدم للمشاهد المصري، خاصة أن ماسبيرو يمتلك إمكانيات فنية وبشرية هائلة، وأتصور أن دخوله لأي مكان أمر أكثر سهولة من أي قناة أخري، علي اعتبار أنه

يمثل الدولة، وبالتالي فالمسئولون في موقع الحادث، يكونون أكثر طمأنينة لكاميراته من أي قناة أخري، أحداث كثيرة تحدث علي أرض مصر ليست علي مستوي الحوادث الإرهابية فقط، ولكن هناك أحداثاً فنية ورياضية تعمل بالفضائيات الأخري علي نقلها بالملايين، في الوقت الذي تكون فيه متوافرة للتليفزيون المصري مجاناً، ونجد التليفزيون إما أن يسجلها ثم يعرضها كـ «الطبيخ البايت» أو يتجاهلها، وهذا أمر غير مقبول، الفضائيات علي مستوي العالم تتعامل الآن مع أي حدث مثل الصحف علي أنه سبق، ولابد أن يفوزوا به، إلا ماسبيرو تأتي قيادات وترحل قيادات، و«السيستم» كما هو.
الغريب في الأمر أن موظفي ماسبيرو هم أكثر فئات الدولة حصولاً علي حقوقهم، و90٪ من الفنيين والمخرجين وحاملي الكاميرات يعملون في قنوات خاصة، وأتحدي أن أحد ممن يعملون في الفضائيات الخاصة يستطيع أن يتأخر عن أمر تصوير واحداً لعدة دقائق، لكنهم يتعاملون مع ماسبيرو بشكل ومنطق آخر، لذلك تراجع وتخلف تليفزيون مصر عن الركب، وأصبحت شاشته لا تمثل أي اهتمام للمشاهد، ولذلك لن نندهش عندما تخرج الشيخة «موزة» في حديث لها تقول: كيف للإعلام المصري بكل تاريخه الطويل أن يعجز عن مجاراة قناة الجزيرة؟
وهو سؤال منطقي لأننا عجزنا أن نصد أكاذيب الجزيرة بطريقة عملية واكتفينا بالتصدي لها من خلال أقلام الصحفيين والكُتاب.
بطبيعة الحال ماسبيرو مطالب بتطوير نفسه سريعاً، قبل أن يموت إلي الأبد، وكل ما يرجوه المشاهد المصري أن يعي المسئولين عن الإعلام المصري أهمية وقيمة التاريخ لهذا المبني، والمسئولون عن ماسبيرو الآن يستطيعون أن يدخلوا التاريخ من جديد لو استطاعوا أن يمنحوه قبلة النجاة.