رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"هرقليز" يكسر الشكل الكلاسيكي لأفلام الأساطير

مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم

في عالم السينما الآن لا صوت يعلو فوق صوت الإبهار والتكنولوجيا.. حتي ولا أسطورة «هرقليز» التي يعشقها الملايين وهذا ما أيقنه المخرج بريت راتنر أحد أهم صناع السينما في هوليوود الآن وصاحب أفلام Mone Talks، وRush Hour، ومنتج فيلم جوليا روبرتاس Mirror Mirror والذي أبهرنا بقصة سنو وايت.

من هذا المنطلق والابهار بالجرافيك وتقنياته الجبارة واستخدام أسلوب «ثري دي» في المعارك أعاد إلينا هرقليز بشكل مختلف بمغامرة مشوقة في أعماق التاريخ الأسطوري، حيث الوحوش الضخمة والشرسة لا مثيل لها وأسلحة قديمة وأحداث خرافية وقوي إلهية وأشرار غير عاديين وقوي سحرية، ومن خلال سيناريو ريان كوندال وإيفان سبيليوتوبولوس، اللذين مزجا الفتوحات العسكرية، والاضطرابات القبلية والطموحات الإمبريالية، في عالم يحتاج إلي القوي الأسطورية، ورغم ان هرقليز غير مقتنع تماماً أنه يملك هذه القوي ليظهرها، فهو رافض تماماً لأسطورته وشهرته، ويريد أن يتخلي عنها، فتكون فرصته الأخيرة ليتخلص من وسواسه ويصبح بطلاً مرة أخري»، والفيلم مستوحي من الرواية المصورة «حروب هرقليز»، المغرقة في الواقعية ومنها جعل «بريت» هرقليز أفضل مما كان بقصة كاملة من هرقليز الإيمانية. وهو بذلك مع المؤلف الأصلي للرواية الكاتب البريطاني ستيف مور، كسرا الشكل الكلاسيكي لأفلام الأساطير اليونانية، والتي غالباً ما تتم في إطار غارق في الخيال أو حتي الرسوم المتحركة، فقد أخذوا كل الأساطير الرائعة عن هرقليز ولأن بريت كان من المعجبين بشخصية هرقليز «كما أعلن سابقا» منذ أن كان صبياً، لهذا جاء إلي المشروع وهو ممتلئ بالحماس والعاطفة مما جعله يقدم أفكاراً لا تصدق». ولعل وجود دواين جونسون في البطولة أعطاهم أبعاداً وراحة أكبر في كتابة السيناريو بإضافة المرح والكاريزما لشخصية هرقليز، لأن داواين جيد في إظهار هذه الجزئية، وجعل هرقليز من لحم ودم وتقديمه إلي الحياة بكل ما يحمله من براعة وإبداع وقوة لأنه رمز وبطل في عالم WWE. وجونسون ليس فقط له شكل وتكوين الشخصية، بل هو أيضا يحلم منذ طفولته ان يقدمها، لذلك كان يتدرب من بزوغ الفجر كل يوم، ومع أنه قدم العديد من أفلام الأكشن الكبيرة من قبل ولكن في هذا الفيلم له بريق خاص حيث القتال والمتعة والعاطفة»، فصدقه المشاهد عندما ظهر بملابس الأسد ولعل تدريبه المكثف لمدة ثمانية أشهر، ساعد علي نحت جسده بالشكل المطلوب وزيادة قدراته القتالية الموجودة ولكن بالشكل الذي يليق بالعصور القديمة والطريف أنه كان يتناول 8000 سعر حراري في اليوم، بسبب التدريب.. وشارك في العمل إيان ماكشين الحاصل علي جائزة جولدن جلوب مقدما شخصية أمفياروس صديق هرقليز المقرب ومرشده الروحي، ويقول عنه المخرج «إيان ممثل مبدع ورائع، تعامل مع الشخصية بشكل فوق الرائع»، وأمفياروس لا يعرف الخوف، ولكنه في نفس الوقت ليس غبياً، ويوجه هرقليز دائماً لفعل الصواب». أما الممثل الانجليزي روفوس فقام بأداء شخصية أوتوليكوس صديق هرقل الحكيم والقوي، ويبهرك الممثل النروجي أكسيل هيني «تيديوس» الناجي الوحيد في أرض تراقيا والمخلص لهرقليز وهي شخصية تحمل كماً من المشاعر، والكثير من الغضب، والذي لا يمكن ان يعبر عنه بالكلام، مما يضفي سحراً خاصاً علي الشخصية». والنرويجية أنجريد بولسو بيردال قامت بدور المرأة القوية أتلانتا رمزاً للمرأة القوية، ومن أجل الإعداد لدور أتلانتا أمضت أنجريد عدة أشهر في التدريب الشاق مع خبير الرمح والقوس ستيف رلفس، لتعلم طرق القوس والتصويب، وقد جعلتنا نصدق أنها بالفعل قوية وصعبة المراس. أماريس ريتشي «المرتزق أيولوس» ابن عم هرقل.
ومع هذا الفريق من الممثلين المدربين انتقلنا مع المخرج إلي عصور قبل الميلاد وزمن الأبطال الأسطورية اليونانية، بطريقة مثيرة وحديثة ببناء مجموعات لأماكن التصوير من الصفر، ولإيجاد أماكن ضخمة مربعة الشكل تتناسب مع العمل ومن أجل ذلك سافر صناع الفيلم إلي استوديوهات Origio في المجر، حيث استخدم الفيلم كل الاستوديوهات السبعة بجانب المساحة الخلفية الشاسعة، فكانت ملحمة وأماكن تصوير لا تنسي،

مع خلق مشاهد معارك لا تصدق مع الخيول، والعربات ومئات من المحاربين، وهذا ما برع فيه مدير التصوير دانتي سبينوتي الحاصل علي ترشيح للأوسكار مرتين، فأدخل الجمهور بالفعل إلي عالم هرقليز، وزاد من الإبهار تصميمات «جان فنسنت» المذهلة التي جلبت وجهة نظر جديدة ورائعة، لقرية بيسي من أرض تراقيا، والتي أصبحت موقع معركة شرسة، فظهر كل شيء كأنه حقيقي وشعر الجمهور بذلك. واستطاعت أيضا مصممة الأزياء جاني تميم أن تعبر بالأزياء عن هذا العصر وتجلبه علي قيد الحياة، وكانت تصاميمها السبب في زيادة التركيز علي الواقعية وتحمل رائحة خاصة، وشعر الجميع بأنها بالفعل قادمة من هذا العصر، وقد بدأت جاني العمل مع أزياء هرقل وقد قامت بالكثير من الأبحاث وقررت أن تجعله يرتدي رأس أسد وملابس مصنوعة من جلد الأسد، وإعطائه شعراً طويلاً. ثم ننتقل إلي داخل الأراضي الطازجة، حيث الحروب البدائية والخرافية فصدقناها بسبب براعة منسق الحيل جريج باول ومنسق المعارك آلان بوبلتيون، والذي بدوره أحضر مجموعة ممن يعملون دوبلير، ليؤدوا المشاهد الخطيرة من إنجلترا وكندا ونيوزيلندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا، وكذلك مجموعة من الفرسان المهرة من إسبانيا، علي رأسهم ريكاردو كروز الأب، وقد عمل باول وبوبليتون مع فريق العمل قبل بدء التصوير بشهر لضمان خروج شكل المعارك بطريقة واقعية وحقيقية، كما تم تدريب الخيول لعدة أشهر لتعتاد علي أجواء المعارك ولا تنفعل أثناء التصوير.
وبهذا العمل استطاع المخرج بريت راتنر إعادة البطل الأسطوري هرقليز بنسخة تناسب القرن الحالي وترفع الأدرينالين في دم الجمهور، مع بطل عالم الملاكمة دواين جونسون بأسطورة في التاريخ ممزوجة بقصة رجل حقيقي يقود فريق من المحاربين لإنقاذ البشرية، فهرقليز الذي وُلد مع قوة الإله لانه ابن كبير الآلهة زيوس، ولكنه يعاني كما البشر وفي الوقت نفسه يحمل قوة لا يمكن ان يحملها بشر، يشتهر بمغامراته وقوته التي لا مثيل لها ومنها الـ 12 مغامرة التي خاضتها، والتي كانت أكثر أشهر وأخطر المهام في تاريخ اليونان القديم، ولكن بسبب حادث ومأساة في ماضيه تم كسره ليصير إنساناً مهزوماً، تحول هرقل إلي مرتزق متجول يقدم خدماته مقابل الذهب ويكتفي البعض بسمعته لتخويف أعدائه، وابتعد عن أسطورته ومعه خمسة من أتباعه المخلصين، ولكن بعد أن يطلب منه حاكم تراقيا وابنته المساعدة، يقود حملة لإنهاء الحرب الأهلية الدامية في أرض تراقيا، ويعيد الملك الشرعي للعرش، ليجد نفسه مدفوعاً ليتخطي الحدود التي كان يتخيلها بشكل لا يصدق، مختبراً قوة هرقليز الأسطورية، مع عالم متعطش للعدالة، ليجد نفسه يعود البطل الأسطوري الذي يريده الجميع.