رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكاريكاتير السياسي منذ ثورة عرابي حتى 25 يناير

رانيا صالح
رانيا صالح

فن الكاريكاتير كان ولا يزال حاضراً وشاهداً على أهم  محطات التاريخ منذ نشأة هذا الفن حتى الآن, وهو يساهم فى تسجيل الأحداث التاريخية تسجيلاً موثقاً ويذكرنا بالفن المصرى القديم الذى سجل الأحداث التى مرت بها مصر على مر العصور, ومؤخراً صدر كتاب جديد بعنوان " الكاريكاتير السياسي منذ ثورة عرابي حتى ثورة 25 يناير" للكاتبة والباحثة رانيا صالح  الحاصلة على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن دار نشر مكتبة جزيرة الورد.

يحتوي الكتاب على ستة فصول في 521 صفحة من القطع المتوسط يتناول فيهم ملامح الكاريكاتير السياسي منذ آواخر القرن التاسع عشر وحتى ثورة 25 يناير 2011, بدءاً من ثورة عرابي ضد الظلم والاستبداد، ومروراً بتصاعد المقاومة الشعبية والحركات الوطنية ضد الاحتلال البريطاني والتي نجحت في إشعال ثورة 1919، ثم فترة الثلاثينيات التي شهدت مظاهرات ضد إلغاء دستور 23، وفترة الأربعينيات التي شهدت المزيد من سياسات الاحتلال القمعية والتي كان على رأسها حادثة 4 فبراير، وفترة الخمسينيات التي شهدت ثورة 1952 التي بها أسدل الستار عن 148 عاماً من حكم سلالة محمد علي, ثم فترة حكم محمد نجيب القصيرة جداً وصعود نجم جمال عبد الناصر الذي شهد عهده اشتعال روح الانتماء إلى الوطن الأكبر الوطن العربي تحت دعوى القومية العربية.
تحدث الكتاب أيضاً عن قرار تأميم قناة السويس الذي أسفر عن عدوان 1956، وقرار غلق مضيق تيران أمام السفن الاسرائيلية الذي أسفر عن نكسة 1967, ثم فترة حكم أنور السادات التي اتسمت بالكثير من المفارقات والمفاجآت السياسية وعلى رأسها نصر أكتوبر 1973، ومباحثات السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد 1978-1979, وأخيراً فترة حكم ثلاثين عاماً لحسني مبارك التي تدهور خلالها وبشكل ملحوظ دور مصر الريادي في مجالات عدة, والتي سقطت بثورة 25 يناير السلمية التي استطاعت أن تخلع رأس النظام وإن لا يزال أمامها الكثير من التحديات والصعوبات.
فكرة الكتاب الرئيسية تلخصها رانيا صالح فى المقدمة التى إستهلتها بقولها "قد تكون الرسوم الكاريكاتورية مجرد مجموعة خطوط على ورق أبيض ولكن وقعها كثيراً ما يكون أشد قوة من الرصاص أو لسعة الكرباج. فقد خطت لحظة بلحظة ملحمة من المشاعر والأحاسيس التي نبض بها الشارع المصري والعربي، فحاربت الاستعمار وناهضت الهيمنة الغربية وناصرت ممثلين للوطن من أمثال سعد زغلول، وتصدت لقرارات حكومية مثل دستور 30 ونادت في وقت ما بالقومية العربية وناضلت ومازالت من أجل القضية الفلسطينية، وتربصت ومازالت بكل مسئول فاسد وسلطت الضوء ولاتزال على المساحات المظلمة والقبيحة من حياتنا اليومية في قالب فكاهي ساخر."
وأشارت الكاتبة إلى دور رسامي الكاريكاتير في تشكيل الرأي العام وشحن قوى الشعب مع أو ضد بعض القضايا المطروحة. وقالت أنهم مهدوا الطريق لثورة 1952 ورفعوا الروح المعنوية ضد العدوان الثلاثي

1956 وعملوا على تعبئة الشعب للترحيب بحرب 1967 ونادوا بوجوب رجوع الأرض بالقوة في فترة حرب الاستنزاف واحتفلوا بنصر أكتوبر 1973 وبكوا اغتيال السادات 1981، وناهضوا العدوان الإسرائيلي وتمسكوا بموقفهم ضد غزو العراق، وحرضوا ضد الفساد والتوريث وانتهاكات الشرطة وسوء المنظومة التعليمية وطالبوا بحلول للبطالة، ورفعوا شعارات مطالبة بالتغيير وإلغاء قانون الطوارئ.
تعرضت الكاتبة أيضاً للحالة النفسية لرسامي الكاريكاتير التي تتسم في أغلب الأحيان بالاحباط، حيث تقول: "وليس غريباً مدى الاحباط الذي يشعر به رسام الكاريكاتير في مصر، فهو يرى صورة أدق وأشمل للوضع الحالي، وهذا بحكم عمله الذي يجعله أقرب للكواليس وصناع القرار من المتلقي العادي".
أشار الكتاب أيضاً إلى رؤية رسامي الكاريكاتير لمستقبل الكاريكاتير ما بعد ثورة 25 يناير، والرموز الكاريكاتورية المحلية والعربية والدولية وقضية معاداة السامية والمناسبات الكاريكاتورية المتكررة سنوياً والتي لا يمكن تجاهلها.
وأوضحت الكاتبة دور الكاريكاتير الحقيقى الذى ساعده فى ان يصل إلى مكانة عالية وسط الناس حيث قالت  " لعبت الرسوم الكاريكاتورية دوراً رئيسياً في تشكيل الرأي العام وتخفيف حدة التوتر وتفريغ شحنة الغضب. ومن المدهش والمحبط في آن واحد أن الكثير من الرسوم الكاريكاتورية، خاصة تلك التي تلت ثورة 1952، مازالت صالحة للنشر إلى يومنا هذا. وهذا يرجع لتناولها نفس القضايا والمشاكل التي نعاني منها الآن."
جدير بالذكر أن رانيـــا صالح  كاتبة وباحثة ومؤلفة قصص أطفال, تم نشر أعمالها في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية, وهى حاصلة على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام من الجامعة الأمريكية بالقاهرة, وزميلة معهد رويترز للدراسات الصحفية بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة, وعضو نقابة الفنانين التشكليين بمصر, وهى أيضاً محاضرة تدرس مواد الإعلام والحملات الإعلانية والجرافيكس والمالتي ميديا والعربية لغير الناطقين بها . لها العديد من الأبحاث الأكاديمية التي قدمتها في عدد من المؤتمرات الدولية, والتي تم نشرها في بعض الدوريات الدولية المتخصصة.