رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يسري نصر الله: انهيار السينما بدأ في السبعينيات

بوابة الوفد الإلكترونية

يسري نصر الله، أحد أهم مخرجي السينما المصرية، المتتبع لخطواته منذ فيلم «سرقات صيفية» 1988، يعلم وجهته السياسية عندما اختار فكرة الفصل بين مصر وسوريا في أول أعماله مرورا بـ«باب المدينة»،

الذي كشف خلاله أمراض الشعب المصري حتي «باب الشمس»، الذي ناقش خلاله الهوية الضائعة و«جنينة الأسماك» بأزمة سيكولوجية وهي الخوف في حياة الإنسان، حتي فيلمه «شهر زاد»، وأزمة المرأة وأخيرا «بعد الموقعة»، الذي شارك في مهرجان «كان» قبل عامين يعي تماما أن هذا الرجل له وجهة نظر مختلفة في أعماله، حتي اهتمامه بحضور كل العروض خاصة للوجوه الجديدة بل ويهتم بحضور كل الأعمال العالمية حتي لو اضطره الأمر للسفر لمشاهدة فيلم فقط، هو ما يؤكد تماما أنه يمتلك رؤية سياسية وفنية مختلفة ومتجددة.. قابلناه أثناء حضوره افتتاح تجربة «زاوية» في مصر بعرض فيلم سعودي «وجده».
< كيف="" تري="" فكرة="" تجربة="" عرض="" الفيلم="" السعودي="" «وجده»="" في="">
- شاهدت الفيلم في باريس وأعجبني لأنه تجربة جريئة، وفكر تقديم أفلام من هذه النوعية من إخراج وتأليف المرأة فيما يعرف بالسينما النسائية في السعودية أمر في غاية الجرأة والفيلم تكنيكيا متميز للغاية وأري أنه من أجمل الأعمال التي شاهدتها ويستحق الجوائز التي حصدها فعندما شاهدت الفيلم كانت صالة العرض مليئة بالحضور وصفقوا في نهاية الفيلم لأنه يتناول قصة كفاح فتاة سعودية تلتحق بمسابقة لتلاوة القرآن لتحصل علي ما تحتاجه من أموال لشراء الدراجة الخضراء التي تحلم بالحصول عليها وأعتقد أن عرضه في مصر سيحقق نجاحا كبيرا.
< كيف="" تري="" إتاحة="" فرصة="" عرض="" أعمال="" لجنسيات="" عربية="" في="">
- أراه بداية حقيقية وطيبة ونوعا جديدا من التحدي نحو ثقافة محترمة، فأنا سعدت بفكرة عرض فيلم في مصر بهذه الآلية، خاصة أن وجود أول قاعة خاصة للسينما مختلفة تعرض أفلاما ليس لها علاقة بالموزعين التجاريين المصريين أمر يسد فراغا ضخما بالثقافة لأننا للأسف بدأنا في تكوين ثقافة تجارية أمريكية استهلاكية بعيدة تماما عن المشاهدين الذين يحبون مشاهدة السينما، لأن المتاح في مصر الآن أفلام مصرية منها أفلام مستواها رديء وأخري مستواها مقبول وهو نفس الحال مع الأفلام الأمريكية.
< في="" رأيك..="" هل="" إلغاء="" نوادي="" السينما="" بقصور="" الثقافة="" كان="" عاملا="" سلبيا="" لعرض="" هذه="" النوعية="" من="" الأعمال="" في="">
- أتذكر في شبابي أنني شاهدت في دور العرض المصرية أفلاما روسية وكان هناك تنوع ضخم في السينما وشاهدت في سينما راديو أفلام فيلييني وشابرول واليا كازان وميندل من تشيكوسلوفاكيا، كان لدينا أفلام متاحة في قاعات السينما المصرية وأيضا نادي سينما القاهرة الذي أتاح لنا فرصة مشاهدة أفلام بجنسيات مختلفة، فنحن نبني ذوقنا من خلال مشاهدة فيلم في قاعة عرض وليس إحساسا بالذنب أنني أسرق الفيلم من «اليوتيوب» وأري مستوي سيئا من العرض يجعلني أحكم بشكل خاطئ.
< هل="" تري="" أن="" هناك="" تصميما="" علي="" الاستمرار="" من="" جانب="" جهات="" التوزيع="" في="" عرض="" مثل="" هذه="">
- هناك إصرار أن تكتمل من قبل شركات مثل «مصر العالمية» وغيرها وهناك تشوق للشباب أن يشاهدوا أفلاما جيدة في السينما والدليل هو سعي الشباب لمشاهدة أنواع جديدة علي «اليوتيوب» في محاولة لمعرفة ما يدور حولهم في العالم.
< ما="" السبب="" الحقيقي="" وراء="" وصولنا="" لهذه="" الدرجة="" من="" اللاوعي="">
- هناك تجريف تام للثقافة وللتراث المصري يحدث في 40 عاما وللتنوع وعندما نكتشف أنه يتم هدم البيوت في الإسكندرية التي تحمل قيمة تراثية  وثقافية ويتم تدميرها والمتحف الإسلامي يحترق بالإضافة الي سرقته وقت الثورة، والآثار المصرية تسرق بالإضافة الي أن النيل تحول الي سلة قمامة وهناك سرقة ممنهجة لذاكرتنا وتراثنا وتاريخنا ولثقافتنا وهذا ما يفسر سر الانحدار الذي أصاب مصر طوال السنوات الحالية.
< في="" رأيك="" متي="" بدأ="" الانحدار="" الحقيقي="">
- في السبعينيات عندما بدأت موجة الانفتاح الاقتصادي، ثبت أن أي عمل لا يأتي بمردود سريع مالي لا يتم الاهتمام به، وبعدها بدأت موجات سينمائية خاصة بهدف جمع المال فقط ومن هنا وضح أن كل مبدع لا يفكر ماذا يورث لأولاده غير المال، والقضية ليست فقط في السينما لكنها في مستوي الثقافة في مصر، لم يعد المبدع يفكر أن أبناءه لهم خلفية ثقافية أو تاريخية لكن كل همه الآن جمع المال.
< هل="" تري="" أن="" الثورة="" يمكن="" أن="" تصل="" الي="" الثقافة="" في="" الفترة="">
- هذا  واجبنا نحن كفنانين أن نقدم أعمالا جديدة، وأن نسعي لتثقيف الجمهور ولكن للأسف دائما هناك انتقادات أننا نقدم الأفلام الصعبة التي لا يفهمها أحد، وهناك محاولة ممنهجة من البعض الذين يريدون أن يتواجدوا بأفلام مهدرة للثقافة ليعملوا علي إلغاء كل شيء جيد.
< سبب="" مهم="" لوجود="" هذه="" النوعية="" هو="" غيابك="" أنت="" وجيلك="" عن="" تقديم="" أفلام="" إلا="" علي="" فترات="">
- علي العكس هناك أفلام جيدة ومتميزة لكنها تهاجم حتي قبل عرضها، وهو ما حدث مثلا مع أفلام مثل: «لا مؤاخذة» و«فرش وغطا» و«ڤيلا 69» وهي أفلام متميزة ويتم مهاجمتهم دون أدني أسباب وعندما أفكر في تقديم فيلم فأول كلمة أسمعها فيلم غير مفهوم وهذا يشعرنا بأننا لا فائدة وهذا يصلنا أن نؤمن بأن هناك مخططا حقيقيا

لإسقاط الثقافة في مصر.
< ولكنك="" تتهم="" دائما="" بأنك="" مخرج="" لأفلام="">
- لا أشغل بالي إذا كنت أقدم أعمالا يفهمها الجمهور العادي أو النقاد أو المهرجانات أنا أقدم فكرة أتفاعل معها وأشعر بأن الجمهور يتفاعل معها، نشرت طوال السنوات الأخيرة موضة أن الفيلم الذي ينجح في المهرجانات لا يفوز مع الجمهور، وهذا ظلم بين تعرض له الجميع خاصة يوسف شاهين، فكفي التعامل مع السينما بمنطق «الجمهور عاوز كده» واتركونا نقدم أعمالا بمنطق نريد أن نقدم عملا أعلي من فكر الجمهور وليس أقل منه بحيث تكون وظيفة من وظائف السينما الارتقاء بمستوي الثقافة لا التوقف عند حد معين منها.
< هل="" السينما="" المستقلة="" ستكون="" وسيلة="" لإنقاذ="">
- من المؤكد أن هناك اتجاها حقيقيا تجاهها بالإضافة الي وجود عدد من الأفلام الرائعة بكل المعايير سينمائيا وفنيا وعندما نفكر في فيلم «ڤيلا 69» أو فيلم «عشم» و«هرج ومرج» لنادين خان كلها أعمال رائعة تعكس حالة مختلفة تماما في ظل جيل جديد من السينمائيين وأيضا هناك أفلام قصيرة متميزة أشعر بأن الناس ستكون متشوقة لها.
< في="" رأيك..="" هل="" دعم="" الدولة="" للسينما="" سيكون="" حلا="" بجانب="" هذه="" النوعية="" من="">
- الدعم لابد أن يكون من الجمهور بجانب الدولة، فالدولة لن تتحمل كل شيء لكن من وجهة نظر أن الحل الحقيقي أن ننتزع أماكن مهما كانت صغيرة لعرض أفلامنا، وأن يكون هناك أماكن لمشاهدة الأفلام وعرض سينمائي بصوت محترم وتكنيك جيد حتي نستمتع بمشاهدة الفيلم، ولكن الآن نخاف مثل الفئران، وهناك أفلام تعرض بين فيلم أمريكي وآخر أمريكي ولا تجمع إيرادات ولا يشاهدها جمهور.
< آخر="" أعمالك="" فيلم="" «بعد="" الموقعة»="" الذي="" قدم="" صورة="" مقتضبة="" للناس="" في="" «نزلة="" السمان»="" هل="" تري="" أن="" الثورة="" مازالت="" تحتاج="" لمن="">
- عندما قدمت فيلم «بعد الموقعة» كان الهدف الأول لي هو الاعتراف من جهة معينة بأن هناك خطأ وقع أيا كان هذا الخطأ، وهذا ما يمكن أن يقدم في كل طوائف الشعب سواء من شاركوا أو لم يشاركوا، مصر دخلت مرحلة خطيرة وهي التحول من الديكتاتورية الشديدة الي الديمقراطية المفرطة وهي منطقة تحول غير طبيعية في حياة الشعوب، وحتي نستطيع أن نناقش عملا سينمائيا لا يمكن أن يقدم في فيلم واحد لكن في سلسلة كبيرة من الأعمال تتناول كل شخص شارك في هذه الثورة، ما تطلعاته وميوله بعدها وما حاله قبلها، وأعتقد أن تلك الثورة شاملة كل المجالات.
< هناك="" دعوات="" مؤخرا="" لإلغاء="" الرقابة="" بعد="" الأزمة="" التي="" أثارها="" فيلم="" «نوح»..="" كيف="" تري="" العمل="" دون="">
- أعتقد أن ضمير المبدع هو الرقابة الحقيقية التي يمكن أن تؤثر عليه، ولذلك عندما أتحدث كمخرج أو مؤلف عن عمل فني لا أنتظر الأزهر أو الكنيسة أو حتي الرقابة لتقول لي افعل ولا تفعل، أنا فقط أنتظر العمل الفني الأكثر نضجا والذي أشعر بأنني أقدم من خلاله تجربة جديدة وحقيقية تتيح لي الفرصة أن أعبر عما بداخلي، لأن الرقابة لن تتحكم في المبدع في يوم من الأيام وأنا كمخرج لن أخضع للرقابة إذا كانت رقابة موظفين تسعي لكبت الإبداع دون سبب.
< ماذا="" عن="" آخر="">
- مازلت في مرحلة القراءة وأجهز لعدد من الأعمال وفي اعتقادي أن مصر الآن تحتاج الي العمل وبالتالي تقديم أعمال فنية محترمة هي الوسيلة الوحيدة للتصدي للإرهاب وللتخوفات ولكل المخاوف التي يواجهها المصريون الآن للارتقاء للأفضل.