رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نيكول كيدمان تُعيد جريس كيلى في مهرجان "كان"

بوابة الوفد الإلكترونية

«إطلالة مهرجان كان هذا العام في 14 مايو المقبل ستحمل العديد من الأسئلة الفنية والإنسانية يطرحها فيلم الافتتاح «نعمة موناكو» عن قصة حياة جريس كيلى من إخراج الفرنسي أوليفييه دهان ومن بطولة نيكول كيدمان..

أول تلك الأسئلة من ستفوز عند المقارنة الأصل كيلى أم الصورة كيدمان.. ومن سينتصر ويحسم الخلاف لصالحه المخرج أوليفييه دهان أم المنتج الأمريكى هارفي وينشتاين!...والسؤال الأكثر أهمية ما الخطوط الحمراء التى يجب ألا نتجاوزها عند تقديم أفلام عن حياة المشاهير.. أما السؤال الذى لا أعرف هل اقترب منه الفيلم أم لا؟.. هو هل قتلت جريس كيلى أم كان مجرد حادث، خاصة أنها كانت تعرف الكثير عن المعبد الماسونى.. أيا كانت الاجابات فنحن فى انتظار تلك الإطلالة المميزة لكيدمان لنستعيد معها ذكريات المبهرة جريس كيلى...»»»
أعلن منظمو مهرجان كان أن الفيلم سيقدم خارج إطار المسابقة وسيبدأ عرضه في فرنسا في اليوم ذاته وفي «مدن كثيرة عبر العالم». وبذلك حظى كان فى دورته 67 على الفيلم الذى أؤجل عرضه للخلاف بين المخرج أوليفييه دهان والمنتج الأمريكى هارفي وينشتاين.
وكان أوليفييه دهان قد اعترض على النسخة التي أعدها هارفي وينشتان ووصفها بالكارثية. قائلا: «إنهم يريدون فيلما تجاريا ومحو كل ما هو سينما.. كل ما هو الحياة.. بحجة التسويق.. إلا أنني لم أستسلم».
فى نفس الوقت أعلن أبناء الأميرة جريس كيلي أن الفيلم لا يمثل أبدا سيرة حياة والدتهم بعدما اطلعوا على السيناريو.. ومن المعروف أن الفيلم الذى تم تصويره في موناكو وجنوب فرنسا وباريس وبلجيكا Grace of Monacoعن قصة نجمه هوليوود السابقة جريس كيلي وأزمة زواجها من الأمير رينيه الثالث أمير موناكو أثناء الخلاف السياسي بينه وبين الجنرال شارل ديجول, والتلويح بالغزو الفرنسي لإمارة موناكو في بداية الستينات. ويتمتع الفيلم بجاذبية خاصة لدي منظمي المهرجان، فهو من بطولة النجمة المتألقة نيكول كيدمان ومخرج الفيلم هو أوليفييه داهان وهو من أخرج السيرة الذاتية للمغنية الفرنسية الشهيرة أديث بياف في فيلم «الحياة الوردية La vie en rose».. صعوبة الفيلم وسبب رفض أمراء موناكو له ترجع إلى أن الفيلم يقترب من أصعب مرحلة فى حياتها وعندما حاول صديقها المخرج الأمريكى الكبير ألفريد هتشكوك، إعادة جريس كيلي إلى الشاشة لتقوم ببطولة فيلم «مارني» أمام النجم شون كونري. وقدمت الشركة المنتجة صكا على بياض للأميرة والممثلة المعتزلة, رفضت جريس العرض المغري وفضلت عائلتها على السينما.
وجريس كيلي زوجة أمير موناكو رينيه الثالث. قبل زواجها من أمير موناكو كانت ممثلة أمريكية وسبق لها الفوز بجائزة الأوسكار للأفلام الأمريكية. ولدت في شرق فيلادلفيا، بنسيلفانيا، الولايات المتحدة.. وبداية قصة حبهما بدأت عندما سافرت إلى مهرجان كان عام 1955، ثم توجهت بعد المهرجان لتصوير فيلم لها في موناكو «يد حول العنق» فاستقبلها هناك الأمير رينيه ولم يكن هذا اللقاء الأول بل كان الأمير قد التقاها في كينيا عندما كان في رحلة صيد وكانت تصور فيلماً لها.. كما أنه كان قد قبل دعوة أسرتها في بنسلفانيا مما جعل له مكاناً مميزاً وإحساساً بالألفة والإعجاب في نفسها لذلك وافقت على طلبه يدها للزواج بسرعة وتم الزفاف في عام 1956 بعد انتهاء آخر مشهد لها في فيلم «البجعة» وكان زفافا أسطورياً حضره الملك فاروق وآفاجاردنر وأرسطو أوناسيس وفرانسوا ميتران» وكان وقتها وزيراً للعدل وكونراد هيلتون والكثير من العائلات الملكية والممثلين والحكام.. واستقلت جريس وزوجها سيارة مكشوفة لتحية الجماهير ومرت السنة الأولى بصعوبة إلى أن تعلمت جريس اللغة الفرنسية وتأقلمت على الحياة في القصر.
أنجبت جريس أبناءها كارولين والبرت وستيفاني, لم تتوقف علاقتها بالمحفل الصهيوني «الماسونى» وبدأت تهتم بالسياحة في إمارة موناكو وشجعت كازينوهات مونت كارلو التي يرجع تاريخها إلى عام 1850 بعد أن كانت الإمارة مجرد بستان للزيتون.. وعندما بلغت جريس الأربعين وكانت حاملاً أرادت العودة إلى هوليوود حتى أنها أجهضت نفسها وقيل وقتها إن الأمير يضيق عليها الخناق ولم تكن علاقتها بأبنائها علاقة جيدة فالابنة الكبرى كارولين وقعت في غرام دونجوان كبير السن وتفرض على عائلتها الموافقة على زواجها الذي انتهى بالفشل والابنة الصغرى ستيفاني كانت فتاة بوهيمية متمردة ذات نزوات عديدة أصبحت مادة دسمة للصحافة الفرنسية والأوروبية وكان الابن مراهقاً ضائعاً بين الأحداث.وكان موتها صادما للجميع.. فقبل هذا اليوم بيومين

تنبأت لها عرافتها بحادث مأساوي وحذرتها من ذلك. في صباح يوم الثالث عشر من سبتمبر 1982 استقلت سيارتها وقادتها بنفسها رغم أنها لم تكن تحب القيادة وانطلقت بسرعة لتنحدر إلى نهايتها وبجانبها ابنتها «ستيفاني» وانتهت حياتها التي أحاطتها الإشاعات التي كانت تتهم المحفل الماسوني لعلمها بالكثير من المعاملات السرية التي تتم من خلاله.. وقيل أيضاً إنها تفوهت قبل رحيلها أنها لا تستطيع إيقاف السيارة لأن الفرامل مقطوعة.
قبل بداية التصوير قامت نيكول كيدمان بارتداء نسخ من المجوهرات المستنسخة طبق الأصل عن الأطقم الماسية لأميرة موناكو، ثم تقمصت الظهور بقصات شعر جريس كيلي الساحرة رغم أنها تنتمي لموضة القرن الماضي. وأخيرا بدأت في ارتداء الاكسسوارات التي ميزت دوما إطلالات أميرة موناكو، التى مازالت عالقة بالأذهان منذ يوم زفافها عام 1956. فمن البلاتين الفاخر كان تاجها مصنوعاً ومرصّعاً بماسات دائرية وماسات باجيت وثلاث أزهار متفتّحة من الياقوت المصقول، تمّ تحويلها فيما بعد إلى بروشات مميزة وخاصة للأميرة.
اختار المخرج كيدمان (45 عاماً). ومع قليل من الماكياج والبدلات الرصينة والقبعات، تحولت النجمة الأسترالية إلى نسخة من الأميرة.. ارتدت فيها كيدمان بدلة صفراء ضيقة ونظارات شمسية مع أيشارب على الرأس منقط بالأخضر. قالت نيكول كيدمان إنها أحبت الدور لأن الفيلم ليس وثائقياً ولا من سيرة حياة كاملة، بل هو يسلط الضوء على الجانب الإنساني الكبير في شخصية الأميرة ويكشف مخاوفها وهشاشتها. لقد تركت مهنتها وهي في قمة المجد وتحولت إلى أم وزوجة لأمير لها مسئوليات بروتوكولية كثيرة. ورغم سعادتها الظاهرة فإن هناك شيئا ما ينقصها وكان يجتذبها دائماً، أن تمثل في الأفلام. لقد كانت تتمنى أن تعود إلى هوليوود لكن واجباتها كانت أقوى من رغباتها.
اهتمت كيدمان بأفلام جريس كيلي واسترجعت مشاهدها واحداً بعد الآخر، كما قرأت أكثر من 10 كتب من أفضل ما صدر عن سيرتها. وأخذت من كل كتاب تفصيلة معينة عن حياتها فى محاولة جادة للوصول إلى حقيقة جريس كيلى التى اختلفت الآراء حول شخصيتها واكتنف الغموض تفاصيلها.. إنها امرأة عاشت فى عالمين متناقضين تماما.. وتزوجت رجلاً أحبته ولكنها لا تعرف عنه الكثير.. ولكن كيدمان وجدت ضالتها قى العبور إلى دهاليز شخصية كيلى من خلال علاقتها بأبيها, وخاصة فى طفولتها وهى علاقة شديدة الغرابة، بين أب عنيف قال لها بعد فوزها بالأوسكار: «هذه الجائزة تستحقها أختك بيجي لأنني أراها الأفضل». وشاهدت كيدمان، أفلام جريس كيلي مع هتشكوك.. وكادت أن تحفظ كل حركة غيها ولكن المخرج نصحها ألا تقلدها.. قبل تصوير الفيلم، أرسل دهان السيناريو إلى الأمير ألبير، نجل جريس كيلي، فقرأه وكانت له ملاحظات عليه. لكن كيدمان لم تلتق بالأمير ولا بشقيقتيه كارولين وستيفاني لأنهم كانوا في الخارج أثناء حلولها في موناكو.. وأخيراً عشاق السينما ينتظرون هذا المزيج الرائع بين الرائعتين جريس كيلى ونيكول كيدمان.