عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"إيناس بكر" مخرجة ظُلمت فى حياتها ورحيلها

بوابة الوفد الإلكترونية

مخرجة إنسانة، هذا أقل ما يمكن أن تصف به الفنانة الراحلة إيناس بكر التي عاشت تحت مسمي مديرة أعمال عمر الشريف، وعانت طوال حياتها من هذا اللقب رغم موهبتها

الفنية التي حاولت إظهارها طوال حياتها لكن للأسف منطق التابع الذي تعاملت به وسائل الإعلام معها به كان سبباً في إهدار الكثير من حقها، رغم أنها كانت تعمل مع عمر الشريف بمنطق الصداقة وليس بمنطق العمل ولم تتقاض يومًا أجراً منه مقابل عملها له.
إيناس بكر قدمت عدداً قليلاً جداً من الأعمال الفنية لكنها كلها مليئة بالمشاعر الإنسانية الفياضة، قدمت فيلم «الجسر» من تأليفها وشاركت في إخراجه الذي قام ببطولته الفنان محمود مرسى ورشوان توفيق وعبدالغني ناصر عام 1997 تناولت فيه جسر العلاقة بين الأم وأبنائها عندما تكون علاقة نفسية فيها اختلاف في تعاقب الأجيال، وقدمت فيلم «شاهد إثبات» والذي أسقطت فيه واقعاً شديد المرارة أن العُهر هو عُهر داخلى وليس عُهر سيدة تمارس الدعارة تشرح من خلال العمل أننا جميعاً مخطئون، الفيلم بطولة محمود ياسين ومعالي زايد، ويجسد ببساطة الواقع المؤلم بين رجال الأعمال والشهرة والمال.
علاقة الإنسان بالمكان والحنين جعلها تقدم مسلسل «حنان وحنين» الذي أعاد عمر الشريف إلي العمل التليفزيوني، للمرة الأولى جمع الصديقين أحمد رمزى وعمر الشريف، ورغم ما واجه العمل من انتقادات، إلا أنه يشرح حالة تواصل في كل أعمالها وبين الجيل الهادئ يتحدث عن حالة الحنين للماضى التي يعيشها كبار السن، والحنين للمكان والذكريات وعبق التاريخ الذي يعيدهم إلي وطنهم، يعطي الفيلم رسالة

أننا يمكن أن نتحمل كل الأشياء التي نراها في الوطن لمجرد أننا عدنا للعمل، الرقة وحدها كانت عنوان العمل، وعنواناً لمشوارها الفني في تقديم عمل هادئ بسيط يلعب علي المشاعر الإنسانية أكثر من الأكشن والمغامرات.
«إيناس بكر» رحلت منذ يومين عن عمر يناهز 64 عاماً، بعد صراح مع المرض، حيث كانت تعاني من جلطة في الشريان الرئوى، ورغم ذلك لم يحضر أحد من الفنانين عزاءها، حتي النقابات الفنية السينمائية أو التمثيلية لم تعط للأمر أي أهمية مثلما تفعل مع معظم النجوم، وهو ما يجعلنا نؤكد أنها عاشت مظلومة وماتت مظلومة.
شهادة للتاريخ أن إيناس بكر كانت إنسانة أكثر من أي شيء، كانت علي علاقة وطيدة بكل الإعلاميين والصحفيين، لم تبخل يوماً في أن تتحدث عن عمر الشريف حتي بعد ما أثير مؤخراً عن خلافات بينهما بعد إعلان أنه مصاب بمرض الزهايمر ورغماً عن ذلك أخذت علي عاتقها احترام الآخر حتي أثناء مرضها، كانت خفيفة الظل تتحدث إلي الجميع برقتها المعهودة، رحمها الله.