رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نهضة مصر تُصدر "المعجم الموسوعى للغة العربية"

بوابة الوفد الإلكترونية

لا ريب أن اللغة العربية تمتلك رصيداً ضخماً من الثروة الغنية بالتعبيرات الاصطلاحية التي يمكن أن تكون دعماً وتنمية - بوجه ما - للقدرة التعبيرية للغة العربية المعاصرة، وفي إطار الجهود المبذولة لخدمة لغة الضاد، قدم الأستاذ الدكتور محمد محمد داود،

للمكتبة العربية «المعجم الموسوعي للتعبير الاصطلاحي في اللغة العربية»، الذي صدر عن دار نهضة مصر، في ثلاثة مجلدات ضخمة يتعدي عدد صفحات المجلد الواحد أكثر من 500 صفحة، بالإضافة إلي أنه مصحوب بنسخة إلكترونية، وقد استفاد المعجم من كل الجهود السابقة، ومن المصادر والمراجع المختلفة التي بلغت قرابة سبعمائة مصدر ومرجع، وقد سجلت جميعها في قائمة مفصلة بالنسخة الإلكترونية.
يشمل هذا المعجم الموسوعي التعبيرات المعاصرة والتعبيرات القديمة التراثية التي تحمل روح المعاصرة وتم ذلك من خلال بناء قاعدة بيانات بالحاسوب لها قدرة فائقة علي استيعاب كل ما يمكن جمعه من تعبيرات قديمة وحديثة فاكتمل أكثر من أربعين ألف تعبير بهذه القاعدة، ثم جاءت الخطوة التالية بوضع المعايير والضوابط للتعبير الذي يكون صالحاً لهذا المعجم محققاً للهدف الذي وضع المعجم من أجله، وتم بعد ذلك اصطفاء التعابير الصالحة للمعجم وفقاً للمعايير والقواعد التي تم تحديدها فاستوي المعجم بعد الحذف والاستبعاد علي سبعة آلاف ومائة وثلاثين تعبيراً، وأكثر تعبيرات هذا المعجم تقوم علي الطبيعة المجازية، في حين أن هنالك بعض التعبيرات التي أدي ثبات استخدامها مبني ودلالة إلي تصنيفها ضمن التعبيرات الاصطلاحية مثل الألفاظ الاجتماعية وألفاظ التحية «صباح الخير - مساء الخير - كل عام وأنت بخير - سيداتي سادتي.. إلخ»، وبعض التعبيرات جاء متأثراً بالحضارة الحديثة ولغتها الإنجليزية مثل: «اذهب إلي الجحيم»، وهو ترجمة التعبير الإنجليزي «GO TO HELL».
أيضاً ظهر من تعبيرات العربية المعاصرة في هذا المعجم هيمنة القرآن الكريم علي العربية، حيث جاء كثير من التعبيرات علي ألسنة الكتاب والمتحدثين من التعبيرات القرآنية من ذلك: «حصحص الحق - لكل أجل كتاب.. إلخ».
كذلك نجد أن السنة النبوية المطهرة كان لها نصيب وافر من تعبيرات هذا المعجم، وردت في نصوص العربية المعاصرة وعلي ألسنة المتحدثين من ذلك: «خضراء الدمن - إمعة - الرويبضة.. إلخ».
كما كان التراث العربي القديم - شعراً ونثراً - مصدراً لكثير من التعبيرات التي شاعت في كتابات العربية المعاصرة من ذلك: «لا في العير ولا في النفير - مصائب قوم عند قوم

فوائد.. إلخ».
وقد يلاحظ القارئ أن هنالك بعض التعبيرات الاصطلاحية التي وردت بهذا المعجم هي إلي العامية أقرب منها إلي الفصحي، مثل: «استراح له - الطبل والزمر - بالبلدي من الباب للطاق - باع القضية - حسبة برما - يبيع ويشتري فيه - سبهللة - ينفخ في قربة مقطوعة - العين بصيرة واليد قصيرة - مقصوص الجناح»، لكن المؤلف وضعها في إطار الفصحي وفاء للمنهج الوصفي الذي اتبعه في جمع مادة هذا المعجم، فبعض هذه التعبيرات مستعمل في الفصحي القديمة ككلمة «سبهللة»، يقال: «إنه رجل سبهلل، أي فارغ لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة».
ولهذا يري المؤلف أن تفصيح العامية - علي هذا النحو - ظاهرة صحية، لأنها ترقي بمستوي اللغة من خلالها وصل العامية بالفصحي وتضييق الفجوة بينهما في العربية المعاصرة.
وفي مجمل القول فإن هذا المعجم أول معجم موسوعي للتعبير الاصطلاحي في اللغة العربية، حيث يشمل التعبيرات التراثية والمستحدثة والقرآنية والنبوية والأمثال والحكم ويضم أكثر من سبعة آلاف تعبير شرحت شرحاً وافياً مع التصنيف الزمني والدلالي لكل تعبير، فهو يرصد التطور اللغوي للتعبير من القديم إلي الحديث، مبني، معني، وهو شاهد علي خلود اللغة العربية وتراثها بإمكانات تعبيرية واسعة المدي علي مر القرون، ولا يستغني عنه إعلامي ولا معلم ولا محامٍ، فهو زاد وافر لكل المتعاملين مع الكلمة الحية وقام عليه فريق من الخبراء الباحثين في مجالات متنوعة إلي جانب النسخة الإلكترونية للمعجم التي ضمت إضافات وإمكانات بحثية عديدة، ولهذا فهو يمثل إضافةً ثريةً للمكتبة العربية وللمعجمات العربية.