عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمير الرومانسية السكندرى خلف القضبان بتهمة التظاهر

بوابة الوفد الإلكترونية

«حين أقلبُ فى الشاى السكر، حين يجاورنى فى الباص عجوز يشكو ويثرثر حين تفاجئنى شاحنة مسرعة ويصيح السائق بى يا ولدُ احذر، حين أمر بأم ترضع طفلاً فوق رصيف قذر متكسر، حين أرى بائعة الورد العرجاء تبيع زهوراً للعشاق على الكورنيش فتنبض فينا شمس المغرب قلبا كونيا

أحمر، حين أعود إلى بيتى فى الحر فأرمى بقميصى أستلقى وأذوّب يومى فى كوب الأحلام لكى لا أتذكر، حتى حين أقهقه من قلبى أسمع عينيك كلاماً من لغة الأيام كلاما من حزن فتى يجلس أمام البحر يفكر، الليلة عُرس حبيبته قل لى يا بحرُ إذن؟.. هل بلل موجك رجليها؟.. حين تمشت فى هذا الليل المقمر؟».
هذه الكلمات لشاعر سكندرى شاب هو الشاعر عمر حاذق، و«عمر» لمن لا يعرفه مثل مصر فى كثير من المحافل الدولية وحصد العديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة الدكتور عبدالله باشراحيل لإبداع الشباب بمصر، في فرع أفضل ديوان شعر عن ديوانه المخطوط «كم أنت حلوة» عام 2005، كما صدر له ديوان «فضاءات الحرية» ديوان شعر مشترك بينه وبين الشاعر البرتغالى تياغو باتريشيو والشاعر الإيطالى نيكى داتوما والشاعر عبدالوهاب العزاوى، الذى صدر بالعربية والإنجليزية عن سلسلة يدوية فى بداية 2011، كما صدر له ديوان «أصدق شمس الشتاء» عن دار أرابيسك، وحصل على خطاب شكر من هيئة أبوظبى للثقافة والتراث لمشاركته فى مسابقة أمير الشعراء بأبوظبى على جهوده لإنجاح هذه المسابقة الذى اشترك بتنظيمها، وكان من ضمن الفائزين الأوائل فى المسابقة، وحصل على درع بلقب «شاعر الرومانسية» عام 2007،  كما حصل على الجائزة الأولى في الشعر بمهرجان الحب والعدالة والسلام في العالم بإيطاليا.
يذكر أن «عمر» من مواليد 31 يناير 1978 واسمه الكامل عمر عبدالعزيز حسين علي حاذق، حصل على ليسانس الآداب قسم لغة عربية، وعمل بمكتبة الإسكندرية، ثم بدأ في كتابة الشعر في أواخر التسعينيات، وكان في حينها يكتب الشعر عمودياً، وظل فترة يكتبه هكذا، ثم بدأ في كتابة قصيدة النثر.. وهو أحد المشاركين في ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وقاد حملات ضد الفساد المالي والإداري بمكتبة الإسكندرية.
ولا تندهش إذا علمت أن «عمر» يقضى الآن فترة عقوبة بالسجن لمدة سنتين، فلا كرامة لنبى فى وطنه، وقد سُجن عمر على خلفية جلسة لمحاكمة قتلة خالد سعيد، التى عُقدت فى الإسكندرية، ووقف عدد من شباب الثورة أمام المحكمة يحملون لافتات تطالب بالقصاص من قتلة خالد سعيد، وقام الأمن بتفريقهم وقام أحد أفراد الأمن بضرب أحد المتظاهرين بعنف، فحاول زميل له أن يدافع عنه، فما كان منه إلا أن قبض على الاثنين وتقدم عمر حاذق يسأل: ما الذى فعله زملائى ليتم ضربهم واعتقالهم؟
فتم القبض عليه وتمت إحالته للمحاكمة بتهم تخريب المنشآت وتحطيم سيارات الشرطة والاعتداء على الجنود والضباط وإتلاف الممتلكات العامة ومقاومة السلطات والتظاهر دون ترخيص وتكدير الأمن العام، وفى النهاية صدر حكم بحبس عمر وشباب آخرين سنتين على خلفية اتهامهم بخرق قانون التظاهر!
وعلى خلفية سجن المبدعين يعيش الوسط الثقافى الآن حالة من الصدمة جعلت البعض يخرج عن صمته، فأصدر عدد من المثقفين بيانًا للتضامن مع الشاعر عمر حاذق، جاء البيان الذي سارع الكثير من المثقفين بالتوقيع عليه وتمريره خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حادًا في لهجته، رافضًا لحبس «حاذق» ورفاقه.
وجاء نص البيان ليؤكد أن جملة الاتهامات الموجهة للشاعر، تخبرنا بعودة الأساليب الأمنية للسيطرة على مقدرات أبناء وطن لم يقتلوا ولم يسرقوا، إنما هم فقط ثاروا ضد فساد نظام اغتال أحلامهم ورفاقهم.
وأضاف المثقفون في بيانهم: «عمر، مع كل المبدعين المصريين، يدفع الآن ثمن الحرية التي نادى بها في شعره، وهى الحبس عامين مع غرامة خمسين ألف جنيه، وهو الشاعر الذي فضح الفساد في أهم مؤسسة ثقافية في مصر وهي مكتبة الإسكندرية، أدان النظام عمر حاذق في حين لم يمس القيادات التي فضح فسادها، ولم يمس

قتلة خالد سعيد، عمر حاذق حصل على تقدير دولي وعالمي  لشعره».. واختتم المثقفون بيانهم بــ: «نتضامن نحن الموقعين أدناه، مثقفين وكتابًا ومبدعين وداعمين للحرية ولإقامة العدالة معه، للمطالبة بالإفراج عنه وإسقاط التهم الموجهة إليه وإلى زملائه المقبوض عليهم في وقفة سلمية خالية من أي نوع من أنواع العنف».
وكان من بين الموقعين على البيان: الكاتبة عبلة الرويني والشاعر رفعت سلام، الدكتور صلاح الراوي، الكاتب المسرحي سعيد حجاج، الروائي محمد عبدالنبي، الشاعر محمد عبدالمنعم زهران، الشاعر حسنين السيد حسنين، القاص أحمد شهاب الدين، الروائية منصورة عز الدين، الكاتب والروائي أشرف الصباغ، القاصة سمر نور، بسمة الحسيني - مدير مؤسسة المرود الثقافي، الكاتب طه عبدالمنعم، الشاعر والكاتب محمد خير، الكاتب ياسر عبداللطيف، الكاتب محمد شعير، الكاتبة أسماء عبدالجواد ياسين.
وكذلك أصدر الكتاب الأجانب والعرب بياناً يدعمون فيه عمر ويطالبون السلطات بالإفراج عنه، بالإضافة إلى البيان الذي خرج من المثقفين المصريين.
كذلك تنظم دار العين للنشر ندوة للتضامن مع الشاعر بمناسبة صدور روايته الجديدة «لا أحب هذه المدينة»، وذلك يوم الخميس المقبل، الموافق 20 مارس فى تمام السادسة مساء، بمقر دار العين بممر بهلر شارع قصر النيل بوسط القاهرة، وهى الرواية التى تحدثت بشأنها زهراء عبدالعزيز شقيقة الشاعر عمر حاذق من قبل، حيث أكدت أن هناك رواية كان قد كتبها عمر قبل سجنه وهي الرواية المذكورة، وأن الرواية كانت ستصدر عن دار الإسلام للطباعة والنشر فى المنصورة، على أن تقوم مؤسسة الجمهورية بتوزيعها، وكذلك أكدت «زهراء» أن عمر خلال فترة السجن كتب رواية جديدة اسمها «الحياة بالألوان».. وقالت: «أخذنا منه مسودة الرواية وتتم الآن مراجعتها وتجهيزها للنشر خلال الفترة القادمة».
أيضاً علق الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازي قائلاً: إن تأييد الحكم بحبس الشاعر عمر حاذق ورفاقه يؤكد ضرورة إعادة النظر في قانون التظاهر، مضيفاً أن تنظيم الشعراء وقفة للتضامن مع قضية خالد سعيد موقف ثوري نبيل يشاركهم فيه كل المصريين وإن كان الحبس هو مصير هذا الواجب الثوري فعلى القضاء المصري أن يفرض حبساً على الملايين من المصريين ممن كان خالد سعيد بالنسبة لهم الشرارة الأولى لاندلاع ثورة يناير.
وأشار «حجازي» في تصريحات صحفية إلى أنه رغم احترامه القضاء المصري فإنه لا يمكن معاملة الثوار الشرفاء أصحاب الواجب والضمير بنفس معاملة الإرهابيين والقتلة ممن سُن لهم قانون التظاهر.
ووصف «حجازي» الشاعر عمر حاذق بأنه موهبة حقيقية وثائر صاحب ضمير لا يجب التعامل معه بوضعه خلف القضبان، مطالباً الرئيس المؤقت عدلي منصور بضرورة إعادة النظر في قانون التظاهر بشكل عاجل واستخدام حق العفو الرئاسي في الإفراج عن نشطاء الإسكندرية الثوار.