رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الموروث الشعبي" الكنز الحقيقي للمصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان «المكون الشعبى فى الثقافة المصرية» ناقش كل من الباحث مسعود شومان والروائى فؤاد مرسى هذه القضية، وذلك خلال اللقاء الذى أدارته شيماء الصعيدى وتغيب عنه الدكتور سميح شعلان بمخيم الإبداع فى أولى فاعليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الخامسة والأربعين.

وقال الروائى فؤاد مرسى يخطئ كثير من الناس حينما لا يلتفتون إلى أهمية المأثور الشعبى فى التخطيط لحياة الناس، موضحاً بأن هذا الإغفال أدى إلى كثير من الأخطاء فى الحياة، مشيرًا إلى أن الثقافة الشعبية لم تأخذ الكثير من الاهتمام من القائمين على أمور البلد.
وأوضح «مرسى» بأن هذه المشكلة تعود بالأساس إلى الثنائية القطبية التى تتقاسم البلد: ثقافة النخبة وثقافة الشعب. وأشار إلى أنه دائماً ما يتم التخطيط بصورة نخبوية معزولة عن الناس. ومن هنا يغيب عنصر هام فى العملية.
وأكد «مرسى» أننا أسرى تصورات ذهنية عن الناس وتصورات فعلية عن ثقافتهم. موضحًا أن السبب فى هذا القول أنه كان يتصور أن يتم رأب الصدع بين الثقافتين «الشعبية والنخبة» وهو مالم يحدث، بل حدث انعدام للثقة بينهما. وانصرفت كل جماعة عما يدور فى أذهان الناس.
وقال «مرسى» إننا نشهد زحاماً فى مولد السيدة زينب والحسين للاستماع لياسين التهامى، والذى يغنى فى النهاية من أشعار ابن الفارض، وهى أشعار نتاج الصوفية، وأكد مرسى أن المثقفين أنفسهم يعانون فى التواصل مع هذه الأشعار، بل ربما يلجأون لمختار الصحاح لفك قصيدة وردت فى كتابات ابن الفارض. والتى يتراقص الناس البسطاء عليها.
وأشار مرسى إلى وجود فراغ فى الحقبة الفرعونية وبداية الحقبة العربية، فى حين نجد فى المقابل امتدادا وتواصلا فى الثقافة الشعبية، والتى ترد على أسئلة معجزة ومربكة عبر سنوات، وتسد الفجوات بين التاريخ. كما أسعفت الأسطورة الإنسان فى تفسير الظواهر الكونية.
وفى نفس السياق أبدى الباحث والشاعر مسعود شومان أسفة لقلة عدد الجمهور فى مناقشة موضوع غاية فى الأهمية مثل الثقافة الشعبية، مشيراً إلى أنها ليست مثلما يقولون «فول وعليه كلور»، عندما يسخر البعض من الفللكور الشعبى.
وقال «شومان» سوف أبدأ بجملة لشاعر أفريقيا والسياسى سينجور» عندما يموت عالم أفريقى عظيم فكأنما حُرقت الآلاف المكتبات»، وأوضح شومان بأن مشكلتتا تكمن فى أفتقادنا للعديد من الخبرات بصورة

شبة يومية.
وقال «شومان» للأسف معظم القدامى الذين عملوا على هذا المضمار كانوا يعملون عليه لتنقيبه وليس لفهمه وحفظه. مشيراً إلى تطور مفهوم الفلكلور وانتشاره وإلى أن هذا المصطلح يندرج أسفله عدة أشياء «تراث ومأثور»، وهما مختلفان ويتبادلان المواقع لدى البعض.
وأوضح «شومان» بأن المأثور هو ما أثُر عن الأقدميين ولم يعُد موجوداً حتى الآن، ويمكن أن يتحول المأثور إلى تراث وبهذا يقدم تواترة واستعادة الجماعة له، ويمكن أيضاً أن يتحول التراث إلى المأثور.
وأكد «شومان» أنه لا يخشى على المأثور من الضياع لأن الجماعة الشعبية سوف تحميه، وأشار إلى الدراسات التى أجراها حول «التوك توك» باعتباره عنصرا مهماً فى الثقافة الشعبية، يجمع بين عناصره أشياء مهمة، بل استطاع أن يكون السبيكة التى ترتبط بعناصر متعددة. ورصد بعض العبارت والحكم والأقول التى كتُبت على هذه الوسيلة، التى عكست ثقافة الشارع المصرى.
واستعاد «شومان» نص يا طالع الشجرة الذى قام توفيق الحكيم وهو من المأثور الشعبى ولكن الحكيم قام بتحويله إلى نص سريالى على أساس أنه لا توجد بقرة تطلع إلى الشجرة.. وأوضح «شومان» بأن المقصود بالبقرة هى «حتحور» مرضعة السعادة والخصب والنماء.
كما أشار «شومان» إلى عدة نصوص بها مفردات قبطية وفرعونية قديمة. وأكد شومان ومرسى فى نهاية اللقاء أن الدولة لن تنهض إلا بالارتكان إلى الموروث الشعبى وعلمائه والدراسات الميدانية التى يقوم بها مجموعة من الباحثين حتى نخرج بنتائج مهمة نستطيع من خلالها أن نضوء عوالم السياسة والعمران.