رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمار على حسن: لن أنتظر طويلاً لأكتب عن الثورة

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور عمار على حسن إننى لن أنتظر مائتين عاماً حتى أكتب عن الثورة. جاء ذلك خلال مناقشته روايته الجديدة «سقوط الصمت» بالمقهى الثقافى بمعرض الكتاب، وذلك بحضور الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور صالح سليمان، وأدار اللقاء الصحفى سامح سامى.

وقال عمار على حسن إن هناك ثلاثة مسارات فى الكتابة عن الثورة البعض يقول علينا أن ننتظر حتى تكتمل الثورة. ولكنى أشعر بحيرة شديدة فلدينا نماذج يجب أن نخضع لها الفن الإبداعى أحياناً.
وأضاف: من وجهة نظرى أن الثورة فعل أدبى بامتياز.
وأوضح الدكتور عمار علي حسن: بأن الاكتمال هو لحظة الانطلاق، لحظة سقوط النظام، لدينا من يقول إن مصر لم تستقل بعد، أو يقول إن الدستور الجديد يقل عن دستور 23، فهل أنتظر مائتين عام حتى أكتب عن الثورة؟
وأضاف: «عمار» بأن المشكلة الحقيقية التى واجهتنى تمثلت فى الحيرة اتجاه الكتابة عن نموذج معين، فاخترت تقديم كافة النماذج البشرية لأنى أعتبرهم البطل الحقيقى فى الثورة، مشيراً إلى أن البطولة داخل العمل جماعية، وأنه لم يحرص على تقديم كل الشخصيات باعتبارها عظيمة وطاهرة لأن الميدان ضم جميع الأطياف.
وأبدى شاكر عبد الحميد إعجابه بعمار على حسن كونه يُجسد المفهوم الحقيقى للمثقف العضوى، فهو يتبنى الأفكار الثورية والرغبة والإرادة وطرح الأفكار والممارسات التى تنادى بتغير المجتمع والدعوة إلى السلطة التى تنحاز للفقراء.
وأضاف «عبد الحميد» بأن عمار ليس مجرد مبدع فقط ولكنه مثقف كبير متعدد الأغراض، له إسهامات وكتابات هامة والتى تصل لحوالى ثلاثين كتاباً متنوعاً ما بين الإبداع والسياسة والاجتماع.
وأوضح «عبد الحميد» بأنه بالنظر لاسم الرواية نجده يستلهم مُعطى لقصيدة أمل دنقل الشهيرة «الكعكة الحجرية»، بما يشير إلى هذا المعنى، أرى أن هذه الرواية أشبة بالواقعية الصامتة.
وأكد «عبد الحميد» أن الكاتب يحاول أن ينفخ الرماد الذى تراكم فوق هذه الثورة، فى محاولة إعادة إشعالها مرة أخرى. مشيراً إلى أن الشكل العام للرواية أشبة بالدوامة التى تبدأ من نقطة ثقيلة جداً ولكنها أشبه بالدائرية.
وأضاف بأن «سقوط الصمت» بها أيضاً فيها مشهدية ووجهات نظر متعددة، حتى شخصية حسن عبد الرافع البطل نفسه، لذلك نجد بالرواية نوعاً من التشابه مع مقولة أرسطو «أن الوجود يتجلى على أنحاء شتى»، عندما نرى أننا اقتربنا من الحقيقة نجد أن هذه الحقيقة تنسل من بين إيدينا.
وأكد «عبد الحميد» وجود تبادل ومزج بين العادى وغير العادى، الحياة والموت، وتحدث عن المكان كملمح أساسى فى الرواية، مشيراً إلى أن المكان المحورى بالرواية هو ميدان التحرير، حيث توجد حالة من النوستولوجيا خاصة بالحنين للمكان.
وأوضح «عبد الحميد» أن المؤلف قدم رصداً فنياً إبداعياً، كان المكان غريباً قبل 25 يناير ثم أصبح أليفاً بعذ الثورة، وعادة مرة أخرى لغربته، ومن هنا نجد فى الرواية رصداً لحضور

الغائب.
ومن جانب آخر قال الدكتور صالح سليمان: تثير الرواية عدة تساؤلات تتعلق بشكل التصنيف، فهل تنتمى إلى جنس الرواية التاريخية أو السياسية، ولكنى أرى أنها رواية سياسية تاريخية تقدم لنا أرشيفاً بالغ الأهمية فى ظرف بالغ الخطورة. قدمت لنا ذلك بشكل معمارى مكتمل البناء.
وتساءل «سليمان» هل يحق للكاتب المبدع أن يشتبك مع الحدث التاريخى وهو لم ينضج أو تتضح صورته بعد؟ وهل هناك فترات زمنية تحدد لمبدع متى يبدأ ومتى ينتهى؟ مؤكدًا أن للمبدع كافة الحقوق والامتيازات فى أن يكتب الواقع، مشيراً إلى أن الرواية واجهت كل المخاطر المتعلقة بحدث الثورة، صحيح أننا لانجد العمق الروائى الذى نجده فى الرواية التاريخية ولكننا نجد عمقا ما نوع آخر يرتبط بالحدث ذات الطابع الاجتماعى.
وأكد «سليمان» أن «سقوط الصمت» وغيرها مما كُتب أثناء الثورة يمثل فاتحة الكتاب بالنسبة للكتاب المصريين للكتابة بشكل جديد. وأن الهدف الرئيسى يتمثل فى انهيار الصمت. والرواية تحاول من خلال ترامى أطيافها أن تكشف أن ما حدث خلال 25 يناير هو كسر للصمت الذى أصاب عقول المصريين، الرواية لاتطلق حالة الحلم المبالغ فيه دائماً الثورة تحتاج إلى أدوات رافعة قد لا يعيها الثوار الحاليون.
بالنسبة للشخصيات قال «سليمان»، تبدو الرواية مترامية الأطراف لا يوجد نموذج واحد شاهدناه أو التقيناه فى ميدان التحرير أو سمعنا عنه فى الفضائيات إلا ووجدناه فى رواية عمار على حسن، ورغم ذلك التنوع اللافت للنظر فإن الرواية وجدت الخيط الذى تربط به شخوص الرواية.
وأوضح بأن الرواية لم تفرط فى خلق البطل الأسطورى ولكنها تعاملت مع حسن عبد الرافع كنموذج مثل الذى نراه باستمرار فى مصر، ونجحت فى إعادة شخصية حسن عبد الرافع أيقونة الثورة ومفجرها وإعادتها إلى الواقع، كما أسقط وعى الراوى العليم، الرواية باكورة لأعمال ننتظرها من عمار على حسن فى المستقبل القريب.