رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور الشريف: من العار أن نعتمد علي غيرنا في لقمة العيش

نور الشريف
نور الشريف

الفنان الكبير نور الشريف ليس مجرد مبدع لكنه نهر من الثقافة والعطاء لفنه ووطنه، أحيانا تجده صامتا لكنه صمت المتأمل للواقع من حوله فهو لا يتكلم إلا إذا لمس الحلول وقدم الرؤية

فهو يري أن المرحلة القادمة في عمر مصر تحتاج لكثير من الجهد والتعاون والتكاتف لنعبر لبر الأمان وأن البداية لابد أن تكون بإنعاش الاقتصاد وأن نكون صرحاء وأن تكون هناك شفافية بين الحكومة والشعب وإنقاذ التعليم والعمل وإنتاج السلاح حتي لا يتحكم فينا أحد وأن نبعد عن الأحلام الشخصية والرغبات الشريرة وأن نعيد الزمن والاستقرار والاقتصاد لأن هذا هو الطريق الوحيد للقضاء علي الإرهاب، جاء ذلك خلال الندوة الفنية التي عقدها مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية في دورته الثانية في الأقصر وأدارها الناقد خالد محمود.
أكد نور الشريف في البداية قائلا: القادم في مستقبل مصر يتطلب منا إنعاش الاقتصاد المصري وأن تكون هناك شفافية من الحكومة والمسئولين في هذه المنطقة وإطلاع الشعب علي الواقع بصراحة والأهم أن يكون لدينا احتياطي نقدي وغذائي يكفي لـ3 سنوات علي الأقل وليس 6 شهور فقط وأن يعود العمل والإنتاج والأهم في ذلك ضرورة إنتاج السلاح ولا نلجأ للغرب إلا في القليل منه لأن لو أن هناك سلاحا بدون ذخيرة سيتحول لخردة رغم أن قيمته بالمليارات.
وأضاف: أحلم بأن تكون هناك مرحلة حسم حتي يمر البلد للمستقبل وننقذه من الركود والخلافات ونجرب الدستور ولو هناك قصور تتم معالجته لأنه لا أحد يعيش والدستور في جيبه لكن من العار أن نعتمد علي غيرنا في لقمة عيشنا وأوضح «الشريف» خلال الـ3 سنوات الماضية كنت أشعر بالحزن والأسي لما كان يحدث رأيت أصناما انهارت وأساتذة فقدت ثقتي بهم وتحولت المسألة لتجارة وصارت الأمور كارثة بمعني الكلمة لأن هناك من كان يريد استدراجنا لمناقشات وهمية ومصالح شخصية وآراء لمجرد الظهور و«الشو» الإعلامي، وهذا للأسف استغرق وضيع وقتا كبيرا وهلهل اقتصادنا وأوقف عجلة الإنتاج وأوضح «نور» خلال هذه الفترة التزمت الصمت ورفضت الدخول في تجارة الفضائيات بأسمائنا ولم أتحدث عن هذه المرحلة  سوي لعمر زهران للتليفزيون المصري لكني فوجئت وصدمت برفض عرض الحوار فعرضه «زهران» في قناة cbc وقلت وقتها كلاما لم أخش منه علي نفسي لأنني أعشق هذا البلد وقلت وقتها من الممكن أن نعطي الإخوان الفرصة لكي يحكموا لأنني كنت أعتقد أنهم تجار شاطرين ويمكن أن نستفيد لخبرتهم لكنهم للأسف استعجلوا الفرصة وأضاعوها وكادوا يضيعون البلد.
وأشار «الشريف» الي أن البعض كان يفهم أن أمريكا ساندت الإسلام السياسي في مصر وتونس وغيرها لكن هذا في مظهره يبدو صحيحا لكن الحقيقة التي أفهمها - والكلام للشريف - أن هذا كان مخططا لإشعال الحرب إسلامية في جبهتين جبهة تمثلها تركيا ومصر وأخري تمثلها إيران والعراق للقضاء علي العروض الإسلامية بدليل أنه بعد سقوط مرسي في مصر بدأوا ويشعلون نار الفتنة والمظاهرات في تركيا وإظهار قضايا الفساد لأردوغان، وأضاف: علينا أن ننسي هذه المرحلة ونلتفت لمصر خاصة بعدما أثبت الشعب المصري رغبة وتأكيده علي ثورتي 25 يناير و30 يونية بإجماعه علي الدستور ونجح بنسبة مذهلة وهذا يعني أن مصر تجاوزت مرحلة الإخوان وأنهم صفحة وانطوت، وعلينا أن نعمل للقادم ونلتفت حول قيادة قوية تستطيع العبور بالبلد لمستقبل مشرق بشرط أن تكون هناك مصارحة وشفافية وعمل وإنتاج وحرية التعبير التي لا تعطل مسيرة وطن والبعد عن الرغبات الشريرة والأحلام الشخصية والتكاتف لإنقاذ الاقتصاد والتعليم.
وقال أنا سعيد بوضع 4٪ من الناتج القومي لإصلاح التعليم لأنه العمود الفقري لنهوض مصر، وقال: المهم أيضا أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي في النقل والغذاء مثل سوريا التي تدور فيها المعارك واقتصادها مازال ثابتا وأكد هذا لا يعني تأييدا لبشار لكنه تأكيد أن هذه الدولة كان لديها اقتصاد ومخزون استراتيجي من النقد والغذاء.
وأعرب نور الشرف عن تخوفه الشديد من الرأسمالية المتوحشة التي تريد أن تدير البشر كقطيع من «الغنم» مستهلك فقط مستخدمة الإعلام كأداة في يدها لتنفيذ هذا المخطط الذي استبعد أن تكون أمريكا وإسرائيل وراءه، وهذا يدفعني لعدم التفاؤل في رد فعل وتأثير الإبداع علي الشعب وهذا يجعلني أخشي أنني لن أعيش طويلا في ذاكرة المواطن.
وقال هذا يجعلني أطالب الهيئات الثقافية في مصر ألا تنسي مبدعيها وقادتنا العظام في الفن والثقافة والأدب والعلوم والعسكرية وقال إنا كنت محظوظا أن يكون لي أساتذة عظام علموني وساعدوني في بداياتي مثل المخرج القدير محمد فاضل وجلا الشرقاوي وكرم مطاوع وغيرهم وعلينا أن نتخلص من آفة الغيرة والكره فينا كمصريين.
وأضاف: علي الدولة أن تدعم السياحة بمساعدة أهل الفن والسينما في استغلال الأماكن السياحية والجميلة وأن نسترشد بدور الراحل عبدالناصر الذي ساعد «آسيا» في إنتاج فيلم «الناصر صلاح الدين» بدعمه لها بسلاح الفرسان لكن الآن نتعذب في استخدام هذه الأماكن وندفع مبالغ طائلة وكأن هناك مؤامرة لكي لا نسوق حضارتنا.
وأضاف: نفس المنطق والكارثة تتعامل بها الدولة مع حرب أكتوبر وهذا للأسف يؤكد تراجع نظرة الدولة للفن التي بدأت منذ عهد السادات، وكان لي - والكلام لنور الشريف - معه تجربة شخصية في فيلم «أهل القمة» الذي أصر علي مشاهدته وحذف منه مشهدا بعد أن شكوت له رفض وزير الداخلية وقتها عرضه.
وأشار «الشريف» الي أن الدولة للأسف لا تساعدنا كفنانين علي تسويق أعمالنا منذ أن توقفت بعد معاهدة «كامب ديفيد»

ومازالت مستمرة حتي الآن، وقال أنا شخصيا ذقت الأمرين في محاولة عودة هذه الأعمال للعرب رغم عودة العلاقات ومواقفهم المشرفة معنا الآن لكنهم مازالوا يغضون الطرف عن عودة السينما والدراما المصرية في بلادهم وللأسف الدولة لا تفعل شيئا علي المستوي السياسي وأصبح ليس لدينا القدرة علي التسويق وهذا يحدث ليس في الفن فقط لكن واضح في كل المجالات.
وعن التنوع الفني في مراحل حياته قال نور الشريف: إن الممثل الذكي يجب أن يكون حريصا في بدايته حتي يقف علي قدميه رغم أن التنوع في الأداء قد يؤخر نجاح الفنان وهو ما حاولت أن أسير عليه في حياتي وقدمت كل التجارب ما بين رومانسية واجتماعية وأكشن لأن أحيانا النجاح الكبير يعصف بنجوم كبار وهذه التجربة كما يقول عايشتها مع الفنان القدير محمود المليجي بعد فيلم «الأرض» الذي اضطر أن يقبل أدوارا أقل بكثير من قيمته وقلت له ذلك شخصيا أثناء عمله معي في فيلم «شباب في العاصفة» لماذا قبلت هذا الدور فقال تصورت بعد لفيلم «الأرض» أن يطاردني المنتجون ووجدت ذلك مع النجم الراحل محمود مرسي.
وأضاف نور الشريف: للأسف الاتجاه الواحد أحيانا يكون قاتلا لذلك أنا مشفق علي «هنيدي» الذي كان يصر أن يظهر في معظم أفلامه في دور سيدة وأحترم أحمد حلمي لأنه نجح في أن ينوع وأنأي بحبس أحمد عز وكريم عبدالعزيز والسقا في أفلام ذات اتجاه واحد لأن من يريد أن يغير منهم «هيتعب»، وقد لا يقبله الجمهور الذي تعود علي ظهوره في هذه النوعية خاصة في ظل سيطرة الإنتاج الخاص وعمل أفلام بميزانيات ضخمة أنا ضدها لأنها بلا سبب وساهمت في رفع أجور هؤلاء النجوم والسينما الآن تعاني لهذا السبب وهو ما دفع نجومها القدامي للاتجاه للدراما وأنا واحد منهم.
وعن الأفلام المهمة التي يراها في حياته قال: أري أن «سواق الأتوبيس» هو الفيلم الأكثر حبا لقلبي و«حدوتة مصرية» الأصعب لكني تعاملت مع مخرجين كنت ومازلت أحترمهم فمثلا سمير سيف في أولي تجاربه معي في فيلم «دائرة الانتقام» أخرج من مناطق جديدة لم أكن أكتشفها في نفسي وكذلك كمال الشيخ في فيلم «الطاووس» كان إخراجا مختلفا.
وقال: أنا لم أتدخل في الإخراج رغم أنني مخرج إلا في بعض المناطق الفنية فقط وهي قليلة ومحدودة جدا وقال: تأثرت جدا بعاطف الطيب وداود عبدالسيد ومحمد خان في فيلم «ضربة شمس» وأسعي دائما للتعامل مع الجيد الجديد من الكتاب والمخرجين ومع استمرار الشباب في تجاربهم وواثق أن الفن الجيد سيستمر والرديء سيتم غربلته.
وعن المسرح قال نورالشريف: أنا مدين للمسرح وإن شاء الله سأوفي الدين لكن للأسف المسرح كله في العالم في حالة تراجع وأحلم بعودة مسرح الجامعة الذي خرج أجيالا عظيمة لكن الآن يدخلونها بالجنازير، أحلم بعودة الفرق المسرحية التي كانت لي فيها تجربة شخصية وممتعة، وقال «نور»: للأسف أنا مندهش من الرأسمالية المتوحشة في الفن التي تعتمد علي «مص الدما» وليس لديها قلب ولكن واثق أنه سيحدث إفراز للسلوك الإنساني المختلف خلال الأربع سنوات القادمة.
وعن الدراما قال نور الشريف: ليس لديّ مشروع واحد الآن سنجلس علي الورق مع المؤلف مصطفي محرم بعد عودتي من لندن واسمه «أولاد منصور التهامي» لرمضان القادم وهو شخصية رجل وصولي وبخيل يصعد من القاع للقمة مثل نماذج كثيرة نراها الآن وهو عمل في إطار سعي للتنوع وأشار: آمل وأحلم أن تتحول مصر بعد هذه الانفراجة في الدستور أن تكون دولة محترمة وقوية وتحتاج للم الشمل تحت قيادة عفية تنقذ البلد وتعبر به للمستقبل.