رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"الكاتب والسلطان" يفضح علاقة المثقف بالسلطة

بوابة الوفد الإلكترونية

صدر حديثاً للمؤلف سفير لبنان ومندوبها الدائم فى جامعة الدول العربية د. خالد زيادة، كتاب «الكاتب والسلطان» عن الدار المصرية اللبنانية، يقع الكتاب فى 310 صفحات من القطع المتوسط، ويحتوى على ستة فصول غير تقديم ومدخل وخاتمة: هى : اليسق العثمانى، حرفة الفقهاء، مجالس المشورة، كاتب السلطان، شريك الرأى، المثقف.

الموضوع الرئيسى للكتاب هو علاقة المثقف بالسلطة منذ كان الفقيه هو مثقف السلطان الذى يصدر له الفتاوى التى تناسبه وتتوافق مع رأيه، وكيف تطورت هذه العلاقة وصولاً إلى المثقف فى العصر الحديث الذى حل محل الفقيه يسوغ للسلطة قمعها ويكتب لها الرأى الذى يتوافق مع هواها.
ينطلق الكتاب من سؤالين: يتعلق الأول بالموقع الذى كانت تشغله الأجهزة الفقهية فى الدولة، أما الثانى فيأتى من فضاء مختلف، ويتعلق ببروز شخصية اجتماعية جديدة متمثلة بالمثقف، ومن المعروف أن الأجهزة الفقهية كان منوطاً بها القيام بأعباء الوظائف الدينية من إمامة وخطابة وتدريس، وصولاً إلى تولى القضاء، وكانت تملك حيزاً من الاستقلال الذاتى فى تسيير شئونها، إلا أن هذه العلاقة كانت عرضة للتبدل مع الانعطافات والانقلابات وتغير الدول.
ويشرح الكاتب أن السؤال المتعلق ببروز المثقف يبدو أكثر تعقيداً، فقد درجت الدراسات التى تناولت الموضوع على استعادة التجربة الفرنسية من إميل زولا إلى جان بول سارتر، أو بالعودة إلى الأدبيات الماركسية، خصوصاً لدى الإيطالى أنطونيو جرامشى، وكان لهذه الدراسات أن توضح لنا مسار المثقف اللاتينى أكثر من التعرف إلى شخصية المثقف العربى، فضلا عن كونها قدمت صورة يظهر فيها المثقف مستقلاً ومعارضاً للسلطة، مسترجعاً فكرة الأنوار فى القرن الثامن عشر المعادى للاستبداد والكنيسة.
ويضيف خالد زيادة : «لقد اقتنعت بأن ولادة المثقف فى البيئة العربية ترتبط بتجربة التحديث فى عصر النهضة والتنظيمات، وأن وظيفته لا يمكن فهمها إلا فى ضوء الوظائف التى شغلها من قبل الفقهاء وكتاب الدواوين، مع التأكيد على ضرورة التمييز بين الوظيفة، التى يضطلع بها الفرد أو المؤسسة وبين الدور الاجتماعى والثقافى والسياسى، الذى يتبدل تبعا لتبدل الظروف وتغير الأسئلة من حقبة إلى أخرى».
يقول المؤلف: «ندخل اليوم فى العالم العربى مرحلة جديدة من التحولات التى ستستغرق سنوات عديدة، نشهد فيها مجابهة بين المثقف الذى يحمل أفكار التحديث ويدافع عن الدولة، وبين من يعتبر أنه يملك الفهم الصحيح لتعاليم الدين، مجابهة لم نشهدها على هذا النحو الصريح من قبل، ومع ذلك فإن قراءة التجربة التاريخية تتيح لنا

أن نفهم على نحو أفضل الجذور التاريخية، لما نشهده راهنا، وما سنشهده فى المستقبل القريب».
وفى مقدمته للكتاب يقول الدكتور جابر عصفور «كتاب الصديق خالد زيادة (الكاتب والسلطان) يعرض لعدد من الموضوعات المهمة التى تكشف عن تفاصيل العلاقة المتوترة بين زوايا المثلث (الكاتب والسلطان والعامة) الذى لم يكف عن التغير والتبدل والتحول عبر تاريخنا الثقافى والسياسى والاجتماعى فى آن، وتمضى هذه الفصول بين منعطفين تاريخيين، يخص أولهما مطلع القرن السادس عشر، ويرجع ثانيهما إلى بداية القرن التاسع عشر، وما تبع كلا المنعطفين من متغيرات، فضلاً عما يندرجان فيه من سياق طويل من التغير والتحول الذى لم تفارق عملياته مؤثرات متعددة داخلية وخارجية، وبقدر ما يؤكد خالد زيادة فى كتابه الذى يستحق القراءة المتأملة تحولات العلاقة بين أهل العلم، وأهل القلم من ناحية، وأهل السلطة الحاكمة من ناحية مقابلة، فإنه لا يتجاهل الوجه الآخر من العلاقة التى تصل الطرفين بالطرف الثالث المنطوى على حضور الجماهير، فى صراعات القوة والسلطة المعروفة ما بين الفاعلين لها والمنفعلين بها، ويمضى ذلك عبور فصوله الستة، أهم ما فيه أنها تطرح من الأسئلة ما يدفع القراء إلى تحويل الإجابات إلى أسئلة موازية، تفتح للوعى التاريخى آفاقا واعدة بإمكاناتها الثرية، وهو ما حدث لى أثناء قراءة هذا الكتاب».
خالد زيادة : ولد فى طرابلس- لبنان 1952، حصل على إجازة بالفلسفة من الجامعة اللبنانية سنة 1977. حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون الثالثة - باريس 1980. أستاذ جامعى، يشغل منذ 2007 منصب سفير لبنان فى جمهورية مصر العربية، والمندوب الدائم في جامعة الدول العربية.