رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسجيل كتابات بلدة القصر بالمكتبة الرقمية للنقوش

 مكتبة اسكندرية
مكتبة اسكندرية

في إطار اهتمام مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية بزيادة الوعي الأثري لتراث الخطوط والكتابات بالصحاري المصرية، وما تحمله تلك المناطق من صفحات صادقة لتاريخ وحضارة مصر في كل عصورها، قام المركز بتوثيق كتابات ونقوش بلدة القصر بالمكتبة الرقمية للنقوش والخطوط.

ورغم بُعد المسافة وعدم وجود طرق مباشرة لبلدة القصر؛ فقد حرص المركز على توثيق النقوش في أماكنها الطبيعية بالبلدة نفسها وبأعلى درجات الاحترافية من قبل مصور محترف، وتم تشكيل فريق بحثي بقيادة الدكتور سعد شهاب المتخصص في الكتابات والعمارة التقليدية في صحراء مصر الغربية، وللأسف فقد اندثرت بعض النقوش الموجودة على العتب، وسرق البعض الأخر منها، ولولا جهود وزارة الآثار في الحفاظ على تلك الثروة الثقافية لكانت ضاعت واختفت تمامًا تلك النقوش التي تمثل وثيقة تاريخية هامة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأهل تلك المنطقة والعائلات العربية التي استقرت بها، وأهم الصناع بها، وعرض لأهم الوظائف السياسية والشخصيات التاريخية التي استقرت ببلدة القصر. 
تقع بلدة القصر في منتصف الصحراء الغربية على بعد 530 كيلومترًا إلي الجنوب الغربي للقاهرة، وفي الشمال الغربي من مدينة موط عاصمة الواحات الداخلة على بعد 35 كيلو مترًا منها.
وتعتبر بلدة القصر أول الأماكن التي استقبلت القبائل الإسلامية عند وصولها الواحات سنة 50 هجرية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجري؛ وازدهرت في العصر الأيوبي وبها قصر الحاكم ومأذنة لبقايا مسجد وهي مكونة من ثلاث طوابق بارتفاع 21 مترًا، وتتميز شوارع القرية بأنها جميعًا مسقوفة بالأخشاب وجذوع النخل. وقد هيأ لها موقعها أهمية تاريخية منذ القدم؛ نظرًا لكونها نقطة التقاء لعدة دروب قديمة، وكانت بمثابة الطرق الخاصة بالقوافل التجارية وللغزاة والفاتحين خاصة إلى بلاد المغرب العربي.
وتمثل كتابات بلدة القصر مدرسة خاصة في الخط العربي وفي خط الثلث الجلي تحديدًا، واستطاعت تلك المدرسة الفنية أن تخلق لنفسها نمطًا محددًا من الهام توثيقه، لأنه يعطي صورة للأنماط الفنية لكتابات الأطراف التي سادت في مصر خلال العصر العثماني. خصوصًا بعد انتشار سرقة ذلك العتب بصورة ملحوظة. ووثق فريق مركز الخطوط ما يزيد على 50 عتبة خشبية في مدخل كل منزل، ومحفور على كل عتبة كتابة بارزة بالخشب باسم صاحب الدار، وتاريخ إنشاء المنزل واسم الصانع الذي صنع هذه العتبة، ويُذكر أن عائلة علام النجار كانت أشهر العائلات في صناعة العتب، وأقدم عتبة بالقرية يرجع تاريخها إلى عام 914هجرية؛ في منزل محمد خطب، وصنعها المعلم لطف الله، ويعتبر بيت القاضي عمر بن القاص سباعي العثماني الواحي القصري من أضخم بيوت القرية، وعدد أدواره أربعة أدوار وقد بني في عام 1113 هجرية. وفي شارع البرج

بالقرية يوجد منزل وطاحونة حسانين، ومازالت الطاحونة قائمة على حالها، واستطاع فريق التوثيق بالمركز توثيق الكتابات المنزل والطاحونة بالكامل، بجانب توثيقه لكتابات المحكمة، التي كانت هذه تستخدم كمدرسة. كما كانت القصر مقرًّا لكثير من الأمراء في العصر العثماني ويؤكد ذلك ما عثر عليه من نصوص إنشائية على أعتاب بعض أبواب المنشآت.
ويشير الباحث محمد حسن؛ أخصائي بحوث بمركز الخطوط إلى أنه تم إدراج نقوش بلدة القصر بالكامل على موقع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط، على أن يتم إخراج كتاب موسوعي للدكتور سعد شهاب يضم النقوش كاملة والتحليل الفني والتاريخي لها خلال النصف الأول من عام 2014م.
وأضاف أحمد منصور؛ نائب مدير مركز الخطوط أن توثيق نقوش بلدة القصر حدثًا مهمًا في تاريخ نشر الكتابات نظرًا لندرة مجموعة النقوش الموجودة بها والتي تتيح بحسب رؤيته نظرة مختلفة على حياة الصحاري تتسم بالاتساع وعدم الاقتصار على كتب التاريخ والاجتماع، فالنظرة التي تلقيها النقوش كوثيقة تاريخية على القضايا الشرعية والممارسات المتعلقة بالتملك وحياة الناس وتصور مدي المرونة التي اتسمت بها الحياة في بلدة القصر. وأكد أن هذا العمل بمركز الخطوط لم يكن ليتم بتلك الصورة المشرفة لولا التعاون الصادق من وزارة الأثار، التي سمحت بالتصوير والتوثيق لفريق مركز الخطوط، وجميع مفتشي الأثار بالمنطقة الذين قدموا يد العون للمشروع.
يُذكر أن المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط تعد سجلاً رقميًّا للكتابات الواردة علي العمائر والتحف الأثرية عبر العصور. وتهدف المكتبة إلى إتاحة دراسة النقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، منذ عصور ما قبل التاريخ حتي العصر الحالي، في جميع أنحاء العالم بنهج جديد ورؤية جديدة من خلال إنشاء مكتبة رقمية متكاملة للنقوش الأثرية المختلفة من أجل الحفاظ على التراث الحضاري والتاريخي للآثار. http://inscriptionslibrary.bibalex.org/ /