رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجاهل الرموز في العام الفضي للأوبرا

 إيناس عبد الدايم
إيناس عبد الدايم رئيس الأوبرا

25 عاما اتمتها دار الأوبرا الجديدة بالجزيرة في 10 أكتوبر الجاري.. الأوبرا من جانبها قدمت احتفالية ضخمة بهذه المناسبة، في نفس اليوم الذي واكب الافتتاح، حضرها شخصيات كثيرة من المهتمين بهذا الفن.

البعض جاء بناء علي دعوة شخصية من إدارة الأوبرا، والبعض الآخر جاء طواعية للاحتفال بهذه المناسبة الكبيرة، التي لا تتكرر في العمر إلا مرة واحدة، وفي المقابل هناك أسماء بارزة قدمت للأوبرا الكثير سواء من الفنانين أو الموظفين غابوا عن المشهد. وعندما سألنا عن السبب علمنا ان الدعوة لم توجه إليهم من الأساس. وهذا التجاهل سواء كان عمدياً أو غير مقصود. فهو أمر لا يليق، كل من غني أو عزف جملة موسيقية أو عمل في أحد المكاتب الإدارية كان علي الأوبرا ان تضعه في مقدمة الصفوف لأنه وضع «طوبة» في هذا البناء حتي وصل إلي ما وصل إليه. هذا العيب الخطير لا تعانيه الأوبرا فقط بل تعاني منه كل أجهزة مصر. ودائماً المنسيون هم أصحاب الحق. كل مسئول الآن علي رأس جهاز أو فنان أو موظف لولا من سبقوه لما وصل هو إلي هذا المكان.
وهنا لن نوجه اتهام التجاهل فقط للدكتورة إيناس عبدالدايم بمفردها، لانها بحكم موقعها لديها الكثير من المشاغل لكن اتصور أن لديها فريق عمل ضخماً بالأوبرا بعضهم كان يجب ان تكون مهمته دعوة زملائه السابقين، وكل من ساهم في هذا البناء حتي ممن عاصروا الأوبرا القديمة التي احترقت. الأوبرا في ليلة الاحتفال اكتفت بتكريم رؤسائها السابقين، وتناست من أهم من صنعوا شخصية هذا الكيان. كنت أتصور ان جيش الموظفين سوف يتذكر زملاءه القدامي. كان علي كل إدارة ان تقدم كشفت بأسماء من عملوا بها وخرجوا للتقاعد. وإذا كان بعض العاملين تناسوا زملائهم السابقين. فالإدارة كانت لابد وان توجههم، لكن حالة النسيان هي آفة المجتمع المصري بأكمله. وهنا لابد لدار الأوبرا تحديداً ان يكون لديها أجندتين، الأولي تضم كل أسماء أبنائها حتي تتدارك هذا الموقف مستقبلا، والذي لن يتكرر قبل 25 سنة أخري أي في اليوبيل الذهبي. والثانية تضم كافة الأحداث الفنية المرتبطة بالشخصيات العامة، وذكري كبار فناني الموسيقي والغناء بكل ألوانه. ويبدو ان الأوبرا ليست لديها الأجندتان، بدليل أنها لم تدع مجموعة كبيرة من الأسماء والشيء الثاني أنها تجاهلت الذكري الخمسين لرحيل رائد الموسيقي السيمفونية في مصر

ومؤسس معهد الكونسرفتوار الفنان أبوبكر خيرت وهو عم المؤلف الموسيقي الشهير أبوبكر خيرت والذي مرت ذكراه الجمعة الماضي، ومرور 50 سنة علي رحيله أيضا من المناسبات التي لا تمر إلا مرة واحدة، وهذا الرجل له تلاميذ، وله فضل علي كل من تخرج هذا المعهد، وبالتالي تلاميذ هو في كل مكان. وجاءت ذكري رحيل خيرت في الوقت الذي احتفلت فيه إيطاليا في قلب دار الأوبرا بذكري ميلاد فيردي الـ 200، وخلال السنوات الماضية احتفلت الأوبرا أيضا بأسماء أخري عالمية. والأزمة هنا نعود ونكرر في المنظومة نفسها، بدليل تكرار الأمر مع كل رؤساء الأوبرا السابقين. خلال المناسبات تسقط أسماء من الدعوات كما تسقط أيضا مناسبات مهمة خاصة برموزنا الفنية.
وهذا كله يتطلب من إدارة أي مكان ان تكون كما قلنا قاعدة بيانات خاصة، بدونها في ظل حالة التناسي، سوف نفقد رموزاً مازالت علي قيد الحياة، وسوف نجهل الاحتفاء برموز أخري رحلت، وأثرت الحياة الفنية والثقافية المصرية.
مصر ليست أقل من كل دول العالم الأول خاصة في مجال الفنون لأننا نملك 90٪ من التراث الفني العربي، ولدينا موروث ثقافي هو الأهم في العالم. أمريكا بجلالة قدرها لا تملكه، وأوروبا لديها جزء مما لدينا.
الأوبرا أخطأت، والخطأ يمكن إصلاحه لان الاحتفالات الخاصة باليوبيل الفضي سوف تستمر طوال عام، والمبدعون في كل المجالات يجب دعوتهم، كما ان الاحتفال بذكري أبوبكر خيرت الخمسين يمكن استمرارها أيضا طوال العام، ويمكن إشراك معهد الكونسرفتوار فيها علي اعتبار ان كل المتواجدين به سواء أساتذة أو طلاب يدينون بالفضل لهذا الرجل.