رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المسرحيون يودعون المخرج أحمد عبدالحليم

بوابة الوفد الإلكترونية

رحل في هدوء تام الأب والمبدع والمخرج أحمد عبدالحليم بعد صراع طويل مع المرض بإحدي المستشفيات بألمانيا فجر الثلاثاء الماضي،

بعد أن قدم لأرشيف المسرح العديد من الأعمال التي كان لها بصمة في قلب الجمهور المصري والعربي منها «الملك لير» و«بلقيس» و«حلم بكرة» و«المشخصاتية» و«مكبث» و«ملك يبحث عن وظيفة» وغيرها.
شغل العديد من المناصب منها مدير فرقة الطليعة والقومي، وترأس العديد من المهرجانات المسرحية، وعميد كلية العلوم بجامعة 6 أكتوبر، وأستاذ بقسم علوم مسرح بجامعة حلوان والمعهد العالي للفمون المسرحية.. كان خبر وفاته بمثابة صدمة للوسط الفني.
قال عنه الفنان أحمد ماهر: أنا تلميذ لهذا الأستاذ العظيم، وإذا نظر أى شخص لهاتفي سيجد رقمه محفوظ باسم أستاذي، لأنه فنان يحمل في طياته قلب عصفور، فكان دائماً ما يدللني وهو أول من كرمني عندما تقدمت لامتحان الأكاديمية فقابلني بحفاوة بالغة.
وأضاف: ولم يقدر موهبتي أحد مثله، وفي رحلة الدراسة كان يعتني بي دائماً وخصني بعنايته، وترقي هذه العلاقة إلي أنه كان يسهر معي لتحضير مشاهد التمثيل للامتحان، ثم يصر علي توصيلي إلي منزلي بحي شبرا، بينما هو يسكن في المنيرة، فهو نموذج لم ولن يصادف أحد فريد من نوعه فناً وأخلاقاً وإنساناً وكل شىء.
بينما يقول الفنان ماهر سليم، مدير مهرجان المسرح القومي: تعرفت عليه منذ السبعينيات في عرض مسرحية «المشخصاتية» إخراج عبدالرحيم الزرقاني، وكنت أقدم بجانبه دور ثانوي، فوجدته إنساناً بقلب فنان.
وكان ذلك واضحاً أثناء إدارته لفرقة الطليعة ثم سفره للكويت وتأسيسه للمعهد العالي للمسرح هناك، ثم انتقاله إلي ليبيا.
وأضاف: وعندما عاد إلي مصر أخرج عدداً كبيراً من المسرحيات وترأس العديد من اللجان والمهرجانات التي آخرها مهرجان المسرح القومي الذي شرفت بإدارته تحت رئاسته، فكل من عمل معه يعلم أنه إنسان متميز علي خلق، وأعتقد أنه كان آخر جيل الأقوياء.
وأشار «ماهر» إلي أنه قام بزيارته قبل سفره وكان يشعر أنها زيارة الوداع ولم يكن يريد الرحيل، ولكنه كان لديه أمل انتهاء الأمر بألمانيا ويتم شفاؤه ويعود إلينا معافي.
أما الفنان محمد أبوداود، سكرتير عام نقابة المهن التمثيلية، فقال: كان رجل دمث الخلق ومهذب وتاريخه الجميع يعلمه سواء علي مستوي التمثيل أو الإخراج، وعلاقتي به بدأت قبل دخولي معهد الفنون المسرحية، حيث كان يخرج عرضاً مسرحياً بعنوان «ملك يبحث عن وظيفة» وكان والدي مشاركاً فيها فكنت أذهب معه لحضور البروفات الخاصة بالعرض.
وعندما التحقت بالمعهد كان قد سافر إلي دولة الكويت فلم أتشرف بالتعلم علي يده، ولكنه إنسان رقيق المشاعر في تعاملاته فلن تسمع أى كلمة سيئة عنه من أى شخص تعامل معه، ورحمة الله عليه نحمد الله أنه لم يتألم كثيراً قبل وفاته وانتهي الأمر سريعاً، فكلنا إلي فناء وإنا لله

وإنا إليه راجعون.
وقال الفنان خليل مرسي، رئيس قسم المسرح بجامعة أكتوبر: معرفتي به تعود إلي سنوات طويلة، حيث عملنا معاً في جامعتي حلوان و6 أكتوبر فكنا نتقابل يومياً، فهو إنسان دمث الخلق لا يغضب أحداً، وكان جميلاً بكل معاني الكلمة.
بدأ حياته كممثل وأشهر عمل قدمه «يوميات نائب في الأرياف» ثم سافر بعدها في بعثة إلي إنجلترا، وعندما عاد مارس الإخراج وقدم العديد من الأعمال التي يزخر بها المسرح المصري آخرها مسرحية «بلقيس» التي قدمت علي مسرح ميامي.
وواصل حديثه قائلاً: أحب توجيه الشكر لحاكم الشارقة سلطان محمد القاسمي الذي تولي علاجه علي نفقته الخاص هاتين المرتين الذي سافر فيهما، فلم يعط فرصة للنقابة أن تقوم بواجبها نحوه، وعندما اتصل الشيخ سلطان به ليدعوه للسفر إلي الشارقة اعتذر لمرضه أرسل إليه للعلاج في حينها.
بينما قال الفنان خالد الذهبي، مدير فرقة المسرح القومي: كل المسرحيين الحاليين لا يستطيعون تقييمه لأنه هو المقيم، فكان معلماً ومدرسة بالمسرح له بصمة ورؤية بذلك المجال، عملت معه في أكثر من عمل منهم مسرحية «مكبث» عندما كان مدير فرقة القومي عام 1991.
وأضاف: كان لي موقف أثناء إدارته لا أستطيع نسيانه، حيث جاءت لي فرصة عمل خارج البلاد فقدمت له طلب إجازة فكتب عليها تأشيرة تدل علي رقته وإنسانيته مازلت أحتفظ بها حتي الآن فكتب: «الفنان خالد الذهبي فنان لا يمكن للمسرح القومي أو المصري التخلي عنه لأخلاقه وفنه ولكن بناء علي رغبته وطلبه لا أستطيع أن أرفض».
وأشار «الذهبي» إلي أنه من أهم معلمي المسرح العربي وأنه أكاديمي من أخمص قدمة لأعلي رأسه، وكان يملك أن تجلس أمامه كتلميذ مهما كان لديك من علم، وأنهي حديثه قائلاً: رحمة الله عليه عطاء بلا حدود في جميع مجالات المسرح، وسوف يظل حي بإنجازاته وسيرته العطرة.