رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رحيل صاحب تمثال "طه حسين" المجهول

بوابة الوفد الإلكترونية

غيب الموت الفنان العبقري النحات الدكتور عبد الهادي الوشاحي صاحب أجمل تمثال لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وأهم أحد الباعثين للروح الجديدة في النحت المصري.

وهنا يأتي السؤال لماذا استبدل الفنان فاروق حسني وزير الثقافة وقتها هذا التمثال البديع للوشاحي بآخر قبيح لفنان مجهول، وهو التمثال الموجود حالياً بميدان الجلاء؟ ما السبب؟ هل الغيرة من الأفضل؟ هل لأن فاروق حسني كان يدير الوزارة حسب ميوله الشخصية؟
في عام 1980 حضر عبد الهادي الوشاحي الى روما وكان يرافقه د. عمر النجدي قموساريو البينالي المصري بفيينا، وفي اليوم التالي اتصل النجدي بي تليفونيا وأخبرني بأن البينالي في حاجة الى صيانة سريعة حيث يوجد كسر في السقف والمياه تتدفق داخله والذي سيتم افتتاحه بعد اسبوع وكان فاروق حسني وكيلاً للأكاديمية في روما، فقلت لفاروق لماذا لم تذهب والوقوف بجوار النجدي ووشاحي وعمل ميزانية لاصلاح السقف، فرد علىَّ «والله العظيم» وأنا مالي.
هذا هو فاروق حسني الذي اتهمه بعدم المواطنة ولا ينتمي الى مصر أم الدنيا، فسافرت أنا على نفقتي الخاصة وقمنا بعمل الترميمات اللازمة بأيدينا كل هذا من أجل مصر.
لقد أقام فاروق حسني مسابقة لبعض الشبان لعمل تمثال للدكتور طه حسين وكان الوشاحي ضمن لجنة التحكيم ولكنه رفض الحضور، واستقر رأي فاروق حسني ومن معه في اللجنة التي اختارت التمثال الذي يسىء لقامة مصر التاريخية وهو التمثال الموجود حالياً بميدان الجلاء.
فالجمهور هو الحكم والمعروف أن الشعب المصري ذواق، الشىء الغريب أن فاروق رفض الذهاب لمشاهدة التمثال بعد أن علم من بعض الفنانين أنه رائع وتحفة فنية.
فالتمثال الحالي وصمة عار في ميدان عظيم له تاريخ ولسمعة مصر الفنية، هنا يأتي التساؤل الآخر: لماذا فاروق لم يعد تركيب كوبري أبو العلا كما وعد بأنه سيكون مزاراً عالمياً؟ وللأسف فهو مهمل على ضفاف النيل بروض الفرج، والصدأ يملأه وأصبح خردة.
أعتقد أن فاروق لو كان فكر في ازالة تمثال النهضة لقام بازالته، وكذلك ازالة تمثال رمسيس حيث سمى شارع رمسيس وميدان رمسيس، وتم نقله بـ 15 مليون جنيه بزفة كدابة، فاروق ليس عنده الوطنية ولا

الانتماء لحب مصر.
إنني أطالب وزير الثقافة الحالي بعمل ميزانية بصب تمثال د. طه حسين للفنان العبقري عبد الهادي الوشاحي والحمد لله أن البرونز متوفر في مصر، ان ارتفاعه 275 سم غير القاعدة وخلع التمثال الحالي.
وأتساءل أين جهاز التنسيق الحضاري في هذه الظروف، وأين ما هو جديد ليتماشى مع عظمة مصر منذ أنشأه فاروق حسني في عام 2004، هذا تشويه لمصر ولسمعتها الفنية لوجه الله والوطن.
ولماذا هرب فاروق حسني وهو مقيم بين فرنسا وأبو ظبي بعد سرقة الآثار المصرية أطلب القبض عليه لأنه خائن.
إننا نشاهد تمثال العبقري المصري العالمي نجيب محفوظ الذي زاره قبل وفاته والمتواجد حالياً في ميدان سفنكس لمشاهدته فتعجب محفوظ وسأل لماذا لم تأتوا بطفلة لتقف بجواري لأتسول بها.
شكراً لوزارة الثقافة التي تمتلئ بالمنافقين وهؤلاء الذين اعتلوا المناصب زوراً وأفسدوا المجال الفني بشكل قبيح.
أما أنت يا صديقي يا وشاحي تركت لنا أعمالك العظيمة وسيرتك العطرة والغريب أنك في كل مرة أزورك تطلب مني أن أغني أوبرا سواء في المستشفى أو في البيت، مر على رحيلك أربعون يوماً وإلى أن نلتقي.
وقبل النهاية أطلب من القوات المسلحة اعادة النظر في عمل تمثال للمناضل العسكري الشهير عبد المنعم رياض، لأنني شاهدت تمثال جاجارين في موسكو رجل الفضاء الذي يبلغ ارتفاعه نحو 40 متراً وهذا لا يؤثر على ميزانية الدولة، لأن مصر فيها أمجاد.
د. جابر البلتاجي