عَقَدَ الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، في إطار فعاليات معرض الكتاب الدولي في دورته الرابعة والخمسين، وتحت رعاية وزير الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، برئاسة المهندس محمد أبوسعدة ندوة تحت عنوان "نحن والعمارة".
أهمية العمران ومدي تأثره بالبشر:
تحدث المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز، عن أهمية العمران ومدي تأثره بالبشر لأنه انعكاس لثقافة البشر ويتأثر بالحقبة التاريخية والسياسية والاجتماعية مثل القاهرة الخديوية والتاريخية، كل منهم تعكس ثقافة حقبة معينة، وهي مناطق نابضة حية تؤثر وتتأثر بالبشر.
كشف أبوسعدة عن دور الجهاز في الحفاظ على التراث العمراني المتميز والتشريعات التي وضعت للحفاظ عليها، ودور الجهاز في تحسين الصورة البصرية بالمدن المصرية، ورفع قيمة الجمال وصياغة الفراغ العام، متأثرًا بمقولة إيطالية إن الكتاب السيء قد لايشتريه الناس ولكن المبنى السيء يعكس القبح على المدينة والبشر لمائة عام.
وتحدَّث الدكتور كريم قطب، مدرس التصميم العمراني بكلية تخطيط عمراني جامعة القاهرة، وعضو إدارة السياسات الاستراتيجية بالجهاز القومي للتنسيق
الحضاري عن تكوين مدينة القاهرة والتكوين الديموجرافي والفورمولوجي لها، وكيف أثرت الحقب التاريخية على تكوين القاهرة على يد جوهر الصقلي ثم بالعصر الفاطمي والأموي واالعصر المملوكي، وشكل الدولة الأيوبية ثم القاهرة الحديثة، كما تحدَّث عن شكل العمران بالقاهرة وتناول الكثافة السكانية، وكيف أثرت على شكل العمران على مدى العصور وكيف أثر على المدينة من حيث كمية الضغوط على المدينة والعمل على خلخلة هذه الكثافة بإنشاء المدن الجديدة حول القاهرة و تخفيف الضغوط حتى يكون هناك ديناميكية بقلب القاهرة النابضة.
٧٠٠٠ مبنى تراثي:
من ناحيته تحدث دكتور هابي حسني، أستاذ مساعد العمارة كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، مدير الإدارة العامة للسياسات الاستراتيجية بالجهاز القومي للتنسيق
الحضاري عن دور الجهاز في الحفاظ على المناطق ذات القيمة بالقاهرة والمباني التراثية المتميزة، وكيفية تسجيلها بالأرشيف القومي للتراث العمراني الذي أعدَّه الجهاز والذي سجَّل ٧٠٠٠ مبنى تراثي، على مستوى الجمهورية وكيفية الحفاظ عليها بأسس حماية واشتراطات وضعها الجهاز للحفاظ على الثروة العمرانية، كما عرض المشروعات التي قام بها الجهاز لرفع قيمة الجمال في المدن المصرية، وهي مشروع عاش هنا الذي يوثق للشخصيات المؤثرة في المجتمع في شتى المجالات في لمحة من الدولة متمثلة في الجهاز في تقدير جهودهم وتعريف الأجيال الجديدة بها والذي بلغ ٧٥٠ لوحة، بمحافظات القاهرة والحيزة والإسكندرية، وكذلك مشروع حكاية شارع الذي يوثق لحكايات الشوارع وسبب تسميتها، والذي بلغ ٢١٥ لوحة بالقاهرة والإسكندرية، ومشروع حكاية المناطق الذي يوثق لتاريخ كل منطقة مثل البورصة والشواربي، ومشروع جولات تراثية الذي بدأ بمنطقة الزمالك التراثية، وما بها من شخصيات موثرة تمَّ وضع لافتات على منازلهم مثل عبدالحليم حافظ وسعاد حسني وإسماعيل يس ومحمد التابعي وغيرهم الكثير، مرورًا بشوارع الزمالك المهمة مثل شارع شجرة الدر، وحسن باشا صبري، وكذا جولة تراثية بمدينةبورسعيد.
