محمد فؤاد: أرفض الإساءة للشيخ الشعراوى

 

 

تتر «إمام الدعاة» رسخ كل معانى النجاح لأكثر من عشرين عامًا

 

النجم محمد فؤاد واحد من أهم المطربين فى تاريخ الأغنية المصرية الحديثة، فمنذ ظهوره على الساحة الغنائية أوائل الثمنينات من القرن الماضى، قرر أن يكون مختلفًا فى منطقة مستقلة بذاتها، بالرغم من تواجد أسماء من العيار الثقيلة وقتها خطفت الانتباه بشدة بموهبتها الرنانة، مثل الراحل على حميدة ومدحت صالح وعلى الحجار ومحمد الحلو وعمرو دياب ومحمد منير وغيرهم، إلا أن «فؤاد» استطاع وبقوة أن يؤكد للجميع أنه نجم من طراز خاص قادر على وضع اسمه وسط الكبار وبأعمال ظلت عالقة فى أذهان جمهور الأغنية من المحيط إلى الخليج وبرغم مرور سنوات طويلة.

«فؤاد» دائمًا يذهب بأعماله الغنائية حسب اتجاه «بوصلة» قلبه بعيدًا عن الأهداف التجارية أو الاتجاه السائد، ولذلك كان أول من يقدم أغنية فى مارس من عام 1989 بعنوان «طابا رجعت لينا»، بعد عودة الأراضى المحتلة فى طابا، وكانت بداية العبور إلى قلوب الجمهور أغنية «يلا بينا يلا»، بعدها توالت النجاحات بأعمال من العيار الثقيل مثل «بودعك وفاكرك يا نسينى وكبر الغرام وأنا لو حبيبك وقلبى وروحى وعمرى» وكثير من الألبومات الغنائية التى أصبحت جزءًا كبيرًا من تاريخ الأغنية الحديث، بالإضافة إلى نجاحه الكبير على شاشة السينما بالعديد من الأعمال الكبيرة يتربع على صدارتها فيلم «إسماعيلية رايح جاى» الذى كان بمثابة شعلة انطلاق جيل جديد من الفنانين أصبحوا أهم نجوم السينما فى العالم العربى.

مع بداية الألفية الجديدة فاجأ «فؤاد» الجميع بتقديم تتر مسلسل «إمام الدعاة» بطولة الفنان حسن يوسف الذى تناول السيرة الذاتية لفضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى، محققًا نجاحًا كبيرًا وفريدًا من نوعه، الأغانى كلمات أيمن بهجت قمر وأصبحت من أهم الأغانى فى تاريخ الدراما المصرية منذ واحد وعشرين عامًا وحتى الآن، بكلمات رائعة ولحن شجى دخل قلوب الملايين، فمن ينسى كلمات «أمين وأمين على الأمة.. كتتاب الله فتح قلبه شرح معانيه بإحساسه» و«أمين أمين أرزقنا تانى بشيخ جليل يكون سند ويكون دليل» وصوت فؤاد العذب الذى عبر بصدق عن معانى الكلمات وعذوبتها».

 

«فؤاد» بالرغم من قلة تصريحاته وأحاديثه إلا أنه اختار الحديث عن كواليس مشاركته فى «أمام الدعاة» من خلال غناء تترات المسلسل الذى يتناول السيرة الذاتية لأحد أهم علماء الإسلام، خاصة فى الوقت الذى حاول البعض التشويه من صورته.

«فؤاد» تحدث لـ«الوفد» عن غنائه للترات العمل، قائلًا: منذ بدايتى على الساحة لم أبحث مطلقًا عن التواجد فقط، دائمًا أريد الظهور بأعمال تعود برسالة كبيرة على مجتمعى وأهل بلدى وأحقق من خلالها نجاحًا ومشوارًا فنيًا طيبًا تفتخر به عائلتى وأبنائى، لأن الفن الحقيقى هو الرسالة الهادفة للمجتمع وليس تجارة أو ربحًا أو أشياء من هذا القبيل.

وأضاف: قبل مشاركتى فى «أمام الدعاة» لم أكن أتواجد بصوتى فى أى من تترات الأعمال

الدرامية، ولكن حينما عرض على غناء تترات «أمام الدعاة» الذى يتناول سيرة حياة الأمام الجليل الشيخ محمد متولى الشعراوى، شعرت وكأن قلبى يرتجف، وقررت وقتها قراءة السيناريو ومعرفة كافة تفاصيل حياة هذا العالم الكبير، وبعدها جلست مع الشاعر الغنائى أيمن بهجت قمر، وكان كل شىء نابعًا من القلب، كل كلمة تغنيت بها فى هذا العمل كانت وراءها كم هائل من المشاعر والأحاسيس تجاه رجل قدم لمجتمعه وبلده ودينه كل شىء، وكانت رسالته هى السلام والتسامح الذى يمليه علينا الدين الإسلامى، ولذلك من هنا وصلت أغانى المسلسل إلى قلوب الجمهور وأفتخر أن بعد مرور واحد وعشرين عامًا على تقديمها مازالت فى أذهان الناس، فهذا هو المعنى الراسخ للنجاح.

وعن الجدل السائد بسبب بعض التصريحات المسيئة للشيخ محمد متولى الشعراوى، قال: بالرغم أن حديثى قليل للغاية ولكنى سأتحدث عن هذا الرجل، وبدون توجيه كلامى لفرد بعينه، ولكن فى جميع الأحوال الإساءة مرفوضة لرجل يعتبر من أهم علماء الدين الذى وهب حياته لتفسير آيات كتاب الله وشرحه بسهوله ويسر للناس، ولذلك هنا لابد أن أطرح سؤالًا مهمًا للغاية على كل من يسيء لهذا الرجل بعد سنوات من طويلة على رحيلة، هل كان يمكنكم الحديث عنه بهذا الشكل وهو على قيد الحياة؟!

وأضاف: حزين للغاية لما قرأته فى هذا الموضوع، لأن ما يحدث بعيد تمامًا عن شيم وتقاليد مجتمعنا المصرى الأصيل ولا يمت للشجاعة مطلقًا أن نسىء لشخص فارق الحياة.

وفى نهاية حديثى أود أن أقول إن فضيلة الأمام محمد متولى الشعراوى سيظل علامة لكل من يريد فهم دينه، وسيظل هو المرجع الذى أكد للعالم بأكمله أن الدين الإسلامى دين اليسر والسماحة والبساطة، ومكذبًا لكل من يشوهون الدين بالإرهاب والأعمال الإجرامية، رحم الله فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى وأتمنى أن يراجع نفسه كل من يحاول تشويه صورة هذا الإمام الجليل.