عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاعرية السرد في أدب عايدي جمعة.. ندوة نادي القصة

بوابة الوفد الإلكترونية

استضاف نادي القصة ندوة لمناقشة المجموعتين القصصيتين "جنية الحقول"، "السلام عليكم"، للكاتب والقاص دكتور عايدي علي جمعة.

ناقش المجموعتين الدكتورة منال رضوان، وقدم الندوة وأدارها الكاتب والناقد شوقي عبدالحميد.

بداية تحدث الأستاذ شوقي عبد الحميد، مؤكدا أن مجموعة "السلام عليكم" تحمل سمات القصص الإدريسية بعكس المجموعة الأولى "جنية الحقول" التي تضم قصصا قصيرة جدا.
متسائلا: هل الشاعر عايدي أفاد القصة القصيرة لديه من خلال شاعريته؟

لتجيبه د. منال، مؤكدة أن القاص والشاعر عايدي جمعة قد أضاف لإبداعه القصصي وخاصة مجموعته جنية الحقول؛ لأن  حسه الشاعري قد تغلب، حيث نلحظ أن القرية تعيش بداخله فهو يصف الطحين والعجين، وكأننا نرى تلك المشاهد أمامنا، موضحة أهمية الحس الشاعري في القصة القصيرة رغم واقعية ما تتناوله من موضوعات، لكننا بحاجة لإبداعية السكينة والهدوء التي تحققها الشاعرية.

بينما ألقى الأستاذ شوقي إحدى قصائد دكتور عايدي، مؤكدا بها على ربطه بين الشعر والقصة. ووضوح ملامح القرية في شعره ونثره، وهو ما تنطق به المفردات والتراكيب.

وأضافت د.منال أن اللغة لدى د. عايدي تتسم بالخفة والبساطة، فهو يراعي الجرس الموسيقى للكلمة بأن تكون بسيطة وناعمة الوقع على الآذان.
فيما قد تفاجئك وسط هذا الرتم الهاديء كلمة قوية لغوية ومعجمية، مثل استخدامه لمفردة "لواعج"، وهي هنا تعيدنا للنص وتكسر أي لحظة ملل قد تتسرب إلينا.

وتناولت د. منال، قصص مجموعة "السلام عليكم"، بالنقد والطرح، ففي قصة "علاء الدين"، استخدم الكاتب الراوي العليم أو السرد المباشر، فالبطل رغم ثرائه إلا أنه يتسم بالشح العاطفي والمادي على زوجته وأبنائه، حتى تغريه امرأة لعوب، وتخدعه إحدى العصابات ويستولوا على الأرض والثروة.

وتوضح "رضوان" أن هناك خلطا محببا وفريدا بين الرمز الخيال، وهو من الأمور الجديدة، فهناك تعدد في سياقات التلقي، وقد ترمز القصة للهم العربي والأبناء الذين أضاعوا الاوطان.
مؤكدة أن المزج هنا مثمن لأنه ليس فجا وساعد الرمز أيضا.

وتلفت منال لعناوين القصص التي يغلب عليها استخدام أسماء  الأشخاص، مؤضحة أن سبب ذلك إنما كشف عنه الاهداء، والذي يؤكد اهتمامه بالمهمشين والهم الإنساني. 

وعن قصة "القطار"، تقول منال إنها تمثل الصراع بداخل البطل فهو يصارع تلك الحديدة التي تعني الآلة في زمن التطور.
والمفارقة في نهاية القصة أن القطار توقف والرجل قد نزل في هدوء رغم ما وصل إلينا من أنه يكاد يسقط تحت القطار، فالقصة تمثل أزمة الإنسان المعاصر مع نفسه ومع الحداثة والآلة، ثم ينتهي الانسان إلى الهدوء وتستمر الحياة والرحلة.

أما قصة "سعد أفندي"، فتوضح منال أن البطل ذلك الرجل الراقي المتعلم، لكن اسمه عكس ما يحياه من خيبات وتعاسة، فهناك صوت سردي مختلف، رجل يحكي من داخل القصة نفسها، وكأننا انتقلنا إلى داخل المشكلة.
وتتطور الأحداث حتى نصل لموت الرجل، فيلقي أبناؤه المكتبة، في رمزية للتخلي عن الهوية والثقافة بعد تخليهم عن الأرض.
بينما يأتي تكرار الاسم "سعد افندي"  تأكيدا لعدم سعادته، وهي مفارقة توضح سبب التكرار.
ويبدو استخدامه للرمز هنا بأسلوب شاعري، ومفردات ابنة البيئة بشكل واضح.

وتنهي د. منال رضوان، دراستها بقصة "الموبايل"، والتي تطرح فكرة خيانة زوجة لزوجها، وتوضح منال انها رغم عادية الحدوتة وتقليديتها، الا أن هناك جديدا قدمه الكاتب، حيث  مزج بين الخيال والرمز، ومهد للقاريء من خلالهما خيانة الزوجة، وقد اختار الكاتب لقصته نهاية مفتوحة غي محددة وعلى كل قاريء أن يكتب النهاية التي ترضيه.


 

فيما أكد الأستاذ شوقي عبد الحميد، أن القاص والشاعر عايدي علي يمتلك عنصري شاعرية الرؤية وشاعرية اللغة، فقصصه تحفل

بمفردات كثيرة تحمل في طياتها عناصر الشعر.
مؤكدا أن السرد فعلا عنده استفاد من الشعر لديه.

وأضاف أن المجموعة تتميز بكثرة ذكر وسائل التنقل والمواصلات، والتي تعني الحركة والتنقل المستمرين بين الريف والحضر.
كما أن حركة القطار في قصة "القطار" تعني أن الدنيا تتحرك حوله بينما هو ثابت.
ويوضح شوقي أن مشهد عودة الشجر والأرض للخلف يؤكد استعادة البطل لماضيه.

وتحدث شوقي عن قصة الجار التي ترمز لرؤية أوسع وهي اختلاف رؤية العرب لإسرائيل العدو، الذي كان عدوا في الماضي ثم بعد اتفاقية السلام صار مجرد جار.
مؤكدا استخدام الكاتب الارتحال والربط كثيرا بين القرية والمدينة، ويبدو ذلك في قصة "الخطوبة"، فمازال هناك ارتحال وربط بين القرية والمدينة، ومازال الصراع بين البيئتين قائما.
كما أن وصف المرور على القرى أثناء رحلة البطل للمدينة إنما يمنح دلالة على المسافة بينهما.

أما الكاتب والشاعر والناشر  عماد سالم، فقد علق على قصة "الموبايل"، مؤكدا أن القصة هنا قد افتقدت عنصر الحب، فلو أن الكاتب تناول فعل الخيانة بمبرر الحب والعشق لما كان الأمر بتلك البشاعة، وربما خفف ذلك من وطأة الخيانة، لكنه دخل من باب الزوجية وقدسيتها، مؤكدا أن الكاتب كان في استطاعته الوقوف إلى الجانب الضعيف وهو الزوجة أو العشيق، لتبرز لنا رؤية مغايرة، ربما حركت الأحداث برمتها في اتجاه آخر.

فيما اختتم اللقاء الدكتور عايدي على جمعة، مثنيا على آراء الحضور، ومؤكدا أنه من أسعد لحظات الكاتب أن يرى عيونا أخرى ورؤى أخرى لعمله، فكأن البيت الذي صنعه صار قيمة من الجمال الخالص وصار أوسع وأجمل.
موضحا أن مشروعه الإبداعي ينسحب إلى النقد البيئي، وكيف يمكن للناقد أن يجعل الوعي بالبيئة أعمق وأفضل.
مشيرا إلى أنه وجدت أن الإنسان قد وقر في تفكيره أن الكائنات مسخرة له وأنه سيد هذا الكون، كما استقر بداخله فكرة الحرية وقدرته على التصرف لأنه حر، فبسبب طغيان الفكر الرأسمالي والاستهلاك صار سلوك الانسان عنيفا ضد الطبيعة، وإن الكائنات جميعا صارت مرعوبة من الإنسان.
مؤكدا أنه خلال عمله يحاول أن يدفع الانسان للتعامل مع البيئة بشكل محافظ، ذلك أن في حفاظه على البيئة حفاظا على نفسه، فكانت "جنية الحقول" و"السلام عليكم" ترنيمة للحفاظ على البيئة.

حضر الأمسية لفيف من المبدعين والإعلاميين، منهم الأستاذ جاد حسن، القاصة سمية عبدالمنعم، وغيرهما.