رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد الأدندانى: «حكاية ميزو» سر شهرتى..واعتزالي الفن شبه إجباري

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تاريخ الفن المصرى ملىء بالمواهب التى لم تحصل على التقدير أو النجومية الكافية رغم موهبتهم الكبيرة ولعقود طويلة عاشوا فى الظل رغم مشاركتهم المؤثرة فى العديد من الأعمال الفنية، سواء على شاشة السينما أو الدراما التليفزيونية.

من هؤلاء الفنان النوبى الأصيل محمد الأدندانى الذى تم تكريمه مؤخراً فى مهرجان القاهرة للدراما.

«الوفد» أجرت معه هذا الحوار الإنسانى حول مسيرته الفنية الطويلة التى تجاوزت 70 عاماً وشهرته ونجوميته فى دور البواب أو الخادم، وأعماله المؤثرة فى السينما والمسرح والتليفزيون.

* حدثنا عن شعورك أثناء تكريمك فى مهرجان القاهرة للدراما؟

- بصراحة شعرت بسعادة عامرة بأن يتم تكريمى فى هذا المهرجان الكبير. ومن النجم الرائع يحيى الفخرانى وسعادتى زادت بتكريم مجموعة هائلة من أصدقائى الذين لم يحصل معظمهم على حقهم فى النجومية ورغم أن التكريم جاء متأخراً فإننى سعيد جداً وأشعر بالرضا والقناعة تماماً وسعيد والحمد لله بمسيرتى الفنية الطويلة التى تجاوزت الـ 70 عاماً.

* كيف كانت بداية مشوارك الفنى؟

- بدأ تقريباً 1950 حينما أسست فرقة المسرح النوبى كانت فرقة وليدة تضم الفنانين النوبيين الشباب الموهوبين كنت أنا بفضل الله قائد الفرقة وقد عملنا لسنوات عشرات المسرحيات فى مصر وخارجها بل وتم تكريمى فى أوائل الستينيات من الرئيس السودانى الأسبق الراحل جعفر نميرى وكان وقتها من المسئولين الكبار فى السودان. وعرضنا مسرحيات على مسرح الليسيه والحرية فى الستينيات، كنا نؤجر المسرح بـ10 جنيهات فى اليوم وحققنا نجاحاً كبيراً.

* ولكن لماذا لم يظهر أى عضو من الفرقة على الساحة الفنية بعد ذلك باستثنائك؟

- لا أعلم، ربما لأنهم كانوا هواة لم يبغوا الشهرة بقدر إشباع موهبتهم الفنية.

* أشعر بأن فنانى النوبة لم يحظوا بالشهرة الكافية باستثنائك والراحل صلاح يحيى؟

- معك حق لا يعلم الكثيرون أن أهل النوبة يشعرون بغصة لأنهم فى السينما «بوابين وخدم» فقط رغم أن النوبة مليئة بالعلماء والدكاترة والمهندسين والمبدعين فى كافة المجالات.

* بداية شهرتك كانت 1977 حينما شاركت فى مسلسل حكاية ميزو مع الراحل سمير غانم، فمن الذى رشحك لهذا الدور؟

- الكاتب الراحل لينين الرملى مؤلف المسلسل هو من رشحنى لدور الخادم صاحب الشخصية القوية فى المسلسل الذى يقف لميزو بالمرصاد فى كل أفعاله السلبية.

وأقول للتاريخ ان الجميع قبل تصوير المسلسل حذرونى من سمير غانم ونجوميته الطاغية ولكن أثناء التصوير وجدت فناناً موهوباً بحق، قمة فى التواضع ومشجعاً لكل من حوله، وساعدنى كثيراً أن أظل فى أفضل صورة. الله يرحمه ويحسن إليه كان فناناً عظيماً.

* عقب هذا المسلسل شاركت فى مسرحية عش المجانين مع محمد نجم وحسن عابدين، ما ذكرياتك حول هذا العمل؟

- فكرتنى بأيام جميلة فعلاً هذا المسرحية حققت نجاحاً يفوق الخيال، الجميع تألقوا بشدة، خاصة الراحل محمد نجم والراحل الكبير حسن عابدين والنجمة الشابة فى ذلك الوقت ليلى علوى وميمى جمال وأديب الطرابلسى، أقولك بصدق هذه المسرحية بالذات كان من الممكن أن يستمر عرضها أكثر من عشر سنوات وعلى العموم المسرحية خالدة فى وجدان الملايين، وبعد ذلك شاركت مع نجم فى العديد من المسرحيات الناجحة.

* اختفيت كثيراً بعد هذه المسرحية، فما السر؟

- كنت أشارك فى مسلسلات خارج مصر يتم تصويرها فى دبى واليونان وغيرهما، للأسف هذه المسلسلات لم تعرض فى مصر.

* فى عام 1988 شاركت فى فيلم «البيه البواب» مع الراحل أحمد زكى ماذا تقول عن هذا الرجل؟

- فيلم أفخر به كثيراً أمام فنان عبقرى بمعنى الكلمة، كان يذوب فى الشخصية وتميز أيضا بالالتزام والتواضع والحرص على نجومية وظهور كل المشاركين معه. قدمنا جانباً هاماً فى شخصية البواب وأفخر أيضاً بمشاركة أحمد زكى فى فيلم «4 فى مهمة رسمية» وهوفنان لا يعوض وعبقرى من كل الوجوه.

* هل اختلف المناخ الفنى زمان عن الحاضر؟

- طبعاً.. «فنانين زمان» لا يعوضون، فمثلاً النجم الراحل نور الشريف هناك موقف لن أنساه فى عام 2000 كنت أصور معه مسلسل «الرجل الآخر» أثناء مشهد جمعنى به، طلب من المصور التركيز على وجهى قائلاً:

الأدندانى هو الماستر سيف فى هذا المشهد، لا تركز علىّ، بل على وجه وملامح وانفعالات الأدندانى. شوف العظمة وإنكار الذات.

* تردد فى الماضى أنك أسأت للفنان الكبير الراحل على الكسار، فماردك؟

ـ طبعاً هذا كذب وافتراء وفبركة صحفية، إذ لم ولن أسىء لفنان بحجم على الكسار بل أكن له كل احترام وتقدير وهو من أبرز الظواهر فى تاريخ السينما والمسرح المصرى. تعرضت لظلم شديد على كلمة لم أقلها ومن منا لا يقدر فن على الكسار.

* حياتك مليئة بالمواقف التى لا يعلمها أحد إلا نريد القاء الضوء على أمور غامضة فى حياتك؟

ـ فى بداية حياتى الفنية كنت أعمل سائقاً للفنانين فى الأفلام القديمة وتعرفت على المخرج حسن الإمام أثناء تصوير فيلم اليتيمتين زمان كان الفنانون لا يملكون سيارات وكان السائق عنصراً هاماً أثناء تصوير الأفلام القديمة مجرد صفحة فى حياتى.

* ما الشخصيات النوبية التى تعتز بها؟

ـ بالطبع أعتز كثيراً بأشخاص كثيرة من النوبة على رأسهم المشير الراحل محمد حسين طنطاوى وهو شخصية وطنية استثنائية سيظل خالداً فى نفوس المصريين جميعاً بأعماله الوطنية الخالدة.

وبعيداً عن الفن والسياسة أعتز كثيرا بنجم الزمالك الأشهر شيكابالا رغم أننى لا أعرفه شخصياً ولكنى أعشقه وأعشق فنه الكروى.. وأنا أصلاً من مشجعى الزمالك.

* هل هناك فنان نوبى تعتز به وبموهبته.

ـ الراحل صلاح يحيى فنان موهوب بمعنى الكلمة. لم يأخذ حقه فى النجومية ولكن أثبت جدارته فى كل عمل شارك فيه. شارك معنا فى البيه البواب وتألق بشدة فى مسرحية الأستاذ مزيكا مع سمير غانم ورحل فى هدوء. ولكن فنه باقى وسيستمر.

فنانو النوبة موهوبون بالفطرة ولكن دائماً نجوميتهم محدودة ولا أعلم السبب فى ذلك.

* ألا ترغب فى العودة للفن؟

ـ بصراحة لا، فكفى ما قدمته على مدى أكثر من سبعين عاماً تقدم بى العمر. ولا أريد الظهور فى عمل فنى يقلل منى، السن له أحكام وعلى الفنان أن يبتعد فى الوقت المناسب.

الاعتزال هنا شبه إجبارى لأنى أحترم فنى وأعتز بكل عمل شاركت فيه حتى ولو كان دوراً صغيراً. المهم أننى تركت بصمة لا ينساها المشاهدون مهما مرت السنوات. والتكريم الأخير جاء بمثابة تتويج لمشوار فنى طويل وكفاح، الله وحده هو الذى يعلم ما قدمت من عطاء فنى.

أرقام فى حياة محمد الأدندانى

1931 مولده

1950 تأسيسه لفرقة المسرح النوبى.

1963 تكريمه من الرئيس السودانى الأسبق جعفر نميرى.

1977 بداية شهرته بمسلسل حكاية ميزو مع سمير غانم.

1979 شارك فى مسرحية عش المجانين.

1988 شارك فى فيلم البيه البواب مع أحمد زكى.

1989 شارك فى فيلم الحقونا.

1990 شارك فى فيلم أربعة فى مهمة رسمية.

2000 شارك فى مسلسل الرجل الآخر مع نور الشريف.